تركيا تدعو لمعاقبة إسرائيل خلال قمة في اسطنبول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أنقرة: تستضيف مدينة اسطنبول التركية الثلاثاء أعمال منتدى "التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا" التي تضم عددا كبيرا من قادة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشبه الجزيرة الكورية ، وسط توقعات بأن تستغل تركيا هذا التجمع الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل بعد مهاجمتها "أسطول الحرية" لكسر حصار غزة. ويهدف المنتدى إلى الحد من خطر نشوب صراعات إقليمية، ولكن من المرجح أن يهيمن على القمة الهجوم على سفينة المعونة التركية ومعاناة الفلسطينيين. ويشارك زعماء روسيا وباكستان وأفغانستان بالاضافة إلى إيران وسوريا في أعمال القمة التي تريد تركيا أن يتضمن بيانها الختامي إدانة الهجوم على "أسطول الحرية" ، مما اسفر عن مقتل تسعة أتراك. واسرائيل واحدة من 20 عضوا بالمنتدى ، لكن وسائل إعلام اسرائيلية قالت إن نائب رئيس الوزراء دان مريدور ألغى زيارة إلى تركيا بتوصية من جهاز الأمن العام "الشاباك"، خشية تعرضه لاي اعتداء من الأتراك الغاضبين. والرئيسان الإيراني محمود احمدي نجاد والفلسطيني محمود عباس من بين ثمانية رؤساء يشاركون في القمة، وعلى الرغم من أن سوريا ليست عضوا فإن رئيسها بشار الأسد يحضر كضيف، كما سيشارك رؤساء أفغانستان، واذربيجان، وكازاخستان، ومنغوليا، إلى جانب نائبي رئيسي العراق وفيتنام ، فضلا عن مسئولين رفيعين من الكويت والصين. عقاب إسرائيل واستبق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان افتتاح أعمال المنتدى بالدعوة إلى إيقاع عقاب دولي بإسرائيل لهجومها على سفينة "مرمرة" التركية ، مطالبا بضغط دولي قوي من أجل رفع الحصار عن غزة. وقال أردوجان في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوري بشار الأسد "العلاقات بين تركيا وإسرائيل لن تعود أبدا لسابق عهدها"، متهما إسرائيل بالكذب. وأضاف" الحجج الإسرائيلية حول الاعتداء على أسطول الحرية لا تقنع أحدا.. وهي واهية ،لأن ما قامت به إسرائيل هو عمل إجرامي". وتابع "إسرائيل تحاول التغطية على هذه الجريمة، معتمدة على من يدعمها ويشجعها على مثل هذه الأعمال، فسياستها قائمة على القوة المفرطة ، وما يقوم المجتمع الدولي بإدانة هذه الجريمة ليس كافيا". وشدد أردوجان على ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في مجزرة الحرية، داعيا إلى عدم السماح بمرور هذه الجريمة دون عقاب، ويجب أن تكون هناك ردود فعل حازمة ضد إسرائيل". وقال أردوجان مؤكدا: إن إسرائيل ستدفع ثمن شهداء أسطول الحرية ، وتركيا ستتابع الجهود لفتح تحقيق دولي في الجريمة الإسرائيلي. وقبل المحادثات التي تضم خصوما أشداء لإسرائيل، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو: "إنه لم يعد بمقدور بلاده التغاضي عن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين". وقال أوجلو لشبكة "سي إن إن" أن تركيا كانت من أول الدول التي اعترفت بإسرائيل ، لكن الآن لا يمكننا أن نتغاضى عن سياسات التوتر وسياسات الحصار على غزة وسياسات العقاب.. وسياسة مهاجمة المدنيين في المياه الدولية. تلك أمور لا يمكننا أن نتغاضى عنها". ثمن السلام ومن جانبه ، قال الرئيس السوري بشار الأسد أن استهداف إسرائيل للمتضامنين الأتراك على متن "أسطول الحرية" هو محاولة للانتقام من الجهود التركية لدعم عملية السلام في المنطقة. وقال "ما حدث من الجانب اسرائيل تجاه اسطول الحرية ليس جريمة إنما هو جزء من طبيعة إسرائيل التي قامت أصلا على دماء الفلسطينيين ، ولكن الجديد هذه المرة أن إسرائيل لم تتمكن من إتهام المتضامنيين على متن اسطول الحرية بأنهم إرهابيين". وأضاف الأسد" إسرائيل حاولت ولكنها لم تستطع إقناع العالم بهذه الادعاءات التي تطلقها في كل مرة عند قتل الأبرياء ، فلم يسبق عبر التاريخ أن قام مواطن تركي بالاعتداء على آخر إسرائيلي كما أن الاسطول لم يكن مجهول الهوية والعالم كله كان يعرف بالسفينة فهذه عملية قتل مع سبق الاصرار والترصد". وتابع "إسرائيل كانت تملك عدة أهداف من وراء الهجوم على أسطول الحرية أولها منع أي قافلة من المجئ لغزة لان الحديث عن الحصار ممنوع وفقا للمنطق الاسرائيلي وكذلك الحديث عن قتل الفلسطينيين أمر غير مسموح به". وعن الهدف الثاني قال " توصيل رسالة إلى تركيا بأن عليها أن تدفع ثمن تعلقها بالسلام وعملها الجدي من أجله ، فمبادراتها باتجاه سوريا أو فلسطين فضح إسرائيل أمام العالم ، التي كانت تنتظر من أردوجان أن يقول إن المعرقل للسلام هو الطرف العربي أو أن هناك فجوة واسعة بين الطرفين كما يحدث من قبول المسئوليين الغربيين". ومضى بالقول "المشكلة ان الوساطة التركية لم تكن منحازة كما اعتادت إسرائيل التي فضحت أمام العالم ، فعندما نسحب مخدر من جسد أحد فأنه يصاب بحالة هياج ويتصرف بغوغاء هذا ما فعلته إسرائيل". ولفت الرئيس السوري إلى واقعة الخلاف الذي نشب بين الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز رئيس الورزاء التركي رجب طيب أردوجان في منتدى دافوس الاقتصادي عام 2008 ، قائلا "ما حصل في دافوس كان موجه للشعب التركي ومواقفه من حرب العراق بعد أن رفض ان تكون الاراضي التركية مركزا لغزو غير شرعي لبلد حر مستقل". واستطرد بالقول " أرادت إسرائيل بهذا الموقف الاساءة للشعب التركي ومواقفه تجاه غزة ورفع الحصار ، ولكن على إسرائيل أن تعرف أنها طالما استمرت تحتل اراضي فأنها ستظل عدو لأصحاب هذه الأراضي ، وعدو لكل مناصري السلام". وأبدى الأسد خالص تعازيه عن الضحايا الاتراك التسعة الذين سقطوا في الهجوم على "أسطول الحرية" في 31 مايو/أيار الماضي قائلا "الدماء العربية والتركية هي دماء واحدة ومن قتل في الهجوم هم شهداء في الجنة إن شاء الله".