القدس المحتلة: صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية "الكابينيت" الأربعاء على انسحاب جيش الاحتلال من القسم الشمالي لقرية الغجر لكن من دون تحديد موعد لتنفيذه، فيما أكد سكان القرية أنهم يعارضون انسحابا كهذا وتقسيم قريتهم وأنهم سيعملون على منع ذلك. وقرر الكابينيت تكليف الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية ببدء مفاوضات مكثفة مع يونيفيل من أجل بلورة ترتيبات أمنية، يتم استعراضها أمام الكابينيت خلال 30 يوما، وبعد ذلك يقرر الكابينيت الموعد المحدد للانسحاب. وكانت تقارير إسرائيلية اشارت الى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان سيطرحان على الكابينيت مشروع قرار للانسحاب من القسم الشمالي للغجر من دون اتفاق مع حكومة لبنان وستسلم المنطقة التي ستنسحب منها إلى القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل). ووفقا للمخطط الإسرائيلي فإن اليونيفيل ستعمل على منع دخول مسلحين أو جهات جنائية من الأراضي اللبنانية إلى القسم الشمالي من الغجر. وعبر سكان الغجر عن معارضتهم لتقسيم قريتهم، وقال المتحدث باسم المجلس المحلي في القرية نجيب خطيب لإذاعة جيش الاحتلال صباح الأربعاء "إننا نعارض الانسحاب منذ 10 سنوات ولن نوافق على أن نكون لاجئين في لبنان، والبقاء هناك بدون أشقائنا وأولادنا ومسجدنا وعيادتنا ومدرستنا، فهذه المؤسسات موجودة في القسم الجنوبي من القرية". وأضاف خطيب إن الانسحاب من الغجر سيؤدي إلى نشوء مشكلة كبيرة وسيضطر سكان القسم الشمال إلى العبور إلى القسم الجنوبي عبر حواجز عسكرية من أجل التوجه إلى العيادة أو المدرسة في كل صباح، ومجرد التفكير في ذلك هو أمر مروع. وكانت إسرائيل قد أجرت مفاوضات مع يونيفيل خلال العامين الماضيين حول الترتيبات الأمنية في الغجر وحول أنظمة تمكن سكان شمال الغجر من مواصلة الحصول على خدمات مدنية من إسرائيل. ويذكر أن إسرائيل احتلت قرية الغجر مع هضبة الجولان السورية عام 1967 وفرضت على القرية القانون الإسرائيلي من خلال ما يوصف في إسرائيل ب(قانون ضم الجولان) الذي أقره الكنيست في العام 1981 ومنح الجنسية الإسرائيلية للمواطنين السوريين. وتقول إسرائيل إن سكان الغجر هم مواطنون إسرائيليون ولذلك تتعهد بتزويد سكان القسم الشمالي بالخدمات. وكانت الأممالمتحدة قد أعادت رسم الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار/ مايو العام 2000 وأصبح الخط الحدود الجديد يعرف باسم (الخط الأزرق)، لكن هذا الخط قسم الغجر إلى قسمين، أحدهما شمالي مفتوح على الأراضي اللبنانية وآخر جنوبي يخضع للسيطرة الإسرائيلية، بينما عبر سكان الغجر عن معارضتهم لتقسيم قريتهم.