شكا ياسر برهامي، القيادي البارز في حزب النور السلفي، «اضطهادًا» لحزبه من جانب أجهزة الدولة، والذي قال إنها ترغب أن يكون "صغيرًا جدًا" رغم مواقفه الداعمة للحكومة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وقال برهامي في حوار مع وكالة "رويترز" بمدينة الاسكندرية، أن هذا أحد الأسباب التي أدت إلى ضعف نتائج الحزب في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، والتي يقول إنها "لا تعبر عن الوزن السياسي ولا المجتمعي" للسلفيين في مصر. وأضاف "وزارة الداخلية تمارس نوعًا من الاضطهاد لأبناء حزب النور"، كما أنها قامت بتعديات ضخمة ضد أعضاء حزب النور في ثلاث محافظات على الأقل، خلال المرحلة الأولى، مثل نقل أعضاء بالحملة الانتخابية ممن يعملون في وظائف حكومية لمناطق أخرى بعيدة عن محال إقامتهم واعتقال العشرات منهم. وعن المرحلة الأولى للانتخابات، أوضح برهامي "تقييمنا لها سلبي... تقريبًا الوجوه القديمة كلها رجعت، نفس وجوه الحزب الوطني القديمة"، وقال حزب النور أنه كان يدرس الانسحاب من الانتخابات عقب المرحلة الأولى، لكنه قرر في اجتماع لقياداته استكمال المنافسة. وأكد برهامي: "نحن دائمًا ما نحسبها من جهة المصالح والمفاسد، انسحابنا ماذا يصنع؟ يؤدي إلى غياب أي صوت إسلامي كلية في البرلمان وهذا يقدح في شرعيته ويقدح في العملية السياسية برمتها." وأشار إلى أن حزبه تعرض لحملة اعلامية شرسة، من الإعلام الإخواني والإعلام الرسمي والإعلام الخاص لتشويهه بينما لا يملك وسيلة للرد من خلالها وهو ما أفقده جانبا من مؤيديه ونفر عموم الناس منه. ونفى برهامي أن يكون السلفيون وجها آخر للإخوان، قائلاً إن حزبه عارض "سياسة الإقصاء" التي اتسم بها حكم الإخوان على حد وصفه، لكنه أقر بأن تأييد الحزب لعزل مرسي ربما أفقده جانبا من مؤيديه وكان أحد أسباب تراجع الحزب بالانتخابات لكنه ليس السبب الرئيسي. واختم برهامي "الشعب المصري عمومًا لديه حالة إحباط لعدم وجود إصلاح حقيقي، جزء من أبناء التيار السلفي كذلك لديهم نفس الرؤية وبالتالي الكثير جدًا منهم مع أنهم منتمون للحزب إلا أنهم غير راغبين في ممارسة العمل السياسي".