بشكيك: أعلنت الحكومة القرغيزية الاثنين القبض على "شخص معروف" للاشتباه في إشعال فتيل التوترات العرقية التي أسفرت حتى الان عن مقتل 117 شخصا و1458 جريحا واشتعال النيران في مدن بكاملها. وقالت الحكومة المؤقتة ان السلطات في جلال اباد ألقت القبض على شخص ، ولم تكشف عن هويته لكنها كررت الاتهامات بأن أنصار الرئيس السابق كرمان بك باكييف الذي تمت الاطاحة به في ابريل / نيسان وراء أعمال العنف. وقال مراسل قناة "الجزيرة" الإخبارية إن الأوضاع في مدينة أوش وجلال أباد لازالت متوترة كما أن هناك نحو سبع مجموعات مسلحة تركب سيارات الدفع الرباعي وتقوم باطلاق النار باتجاه السكان القرغيز والاوزبك ، وهو ما يزيد من التوترات المشتعلة منذ يوم الخميس الماضي . وكان نائب رئيس الحكومة الانتقالية في قرغيزستان وزير المال تمير سارييف أعلن صباح الاثنين أن "مواجهات" جديدة مسلحة اندلعت في جنوب قرغيزستان الاثنين في اليوم الرابع من أعمال العنف بين المجموعتين العرقيتين القرغيز والاوزبك. وقال سارييف في مؤتمر صحفي: "هناك حسب المناطق مواجهات ولا نستطيع تحديد مكانها حاليا", موضحا ان "مجموعات مسلحة تتنقل من مكان الى آخر لكننا لا نملك قوات كافية". الا ان سارييف رأى ان "الوضع اقل صعوبة من الايام" الماضية بينما تمت تعبئة القوات المسلحة وقوات الامن القرغيزية التي تقت الامر باطلاق النار بدون انذار لوضع حد لاعمال العنف. وسمع في اوش، ثاني اكبر مدن البلاد، اطلاق نار وشوهد عمود من الدخان الاسود يرتفع فوق مبان في حي الاوزبك في ثاني مدن البلاد. في سياق متصل ، عقد في موسكو يوم الاثنين اجتماع طارئ لأمناء مجلس الأمن القومي للدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي، للبحث في الوضع المتدهور في قرغيزستان ، بناء على طلب الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف الذي يرأس حاليا مجلس منظمة الأمن الجماعي، والتي تضم اضافة الى روسيا، قرغيزستان وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وأرمينيا وبيلاروسيا. قال نيقولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن القومي الروسي "الدول الأعضاء مدعوة لتبني موقف مشترك من أحداث قرغيزستان الدراماتيكية وبحث الإجراءات المطلوب اتخاذها جماعيا لوقف النزاع الإثني الدائر في هذا البلد، مشددا على ضرورة استخدام ما لدى المنظمة من آليات ووسائل من أجل ذلك وفقا لميثاقها ". جاء ذلك فيما صرح زعيم الاوزبك في قرغيزستان جلال الدين صلاح الدينوف، الذي يرأس المركز الوطني الوزبكي، ان اكثر من مئتي اوزبكي قتلوا في المواجهات. وهو رقم اعلى من الذي اعلنته وزارة الصحة الاوزبكية، التي اشارت الى أن حصيلة الضحايا بلغت 117 قتيلا وحوالي 1500 جريح. وأفادت الوزارة في بيان بأن "عدد الضحايا في منطقتي أوش وجلال آباد بلغ 117 قتيلا". وأضافت أن 1485 شخصا جرحوا، أدخل 779 منهم المستشفيات في المواجهات. ووسعت قرغيزستان الأحد حالة الطوارئ في جنوب هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، وأمرت الجيش بإطلاق النار بدون إنذار مسبق على مجموعات تستخدم أسلحة نارية في جنوب البلاد. واندلعت المواجهات الدامية بين الأكثرية القرغيزية والاقلية الاوزبكية في أوشومحيطها مساء الخميس. تجدر الاشارة الى ان العلاقات بين الاقلية الاوزبكية (15 الى 20% من عدد السكان في قرغيزستان) والقرغيز متوترة تاريخيا لا سيما بسبب التفاوت الاقتصادي الذي يخيب امال الاوزبك بشكل خاص. كما تنشط في هذه المنطقة عصابات مافيا نافذة.