في أمسية أدبية عالمية، تبادلت خلالها كاتبات من دول مختلفة، تجاربهن ورؤيتهن للكتابة باعتبارها عملاً إنسانياً ومهنة إبداعية، نظم معرض الشارقة الدولي للكتاب ندوة بعنوان "أصوات من العالم"، جمعت بين خمسة من المؤلفات المعروفات، اللواتي تناقشن حول أهمية الوطن والثقافة في مضمون رواياتهن. وشملت قائمة المتحدثين وفق صحيفة "البيان" الكاتبة الفلسطينية الأمريكية سوزان أبو الهوى، صاحبة روايتيّ "الصباح في جنين" و"الأزرق بين السماء والماء"، والمؤلفة المسرحية سيفي آتا، ومؤلفة الروايات الرومانسية إليزابيث بوتشان، والصحفية والمؤلفة العراقية هدية حسين، والكاتبة والشاعرة الباكستانية فاطمة بوتو. وقالت فاطمة بوتو، ابنة أخ بنظير بوتو، رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة والمؤلفة والشاعرة والتي قتل والدها عندما كان عضواً في البرلمان الباكستاني عام 1996 بمدينة كراتشي، أنها أرادت أن تكون فقط روائية، وأن تبتعد عن العمل السياسي. وأضافت: "منذ نشأتي وأنا أبحث عن الوطن. لم تكن بداياتي في باكستان، ولكنني ذهبت هناك عندما كان عمري 11 عاماً. لقد ولدت في كابول ووجدت نفسي أتساءل منذ صغري: أين وطني؟ أعتقد أنه عندما يطرح هذا السؤال في ذهنك فإنه لا يذهب أبداً". ووافقت سوزان أبو الهوى ما قالته فاطمة وقالت: "كثيراً ما أكتب عن الاحتلال والمنفى، فأنا أبحث عن الوطن. تعطيك كتابة الروايات الفرصة لكي تطرح أسئلتك وتحلل الإجابات. أسأل عن الوطن لأننا كفلسطينيين نعتبر أنفسنا زواراً أبديين لدول العالم. بالرغم من أن عائلتي تسكن في القدس منذ أجيال إلا أننا أرغمنا على الرحيل. لقد ولدت في الكويت، فلم أعرف بلداً آخراً، ولكنني اكتشفت أنني ضيفة هناك، وأنه ليس وطني. عشنا في الأردن أيضاً كضيوف ثم ذهبت لكي أستقر في أمريكا، ولكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أصبحت شخصاً غير مرحب فيه هناك. أعتقد أنه عندما تفقد وطنك تفقد جزءاً من روحك". وقالت الكاتبة الروائية والمسرحية سيفي آتا، والتي ترعرعت بعيداً عن وطنها، أن ذلك أثر على أسلوب كتابتها، حيث أرسلتها عائلتها التي كانت تقيم في لاجوس بنيجريا إلى مدرسة داخلية في إنجلترا، وأكدت أن نتيجة ذلك كانت كتاباتها التي تمحورت حول الانفصال والتأقلم. وأضافت: "سأستمر في الكتابة حول الانفصال والبحث حتى أشعر بالسلام. حتى هنا أشعر بالانفصال. بالرغم من أنني ترعرعت في المملكة المتحدة وأعيش الآن في الولاياتالمتحدة نادراً ما أكتب عن هذه الأماكن. تدور قصص معظم رواياتي حول مدينة لاجوس". أما الكاتبة البريطانية إليزابيث بوتشان، والتي أمضت معظم طفولتها وهي تتنقل من بلد إلى آخر بما في ذلك مصر ونيجيريا قبل انتقالها إلى جيلدفورد ويورك وإدنبره بالمملكة المتحدة، فقالت إن شعورها بالانفصال والذي يظهر في رواياتها سببه دراستها في نيجيريا بينما كان والديها في إنجلترا. وأضافت: "لقد كنت أشعر بالوحدة وعندما بدأت بالدخول في مرحلة المراهقة شعرت بأهمية السرد القصصي. إن القصص هي حلقة الوصل فيما بيننا بالرغم من المنفى وفقدان الوطن". أما الروائية العراقية هدية حسين فقالت إن للمكان أهمية قصوى في رواياتها وأضافت: "أريد أن أخبركم عن المكان لأنه عامل مهم جداً في أي عمل روائي خيالي. لقد دُمر مكان ولادتي ولكن بقيت هذه المنطقة في عقلي ممزوجة بحس من الحنين ينافس شخصيات وأبطال رواياتي. أضع كل شيء على الصفحات ولكنني عندما بدأت كتابة أول رواية عام 1999 أدركت أنه يجب أن أترك وطني وإلا سأُسجن".