تل أبيب: وصل وفد عسكري تركي الثلاثاء إلى إسرائيل لإجراء الاختبارات النهائية لتسلم أربعة طائرات تجسس من طراز "هيرون" بدون طيار وهي الحصة المتبقية من صفقة عسكرية بين تركيا وإسرائيل. وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" أن الوفد التركي سيبقى في تل أبيب لمدة أسبوعين تقريبا لاختبار طائرات التجسس من طراز "هيرون" والمعدات الإلكترونية وقطع الغيار. وكانت إسرائيل قامت بسحب خبراء ومدربين مكلفين بتدريب الضباط الاتراك على استخدام طائرات "هيرون" بدون طيار ، وذلك في أعقاب الهجوم على "أسطول الحرية" في نهاية مايو/ أيار الماضي . وحاولت تل أبيب من خلال هذه الخطوة وضع أنقرة في مأزق بعد أن أنفقت 185 مليون دولار على شراء عشر طائرات لمحاربة عناصر حزب العمال الكردستاني شمال العراق تسلمت ست منها في مارس/آذار، وكان يفترض ان تسلمها اربعا اخرى في يونيو/حزيران . وكانت صحيفة "الزمان" قالت في عدد سابق "إن من الصعوبة تحليق طائرات "هيرون" وتسييرها في الأجواء بالإمكانات التركية عقب مغادرة الخبراء الإسرائيليين القاعدة التركية دون إكمال تدريباتهم" ، فيما اعتبر مصدر حكومي تركي أن هذه الخطوة الاسرائيلية محاولة للانتقام من تعليق أنقرة ثلاث مناورات عسكرية مع تل أبيب . الا أن رئيس أركان الجيش التركي ايلكر باشبوج أكد امس الاثنين أن "الجيش التركي تمكن من استخدام طائرات بدون طيار اسرائيلية لجمع معلومات عن تحركات حزب العمال الكردستاني شمال العراق". وأضاف "في الايام العشرة الاخيرة بدأنا استخدام انظمة هيرون المراقبة التي اشتريناها من اسرائيل، في شمال العراق" ، مضيفا "هذه الطائرات بدون طيار تستخدم على مسافة محددة في شمال العراق بالتنسيق مع الامريكيين"، موضحا ان الطائرات يتم التحكم بها من قبل موظفينا". وحاولت "هآرتس" التغطية الأحد على فشل تل أبيب في إحراج تركيا وإظهار عجزها على استخدام هذه الطائرات ، إذ زعمت بالقول "تدهور العلاقات الاسرائيلية التركية لم يمنع الجيش التركي من الاستمرار في استخدام تكنولوجيا الجيش الاسرائيلي من طائرات بدون طيار وأسلحة أخرى في ضرب حزب العمل الكردستاني شمال العراق". وأضافت "الحكومة التركية قررت ترك مسألة التعاون العسكري مع إسرائيل للمؤسسات الدفاعية ومنها ما هو تابع للحكومة أو لشركات أخرى خاصة". وزعمت الصحيفة العبرية أن "هناك خلاف بين بعض أعضاء الحكومة ووزارة الخارجية حول استمرار التصعيد ضد إسرائيل، لأن وزير الخارجية أحمد داوود أوجلو يرفض معاقبة إسرائيل". وقد شنّ عناصر كومندوس من البحرية الإسرائيلية في 31 أيار/مايو في المياه الدولية قبالة غزة هجوماً أسفر عن مقتل تسعة من ركاب سفينة تركية، كانت في عداد أسطول متوجه إلى قطاع غزة، الذي يخضع لحصار إسرائيلي.