كشفت وسائل إعلام أمريكية أن البريد الالكتروني على حساب (AOL)، لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إي" جون برينان، تعرض للاختراق من قبل طالب في الثانوية العامة، مناصر للقضية الفلسطينية، قال إنه فعل ذلك لإظهار دعمه للفلسطينيين، واحتجاجاً على دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل. وقالت صحيفة «نيويورك بوست» إنها علمت من القرصان (هاكر)، أنه تسلل أخيراً إلى الحساب الخاص بمدير «سي آي إي» ونقل الملفات الحساسة، بما فيها 47 صفحة لتصاريح أمنية سرية. وقال القرصان في اتصال مع الصحيفة إن «رسائل البريد الإلكتروني الأخرى المخزنة في الحساب غير الحكومي لرينان، تضمنت أرقام الضمان الاجتماعي والمعلومات الشخصية لأكثر من اثني عشر من كبار المسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، أضافة إلى البريد الإلكتروني الحكومي حول استخدام تقنيات استجواب قاسية للمشتبه في صلتهم بالإرهاب». وقالت مصادر في «مكتب التحقيقات الاتحادي» "أف بي آي"، ووكالات اتحادية أخرى تحقق الآن بعملية القرصنة، أن القرصان ربما يواجه تهماً جنائية. وأضاف: «أعتقد أنهم سوف يجعلون منه عبرة لردع الناس عن القيام بذلك في المستقبل». وتابع المصدر، الذي وصف الوضع بأنه «وحشي ومجنون»، قائلا : «إنني لا أستطيع أن أصدق أنه فعل هذا برئيس وكالة الاستخبارات المركزية. إن المشكلة مع هؤلاء الرجال، الجيل الأكبر سناً، أنهم لا يعرفون شيئاً عن أمن شبكة المعلومات. ومثلما ترون، فإنه يمكن أن يكون ذلك مشكلة كبيرة». وفي سلسلة محادثات هاتفية مع «نيويورك بوست»، وصف ال قرصان نفسه بأنه «طالب في مدرسة ثانوية أمريكية، غير مسلم، وأن الدافع وراء فعله هو معارضته لسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية، ولدعم فلسطين». ولم يكشف عن اسمه أو المكان الذي يعيش فيه، لكن برينان وعد عبر تغريدة بأن لديه وسيلة للتحقق والسيطرة على «phphax»، وهو اسم حساب التغريد التابع للقرصان. وبدا القرصان في اتصاله مع «نيويورك بوست» الأسبوع الماضي، متباهياً بأعماله التي شملت نشر بعض الوثائق المسروقة، وجزءاً من قائمة الاتصال لبرينان على «تويتر». وقال القرصان إنه تم تخزين الوثائق المسروقة على شكل مرفقاتٍ بحوالى 40 رسالة من رسائل البريد الإلكتروني، التي قرأها بعد اختراق حساب برينان يوم 12 أكتوبر الجاري. وذكر أنه استخدم تكتيكا يسمى «الهندسة الاجتماعية»، ينطوي على خداع العاملين في الشركة التي يتبع لها حساب برينان، ودفعهم إلى توفير معلوماته الشخصية والحصول على كلمة المرور الخاصة به. وأضاف أنه تم تعطيل حساب برينان اعتباراً من يوم الجمعة 16 أكتوبر الجاري. وادعى القرصان مراراً أن ما يسمى «كبار رجال التجسس في أمريكا» مجرد مزحة، وأضاف أن «عملية إغلاق حساب برينان لم تأخذ منه سوى دقائق قليلة». وذكرت «نيويورك بوست» أن قرصان الانترنت المناصر للفلسطينيين، قام أيضاً باختراق الحساب الشخصي لوزير الأمن الداخلي الأمريكي جاي جونسون، ونشر صورة للفواتير الصادرة عنه، وادعى أيضاً أنه استمع إلى البريد الصوتي لجونسون. وفي بيان لها، قالت «وكالة الاستخبارات المركزية»: «نحن على علم بالتقارير التي ظهرت على وسائل الإعلام الاجتماعية، وأحيلت القضية إلى السلطات المختصة». وكان البريد الإلكتروني لويزرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، تم اختراقه، وفقدت رسائل شهرين من البريد الخاص بها، وهي تخضع الآن للتحقيق بشأن استخدامها البريد الإلكتروني الشخصي في مراسلات وزارة الخارجية عندما كانت في المنصب.