بالى -أ ش أ: بدأت اليوم الخميس بجزيرة بالى الإندونيسية أعمال القمة التاسعة عشرة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في ظل أزمة مالية عالمية تهدد النمو في الكثير من اقتصاديات دول العالم ومنها المنطقة الآسيوية التي بدأت في السنوات الأخيرة تحرز تقدما اقتصاديا ومعدلات نمو سريعة، ويعد هذا من المحاور الرئيسية التي سيتناولها القادة الرؤساء المشاركين في القمة. وقال الرئيس الإندونيسى سوسيلو بامبانج يوديونو ، في كلمته في افتتاح القمة التى تختتم فعاليات الرئاسة الإندونيسية للرابطة خلال 2011 ، إن هذه القمة ستضع خريطة طريق من أجل تفاعل دول "آسيان" فى المجتمع العالمى، والمشاركة والمساهمة بنشاط فى معالجة المشاكل الأساسية. وأضاف أن دول الرابطة ستمضى قدما معا فى تعزيز التعاون بين دول آسيان التى تتحرك الآن باتجاه مجموعة آسيان المتحدة بحلول عام 2015..مشيرا إلى أن حالة عدم اليقين التى تطارد الاقتصاد العالمى حاليا بسبب الأزمات والاضطرابات المالية فى منطقة اليورو ستكون محل بحث فى القمة؛ بالاضافة إلى مشاكل الآمن الغذائى والطاقة والمياه والكوارث الطبيعية وتغير المناخ. ويعد اتحاد دول جنوب شرق آسيا المعروف اختصارا باسم (آسيان) منظمة اقتصادية تضم 10 دول في جنوب شرق آسيا. وتأسس الاتحاد في 8 أغسطس 1967 في بانكوك، بتايلاند، وتعد تايلاند، إندونيسيا، ماليزيا، الفلبين، هم مؤسسي (أسيان). ولفت الرئيس الإندونيسى إلى الحاجة لتعزيز النمو فى منطقة (آسيان) لتكون أكثر مقاومة ضد تقلبات الاقتصاد العالمى..معربا عن ثقته في أن دول الرابطة قادرة على المساهمة بشكل فعال فى النمو الاقتصادى العالمى وجعله أكثر توازنا. وتابع أن لدى (آسيان) خريطة طريق للحفاظ على معدلات النمو عن طريق بناء اتصال بين الدول ومن خلال تعزيز النمو المحلى وخلق فرص التجارة والاستثمار وخلق فرص العمل. ومن المقرر أن تناقش القمة جملة من الأهداف التي طرحتها الرئاسة الأندونيسية منها :تحقيق المجتمع الواحد بحلول عام 2015، وهو ما سيكون بمثابة مراجعة للخطط والبرامج والرؤى التي تم دراستها لبلوغ مرامي أهداف اسيان التي تسعى إلى التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي رغم اختلاف الثقافات وتحقيق الأمن والاستقرار في الأسيان. وحدد الرئيس الاندونيسى فى خطابه الافتتاحى للقمة خمسة موضوعات ومن بينها تعزيز النمو الاقتصادى فى منطقة الأسيان بما يساعد على الاندماج الاقتصادى الاقليمى ،وبحث قضايا التعاون الاقليمى بما يحافظ على مركزية دور آسيان والعمل على حل المشكلات فى المنطقة من خلال الحوار السلمى ،والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وجعلها بعيدة عن تنافس الدول الكبرى . و يتوقع تسليم رئاسة آسيان فى عام 2012 إلى كمبوديا ، وتواجه القمة التى يشارك فيها قادة ورؤساء دول وحكومات الدول العشر أعضاء رابطة الآسيان العديد من الموضوعات أهمها بحث خطوات ووسائل تعزيز الركائز الثلاث للآسيان السياسية والأمنية والاقتصادية ، والحقوق الثقافية والاجتماعية والتى طرحتها إندونيسا مع بداية رئاستها للرابطة خلال العام الحالى. على صعيد آخر،جددت ماليزيا على لسان وزير خارجيتها حنيفة أمان دعمها لانضمام دولة تيمور الشرقية إلى تجمع آسيان لتصبح العضو الحادي عشر، وذلك خلال اجتماع مجلس التنسيق للجماعة السياسية لدول الرابطة فى اجتماعها التحضيرى للقمة أمس بمدينة بالى . وتحدد المادة السادسة من ميثاق (آسيان) أربعة معايير للدخول في عضوية هذه المنظمة، وهي أن يقع البلد في منطقة جنوب شرق أسيا، وأن يكون معترفا به من قبل الأعضاء بالميثاق، والقدرة والاستعداد لتنفيذ التزامات العضوية، كما يعتبر اجتماع (آسيان) شرطا لقبول عضو جديد. وكان رئيس جمهورية تيمور الشرقية خوسيه راموس هورتا، قد أكد أن ماليزيا وتايلاند وكمبوديا، وسلطنة بروناي، وميانمار، تدعم أيضا طلب انضمام بلاده للمنظمة..بينما عرقلت سنغافورة هذه الخطوة،..وينبغى التوافق العام لدول الرابطة للموافقة على انضمام عضوية أى دولة طبقا لميثاق آسيان. ويعتبر موضوع انضمام تيمور الشرقية إلى عضوية (آسيان) من الموضوعات المختلف عليها بين بعض الدول فى جنوب شرق آسيا؛ حيث ترى دولا أن الفجوة الاقتصادية بين تيمور الدولة الحديثة ربما يكون الحائل دون دخولها للرابطة وتأجيل البت فى طلبها للعام القادم. وكان قد وصل أمس رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس إلى جزيرة بالى، والتقى الرئيس الإندونيسى، حيث تشارك تيمور بصفة مراقب فى أعمال واجتماعات الرابطة. وكانت القمة الثامنة عشرة لآسيان ، التى انعقدت خلال شهر مايو الماضى قد بحثت طلب انضمام تيمور الشرقية المستعمرة البرتغالية السابقة.. ومن المقرر أن تقر قمة آسيان ترشيح ميانمار لتولى الرئاسة الدورية للرابطة في 2014 ماسيكرس عودة هذا البلد إلى الساحة الدبلوماسية الاقليمية بعد الاصلاحات السياسية التي شهدها ،ولا سيما مع افراج المجلس العسكري الحاكم سابقا عن زعيمة المعارضة اونج سانج سو تشي.