اعتبر فؤاد طوال، بطريرك ورئيس أساقفة اللاتين الكاثوليك في القدس، أن سياسة فصل الأحياء العربية عن اليهودية في مدينة القدس "تشظي المدينة وتصعب الوصول إلى الأماكن المقدسة". جاء ذلك في تصريحات له من العاصمة الإيطالية روما، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة لمجمع الأساقفة (سينودس) في الفاتيكان، نقلتها وكالة "فيدس" الكاثوليكية الإيطالية. ورأى طوال أن بناء الجدار الفاصل بين الأحياء العربية واليهودية "يبعث على الحزن ويشوه وجه القدس"، مضيفا "إننا حقاً أمام أمر يبعث على الاستغراب، فهذه السياسة تشظي المدينة، وتجعل من الصعب الوصول إلى الأماكن المقدسة". وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت عزل الأحياء الفلسطينية في القدس، عن باقي المدينة، عبر إقامة جدار أسمنتي في محيطها، لأسباب وصفتها ب"دواعٍ أمنية". وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة صباح اليوم الإثنين، إن "المستوى السياسي (السلطات السياسية) صادق على خطة لعزل حي العيسوية شمالي القدس عن سائر أحياء المدينة، من خلال إحاطته بسور وجدار مكون مكعبات أسمنتية وأسلاك شائكة". وأوضحت الإذاعة "كما تنص الخطة على إقامة عائق يفصل، بين حيي صور باهر وجبل المكبر، جنوبي القدس ومستوطنة أرمون هناتسيف المجاورة". وتابع طوال قائلا "لقد كانت السلطات الإسرائيلية تردد شعار أن القدس هي مدينة موحدة وغير قابلة للتجزئة، أما الآن فها هي تقوم ببناء جدران جديدة .. من الواضح أن كل شئ يمكن التضحية به عندما تستدعي ذلك الاستراتيجيات السياسية". وحول الإجراءات الأمنية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين قال البطريرك طوال "في أي بلد ديمقراطي يعاقب على الفعل الإجرامي وفق القانون، وعندما يصدر القاضي الحكم فإن الجميع يقبل به، أما الآن فإن كل المدنيين في إسرائيل لديهم الضوء الأخضر لإطلاق النار، فهناك السحل والإعدام خارج نطاق القضاء". وتعد كنيسة اللاتين في القدس، جزءاً من الكنيسة الكاثوليكية التي يرأسها بابا الفاتيكان فرانسيس، حيث تتبع لها جغرافياً الكنيسة الكاثوليكية في الأردن، والأراضي الفلسطينية، وإسرائيل، وقبرص.