ابتكاري ينهي أزمة الطاقة والروتين "قاتل" للتكنولوجيا لا يوجد في مصر منظومة للبحث العلمي ابتكاري يوفر للدولة مليار ونصف جنيه سنويا مستعد الآن للتبرع بالمشروع من أجل تنفيذه في مصر الجهاز يتابع سير عملية الإصلاح كل 5 دقائق وتكلفته لا تتعدى 500 جنيه بالرغم من الصعوبات التي تعاني منها مصر في توفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، إلا أن مشهد أعمدة الكهرباء المضاءة نهاراً، لا يزال يتكرر كثيراً في العديد من المناطق. وللحد من إهدار الطاقة، قام شاب مصري باختراع جهاز يمكنه التحكم في أعمدة الإنارة بالشوارع عن طريق رنة "الموبايل"، والتي تتمكن من إغلاق أعمدة الإنارة فى كافة شوارع مصر. وللتعرف أكثر على الاختراع الجديد، يحاور "محيط" المخترع المصري عادل صابر أحمد خريج بكالوريوس إدارة صناعية بالجامعة العمالية ومسئول قاعدة البيانات في نقابة المخترعين. عرفنا ما هى فكرة اختراعك.. وأهميته بشكل بسيط؟ اختراعي عبارة عن جهاز للتحكم في أعمدة الإنارة بالشوارع عن طريق "الموبايل" ، والتي تتمكن من إغلاق أعمدة الإنارة في كافة شوارع مصر، من حلال وحدة تحكم مركزية واحدة. وما هى الطريقة الحالية لتشغيل أعمدة الإنارة؟ تضاء هذه الأعمدة عن طريق الحساسات الضوئية، وتعمل الحساسات الضوئية عن طريق رؤية ضوء النهار لتغلق أنوار الشوارع، وعند المساء تضاء أنوار الشوارع، ولكن نتيجة لتراكم الأتربة عليها بعد فترة تقفد هذه الحساسات القدرة على الرؤية، وبالتالي تصبح عواميد الإضاءة في الشوارع موجودة بالليل والنهار، ويصعب تنظيف هذه العدسات التي تبلغ حوالي 200 ألف وحدة في مصر على الأقل. كيف يمكن التحكم في الأعمدة من الموبايل؟ نجحت في اختراع جهاز يكون بديل للحساسات الضوئية، ويمكن من خلاله التحكم في 200 ألف وحدة من مكان واحد عن طريق شبكات الموبايل وجهاز كمبيوتر واحد متصل بالموبايل وغير متصل بالإنترنت لعدم حدوث هاكرز ولخفض التكلفة. والكمبيوتر به برنامج مسجل عليه مواقيت الشروق والغروب في الجمهورية بالكامل، فمثلاً عندما يأتي الشروق في أسوان يعطي الجهاز إشارة لوحدة أسوان بالإضاءة، ثم يتأكد من تنفيذ الأمر في نفس اللحظة. ماذا لو حدث عطل في عمود الإنارة، وكيف يمكن التصرف؟ إن لم يتم تنفيذ الأمر بسبب عطل ما أو عدم توصيل التيار الكهربائي في الوحدة، يعطي الكمبيوتر إنذار في الوحدة المركزية، ويرسل رسالة على الموبايل الخاص بمسئول صيانة الوحدة المعطلة تحديداً، ويتابع سير عملية الاصلاح كل 5 دقائق حتى يتأكد من تشغيل الوحدة. ولضبط العامل البشري الوحيد الموجود في المنظومة يعطي الكمبيوتر المركزي تقرير شهري عن سرعة أو تأخر عامل الصيانة في صيانة الوحدات في المنطقة المسؤل عنها، لمكافاءته في حالة إنجاز عمله سريعاً. ماهى تكلفة الجهاز.. وما المبلغ الذي يمكن أن يوفره للدولة؟ خسائر أو إهدار الطاقة في مصر تبلغ حوالي مليار ونصف جنيه سنويا 0ي بمعدل مليون و100جنيه لليوم الواحد، طبقا لأحدث الاحصائيات. وتكلفة هذا الاختراع لن تتعدى 500 جنيه، مما سيوفر للدولة مليارات الجنيهات. متى بدأت التفكير في الاختراع؟ ولماذا اختراع الإنارة؟ بدأت التفكير في الاختراع عام 2005، بعد البحث عن السلبيات في المجتمع، وكيف يمكن حلها، وبدأت البحث عن حلول لهذه المشكلة، وفي عام 2014 بدأت التفكير في عمل الجهاز. هل قام البحث العلمي بدعم مشرعك؟ أكاديمية البحث العلمي لم تدعمني، فهناك أكثر من 100مخترع ولم يتم تدعيمهم من الدولة. وهل حصلت على براءة الاختراع؟ نعم، حصلت على محضر إيداع لبراءة الاختراع وهى الخطوات الأولى لبراءة الاختراع، فرسوم التسجل 150 جنيها مع الروتين للفحص الفني، والتي يتم تنفيذها من 3 إلى 5 سنوات للحصول على البراءة، في الوقت التي قد تكون هذه التكنولوجيا انتهي وقتها. هل تم مساعدتك من خلال المسئولين؟ للأسف، حاولت الوصول إلى أحد المسئولين ولكن باءت بالفشل، فالأشخاص القادرين على تمويل الاختراعات خارج مصر، لكن في مصر لا يوجد. ما رأيك في البحث العلمي في مصر؟ لا يوجد في مصر منظومة للبحث العلمي، كما لا يوجد مستثمر جاد لتمويل الاختراعات في مصر فهم ينظرون إلى الاختراعات كأنها منتجات أو سلع ويقيسون مدى الربح وسرعته دون النظر إلى المكسب العلمي أو الأدبي أو تقدم البلد أو تأخرها. فالأشخاص الجادين على تمويل الاختراعات للأسف خارج مصر، وهذا هو السبب الرئيسي في هجرة العقول المصرية للخارج، بالرغم من امتلاك مصر للكثير من الباحثين والمخترعين القادرين على جعل مصر في صفوف الدول العظمى وبإمكانياتنا الحالية دون مساعدات خارجية. فهناك حوالي 34 مركزاً لدعم وتوطين التكنولوجيا في مصر يتم الصرف عليهم من ميزانية البحث العلمي على الحفلات وليس لدعم الباحثين. ما المشاكل التي تواجهك لتحقيق هدفك؟ عدم اهتمام الدولة بالاختراعات ولا المخترعين وعدم وجود أي دعم مادي من أي جهات أو أشخاص. فالمخترع يصرف على نماذج اختراعه الكثير من الأموال للتوصل إلى النموذج النهائي الجيد، وفي النهاية لم يتم تقديره من الدولة، ويتم وضعه في الادراج. كما يخسر المخترع عمله ومصدر دخله بسبب اهتمامه باختراعه، كما حدث معي، وأحياناً يفقد دراسته الجامعيه كما حدث مع أحد أصدقائي للتفرغ لمشروع الابتكار والاهتمام بالبحث. وما هى أحلامك؟ قبل ان اندمج في مجال البحث وتحويل أفكاري إلى أجهزة على أرض الواقع، كانت أحلامي تتلخص في الخروج من مصر، ولكن بعد تنفيذ الاختراعات رفضت رفضاً قاطعاً للسفر. ومستعد الآن للتبرع بالمشروع من أجل تنفيذه في مصر، ولا أريد أي مبالغ مالية ومتنازل عن حقوق الملكية الفكرية، لمصر أو أي دوله عربيه تنفذها، بعد إغلاق جميع الأبواب في وجهي، وحلمي الآن للأسف الخروج من مصر.