في أولى ندواتها المشتركة، أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع الجمعية المصرية للنقد الأدبى مساء أمس الأحد ليلة لتأبين للكاتب الراحل جمال الغيطانى . شارك باللقاء د.صلاح فضل ، د.مصطفى الضبع ، د.أمانى فؤاد وأدارها د.هيثم الحاج رئيس الهيئة، وقد أكد أن الغيطاني تنوعت عطاءاته بين الكتابة عن الحرب والإصدار الصحفى الذى أصبح مثالا يحتذى ، وكتاباته وخاصة فى التراث الإسلامى المصرى الذى يبرز الهوية المصرية وهو أهم ماقدمه جمال الغيطانى، ويعد كتابه حكايات شاب عاش ألف عام من المحطات المهمة فى تاريخ الرواية والقصة العربية. من جانبه قال د.صلاح فضل : نفقد اليوم واحدا من بناة الأدب العربى الحديث ومن حاملى راية الإبداع بعد الجيل الرائد الأول. تردد كل صباح ومساء على كتب ، وأسفار ومجلدات فى التراث القديم ، والمدونات الحربية الكبرى كتب مدونات التاريخ. تغلب جمال الغيطانى على تجربة السجن المريرة عن طريق حفظ التاريخ وابتكار أسلوب جديد للقص وهو أسلوب المدونات وكان يحاكي الأحداث باقتدار وهذه نقطة أساسية وكان هو المنطلق لأسلوب الغيطانى فى المجال الأدبى.ويظهر هذا جليا فى كتاب التجليات الذى صدر فى أجزاء ثلاثة نرى فيه روح الغيطانى وقصة المرحلة الناصرية بأكملها وقصة الحياة المصرية الدقيقة وكل ذلك محفور بمنتهى السلاسة. وأضاف فضل : الكاتب الذى ينجح فى القبض على الشخصية والسمات الأساسية المكونة لها ويقبض على ذرات التاريخ ويجسد روح هذا الوطن وضميره الحقيقى فلابد أنه نجح فى تمثيل وطنه التجليات يتجسد فيه هذا الانجاز العظيم ،وأتذكر أنه صحبنى مرة لنزور زقاق المدق وقف امامى لمدة ساعتين ليشرح لى تفاصيل هذه المساحة المحدودة التى لا تنال هذه القيمة. واعتقد أن الغيطانى أصل لأدب المكان. وعن لغة الغيطانى قال فضل : فى أعماله الأخيرة متون الأهرام ..دفاتر التكوين.. ارتقى بلغته الشعرية إلى مستوى يضارع فى قدرته استسقاء اللغة العربية وتجسيد جماليتها. يمكن أن يشكل معجم خاص بلغته بداية من التجليات . لم يسبق للجيش المصرى أن نعى كاتبا لكنه نعى اليوم الغيطانى لأنه بادله محبة بمحبة وتقدير بتقدير.دخل ذاكرة وطنه وأمته دخل تجليات الخلود فيه من أوسع الأبواب وفقدنا اليوم كاتب عظيم بكل المقاييس. وقالت د.أمانى فؤاد : انه ليس مثل المتصوفة العادية لكن عينه طول الوقت على الواقع ، وعن كتاباته قالت : أبرز علاقة البشر بالحجر فمن خلال الحجر استطاع رسم التجليات الإبداعية ، وكان يقف على كل المشاهد البسيطة ومزج بين فنون الحضارات المختلفة ونفض بإبداعه التراب عن هذا التراث ليبرز جمالياته. كما كان يستخرج شخصيات هامشية ليست فى متن التاريخ ويبدأ نسج هذه الشخصية مثل شخصية الزينى بركات. قدرته على سرد التصوف . كتابة المنمنمات محاولة لإستجلاء المخلوقات الخبيئة. وأضافت د. أمانى :اعرف عن الغيطانى أنه كان يظل عاكفا على المراجع بالشهور ، وتميزت لغته بكونها مزجا من لغة التاريخ ولغة المتصوفة. لم يطغ على اى كاتب او صحفى عمل معه بشخصيته وانما كان يعرف مميزات كل كاتب ويشجعه . وشعرت اليوم أنه يمكن أن نفقد أشخاص يجعلون الزمن اجمل . وقال د.مصطفى الضبع : الغيطانى يكتب بقدر ما يقرأ ، قرأ التراث قرأ الأدب العالمى قرأ الأحجار وحين كتب كان هو الغيطانى نسيجا متفردا. وعن تجربته الشخصية مع الغيطانى قال الضبع : بدأت اكتشف الغيطانى فى الثماينيات وانا فى الجامعة وكان مثلى الأعلى و فى عام 1992 كنت أعيش فى حلوان وهو ايضا وكنت أراه فى المترو ووجدته يفعل كما افعل كنت أراه يجلس من أول الخط يقرأ وحفظت بعض العناوين التى يقرأها وفى يوم عرفته بنفسى، وصدرت أول مجموعة قصصية لى هذا العام ذهبت له بها وكلف صحفية كبيرة أن تجرى حوارا معى. وكان لديه مكتبة غير موجودة عند كبار الأكادميين . وتابع الضبع : نجاح الكاتب بالنسبة للناقد أن يمده بالجانب المعرفى وهذا ما تفعله النصوص العظمى. وتحدث الضبع عن الكيفية التى كان يكتب بها الغيطانى وكيف كان يكتب عن أبطال الحرب بدقة وكتب عملين حكايات الغريب والرفاعى الذى لم يكتب عنه احد غير الغيطانى ، إذا أردتم أن تتعلموا النقد تعلموا قراءة اللوحات الصامتة وقد قدم الغيطانى برنامج كان يقف يتأمل اللوحة ويقرأها فقراءة الصامت غير الناطق يمكن ان تكشف لك الكثير