أعرب علماء الدين الإسلامي والمسيحي المشاركون في ندوة "المواطنة.. والسلام الاجتماعي" رفضهم التام لأي تدخل أجنبي في الشئون الداخلية لمصر تحت أي مسمى أو ذريعة، مؤكدين أن شعب مصر نسيج واحد؛ مقرين بأنهم على دراية ووعي بما تدبره أياد خفية تحاول العبث بأمن البلاد وتفكيك وحدتها، وقالوا بأنهم قادرون على الحفاظ على وحدة صفهم. كما أكدوا في البيان الختامي للندوة التي نظمها المجلس القومي للشباب أمس الثلاثاء وحدة شعب مصر مسلمين ومسيحين، مؤكدين أنهم على قلب رجل واحد من أجل وطنهم. وأكد الشيخ علي عبد الباقي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال الندوة أن حق الاختلاف كفله القرآن الكريم، مقرا بان الاختلاف إرادة إلهية، وأن كل إنسان مسئول عن اختياره الذي سيحاسب عليه يوم القيامة، مبينا أن الإسلام لا يكره أحدا على دينه، وهناك عدد من الآيات القرآنية الدالة على ذلك، وأن الاختلاف سنة الله في الكون ويجب على كل صاحب دين احترام الدين الآخر طالما أنه دين سماوي منزل. فيما شدد القمص بولس نعمة الله راعي كنيسة ماري جرجس بدمنهور على ضرورة تفعيل المواطنة لدى جميع المصريين والمساواة بينهم أمام القانون في الحقوق والواجبات، مشيرا إلى أن اللقاء سلط الضوء على رباط الوحدة الوطنية التي يعيشها شعب مصر منذ فجر التاريخ، ومحذرا من أن مصر مستهدفة من قبل الحاقدين بغرض زعزعة أمنها واستقرارها،عبر هدم وحدتها الوطنية. ومن جانبه، أكد الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر أن مصر تتمتع بخصوصية معينة، وأن الدين الإسلامي يحث على التسامح وقبول الآخر في ظل اختلاف الثقافات والحضارات والأفكار؛ موضحا بأن الأزهر الشريف يشق طريقا جديدا ليستعيد مكانته العالمية والإقليمية في وقت واحد، وأن المصريين يجب أن يدركوا أن مصر الثورة معناها غرس روح التغيير بعيدا عن الإضراب المتواصل والمطالب الفئوية والاعتصامات المتكررة التي تربك مصر وتعرقل مسيرتها. وكذلك حرص الشباب على إرساء مبدأ المواطنة ليشعر كل فرد بالمسئولية الملقاة على عاتقه، ودوره تجاه وطنه، مطالبين بضرورة التوسع في تنفيذ لقاءات مشتركة خلال الفترة المقبلة.