تناولت الصحف الروسية الحملة العسكرية في سوريا، من خلال التطرق لأسبابها وسيناريوهاتها المحتملة. ولفتت صحيفة " آر بي كا" إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي طالب فيها واشنطن بتقديم أدلة على أن موسكو توجه ضربات جوية إلى مواقع غير مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي. وكان البنتاجون قد أعلن أنه من غير المستبعَد أن تكون مناطق ليس فيها إرهابيون قد تعرضت للهجوم الروسي، أي مناطق المعارضة السورية المسلحة. ورأت صحيفة "نوفايا جازيتا" أن أحد أهداف العملية العسكرية الروسية في سوريا يتمثل في القضاء على أحد أهم مصادر تمويل تنظيم "داعش " مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بنسف أنابيب النفط التي يقوم المتطرفون من خلالها ببيع النفط بصورة غير شرعية. وكشفت الصحيفة أنه جرى تحميل أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المقاتلات الروسية بإحداثيات محطات ضخ النفط ، وذلك بجانب تحميل هذه الكمبيوترات بأماكن تواجد زعماء الإرهابيين. وأكدت أنها تلقت معلومات عن استشارات العسكريين للمتخصصين في قطاع النفط، وأن ممثلي وزارة الدفاع الروسية أبدوا اهتمامهم بالدرجة الأولى بالسؤال عن محطات ضخ النفط التي يجب تعطيلها من أجل قطع إمكانية بيع النفط المهرب. أما صحيفة " جازيتا . رو" الإلكترونية ، فأشارت إلى أن الإطاحة بنظام بشار الأسد تهدد بتغيير التوازن في سوق الغاز الأوروبية، حيث في هذه الحالة يمكن لقطر أن تبني خط أنابيب غاز مباشر عبر الأراضي السورية إلى تركيا. وقالت في هذا الصدد "إن دعم الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يكون مفيداً بالنسبة لروسيا من ناحية المنافسة في سوق الغاز الأوروبية، ذلك أن سوريا بالتحديد تمثل الخط الأمثل لتصدير الغاز القطري إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا".. ولكن الخبراء الذين استطلعت الصحيفة آراءهم يرون أن إرهابي "داعش" الذين يقاتلون في سوريا أصبحوا مستقلين جداً عن " مموليهم" ، ولذلك فإنه حتى في حالة خسارة الأسد، فإن مدّ الأنابيب عبر سوريا سوف يكون محفوفاً بالمخاطر. ومن جانبها، ذكرت صحيفة " كوميرسانت" أنه يمكن لعمليات القصف التي ينفذها الطيران الحربي الروسي ضد مواقع المتطرفين في سوريا أن تسير وفق سيناريوهين.. أولهما دفاعي والثاني هجومي. ويتلخص السيناريو الأول، في مساعدة القوات الحكومية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد في الحفاظ على الساحل السوري والمناطق المحاذية له، مشيرة إلى أنه في هذه المنطقة تحديدا يتركز تواجد أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي بشار الأسد إليها والتي تعتمد عليها حكومته بشكل أساسي، وهناك أيضاً تقع مدينتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان المهمتان، حيث يقع في طرطوس مركز الإمداد اللوجيستي لسفن لأسطول الروسي الحربي. أما السيناريو الثاني، الهجومي، طبقا للصحيفة فيتمثل في إمكانية تنفيذه بالتوازي مع السيناريو الدفاعي، إلا أنه ينطوي على مخاطر أكثر بالنسبة لروسيا، ولكنه أكثر فائدة من وجهة نظرهيبة روسيا على الصعيد الدولي. ورأت الصحيفة أن الاحتمال الأمثل من زاوية التأثير الدعائي يمكن أن يتمثل في تحرير مدينة تدمر وآثارها القديمة من تنظيم "داعش". وفي هذا السياق، يرى الخبراء الذين استطلعت الصحيفة آراؤهم أن القوات الخاصة الروسية بمقدورها القيام بهذه المهمة في ظل الدعم الجوي والتنسيق مع القوات السورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية روسية معلومات عن قوام المجموعة التابعة للقوات الجوية الروسية في سوريا. وبحسب الصحيفة، فقد جرى في مطار حميميم الواقع بالقرب من اللاذقية تشكيل مجموعة طيران مشتركة كاملة من طائرات " سوخوي 24 أم" و" سوخوي 34 أس أم"، والطائرات الهجومية "سوخوي 25 أس أم" ومقاتلات "سوخوي 30 أس أم" ذات المهام المتعددة ، بالإضافة إلى مروحيات " مي 24" الهجومية، ومروحيات " مي 8 " ذات المهام المتعددة .