نحن لا ندرك ولا نستوعب إلا متأخرين. إنه ما من شئ سوف يقع أو وقع لنا في هذه الدنيا. ليس سوي قدر كتبه الله لحكمة لا يعلمها سواه. فهو الذي خلقنا في الأصل. وخلق هذه الأكوان كلها. ورسم أحداثها في كتبه السماوية. ولما كان الله هو الفاعل وصاحب اليد العليا. فعلي العاقل المؤمن أن يسلم بهذه الحقيقة الربانية. وأن يؤمن في نفسه وأعماقه أن ليس من بداية ونهاية. إلا بالتسليم بعظمة هذا الرب. ولا غاية تدرك إلا بالاتكال علي الله. الحقيقة أنه إذا أصيب إنسان في حياته بما لا يحب ولا يرضي. فلن يرفع السوء والضر عنه غير ربه خالقه والأرحم به وعليه. وفي المقابل فإن الله يختار من عباده الصالحين ليكتب لهم النعم والفضل. ولا يستطيع مخلوق أن يقف في طريق خير كتبه الله لأحد من البشر والكائنات كلها. وحقيقة أخري هي أنه لا يوجد مخلوق علي ظهر هذه الأرض من بني آدم وكل المخلوقات الأخري. إلا وله رزق سيأتيه في كل لحظة من لحظات عمره. الله وحده هو العالم بكل هذه الأرزاق، أين يضعها ولمن ومتي يرسلها علي كائن من مخلوقاته. وهذا سر من أسرار الله العليا. كتبه سبحانه في لوح رباني مضيء. ولا يوجد مخلوق من مخلوقات الله علي الأرض. يمكن أن يكون بلا رزق. فالله يرزق هذه المخلوقات التي بلا حيلة. ويرزق كل مخلوقاته إذا أراد في نفس الوقت. هو لحكمته يرسل رحمته علي من يشاء. فتصل الرحمة دون عائق. ومن ذا الذي يستطيع الوقوف في طريق رحمة الله. وهو أيضاً لحكمته يمسك رحمته. فلا قوة تطلق سراح ما في قبضته. لكن الدنيا غرور وكذلك أغلب البشر. فتعمي منهم البصيرة. ويضيع العقل. ويبتكرون لأنفسهم آلهة أخري. فمنهم من جعل المال إلها. ومنهم من تصور القوة إلها. وكلها أكاذيب وسراب. وكل هذه الآلهة المصنوعة الوهمية الزائفة. لا حول لها ولا قوة ولا يمكنها أن تمنع قدر الله المكتوب من سوء أو خير. أما أنا فإني لا الجأ لمخلوق وانما لله ربي ورب كل الكائنات. بيده وجودها وحياتها ونهايتها. علي طريقه الأعلي. طريق النور. هكذا أقرأ.. السبع «آيات المنجيات» التي يبيعونها أمام المساجد وعلي إشارات المرور والمقاهي !