تعثرت المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول "سد النهضة"، بسبب انسحاب المكتب الاستشاري الهولندي المكلف بإعداد الدراسات الفنية حول مشروع السد. وانسحب المكتب الاستشاري الهولندي "دلتارس"، الذي كان يجري الدراسة بالتعاون مع مكتب استشاري فرنسي آخر، بسبب اعتراض الأول على الشروط التي وضعتها اللجنة الوطنية الثلاثية. ونحو هذا قال أيمن عبد الوهاب الخبير في شؤون المياه، خلال حواره في برنامج " هوا مصر" على قناة فرانس برس أمس، إن انسحاب المكتب الاستشاري الهولندي في هذا التوقيت مشكلة كبيرة لمصر، وخصوصا ان جهود التفاوض حول الاتفاق على المكتب الهولندي كان يواجه معارضة شديدة من جانب أثيوبيا لأنها منحازة للمكتب الفرنسي، وكان هناك نوع من التساهل المصري بنسبة كبيرة للمكتب الفرنسي، وهذا ما اعترض عليه الجانب الهولندي. وأشار أن دلالاه الانسحاب ترجعنا لنقطة الصفر بأنه هل سيقبل المكتب الهولندي أن يشارك مرة أخرى بعد تحسين مشاركه ام انه سيتحفظ الى درجة كبيرة؟. وأكد أيمن عبد الوهاب أن أثيوبيا تعمل على مسألة كسب الوقت لأنهم انجزوا 47 % من السد، وبالتالي ما يتم من محادثات يعتبر أمر هامشي على جانب عملية البناء، وقال أن الخلاصة انه منذ اعلان بناء السد في إبريل 2011 تعمل أثيوبيا على كسب الوقت وتثبيت الوضع الراهن والتعامل مع السد على أساس إنه أصبح أمر واقع، وهذا تسبب فيما نشهده الأن من محادثات غير مجدية الى حد كبير. وفرق الخبير المائي في حواره بين المحادثات والمفاوضات وقال: "المحادثات ليست مفاوضات فنحن لم ندخل في مفاوضات حقيقية مع أثيوبيا، وما يتم هو عبارة عن محادثات، وأثيوبيا سعت منذ البداية لاستغلال وضع مصر بعد 25 يناير حيث كانت تعاني من مواطن ضعف كثيرة وخلل واستفادت من هذا في تثبيت الوضع الراهن من خلال تثبيت سد النهضة". وأوضح إنه لابد من إدراك ان سد النهضة مجرد بداية لسدود أخرى تعلن عنها أثيوبيا، فمن المهم في هذه الازمة ان تغير مصر المنهج الذي تسير عليه وليس استعادة المكتب الهولندي فقط، فلابد لها ان تدخل في مفاوضات سياسية حقيقية وليست محادثات فنية لان الجزء الفني سيترك في النهاية للمكاتب الاستشارية ولكن ما نحتاجه في الحقيقة هو محادثات سياسية.