مكتبة متنكرة، وكافيه لا يعرف الشيشة، تستطيع أن تجلس وتقرأ وتحتسي مشروبك المفضل، وليس كذلك فقط وإنما يمكنك الاستماع إلى موسيقى هادئة تغذي الروح أو عزف راقي للعود.. نحن نتحدث عن مقهي "كابنشي بوك ستور". هذا الاسم الغريب للكافيه الذى يديره مجموعة من الشباب من خريجي الجامعات، من ذوي المؤهلات العليا يحمل فكرة جديدة يختلف بها عن كافيهات أخرى اعتمدت علي امتزاج أبخرة المشروبات الساخنة برائجة الكتب، وبرودة المثلجات بدفء أغلفة المجلدات الموجودة في أركانه، ممنوع به تدخين الشيشة وأي أنواع الدخان والشطرنج والدومينو. بمجرد دخولك، تجد أمامك الكتب مصفوفة، وكأنك في مكتبة عامة، يتواجد به الشباب مع الاطفال والفتيات مع السيدات وتزين حوائطه صور تاريخية، كما تحظى فيه باستقبال رائع يمنحك الشعور أن النجاح خطوة تأتي بعد فشل. الفشل أول طريق النجاح في جولة لشبكة الإعلام العربية "محيط" داخل كافية كابنشي، قال أحمد عاطف المسئول الأول عن المقهى وهو خريج أداب إعلام عين شمس، إن الفكرة بدأت منذ 3 سنوات وكانت تهدف إلى تشجيع رواد الكافيه على القراءة بدون دخان ولا شيشة والاشياء المتعارف عليها في أي مكان آخر. أضاف عاطف:" في البداية فشلنا فشلا ذريعا، فبعد أن ادخرنا جهودنا وأموالنا ووجدنا المكان المناسب لتنفيذ الحلم الذي طالما سعينا نحوه، وواجهنا الاحباط من غيرنا، ظل الكافيه حوالي شهر كامل لا يدخله أحد وإن حدث ذلك، من أحد الزائرين فإنه لا يكرر الزيارة عندما يعلم أنه لا يوجد شيشة وغيرها من المسليات. أشار عاطف إلي أن الناس لم يتقبلوا الفكرة الجديدة وهي كافيه للاستمتاع بالقراءة وسماع الموسيقي الهادئة بدون دخان وبدون شيشة والاختلاف عن الغير، نوه أن المشاكل المالية وقفت عائقا أمامهم كما أنه اعترف بوقوعهم فى خطأ في عدم عمل الدعاية الكافية للمشروع. قرر الفريق الاستغناء عن المشروع ويوم عرض المحل للبيع تواجد عدد من الشباب وبدأوا بمحاولة اقناع اصحاب الكافيه العدول عن الفكرة، كما أقدم أحدهم على تصوير الكافيه ونشر صوره عن على الفيس بوك، ليتحسن الوضع كثيرا بعد هذه الخطوة. ملتقيات ثقافية تابع عاطف بدأت الدعوات تتوالي من بعض المؤسسات الثقافية لتنظيم الملتقيات منها «مهذبون»، مؤكدا أنهم يهدفون لتوسعة المكان لاستيعاب عددا أكبر كما أنهم نظموا ورشة عمل لتعليم الرسم والأسعار في متناول الجميع تكاد لا تقارن بغيرها بسبب قلة قيمتها. قال عاطف إنهم يحرصون على كسب رواد من جميع الأعمار هذا، وإن كانوا حاليا معظمهم من الشباب مع تواجد بعض الاسر والقليل من كبار السن الذين يحبون زيارة الكافيه، مساءا، وخاصة أن يومين في الأسبوع يكون لدينا فى برنامج الكافيه فقرة لعزف العود. وعن سبب تسمية الكافيه بهذا الاسم، قال عاطف إن كابنشي كلمة يابانية تعني "الحمد أول شكر" جاءت من اقتراحات الأصدقاء، وتمني أن تجوب الفكرة مصر، وتغير الأفكار المتعارف عليها عن الكافيهات، هدفه ثقافي ليس للتسلية فقط. ورشة للرسم "المكان لطيف وملائم لفكرة الورش التدريبية".. الكلام هنا للمهندسة ريهام، وهي مدربة ومنظمة ورش تدريبية في فن الرسم والتصميمات الهندسية، مضيفة "هو ليس رسما بالمعنى التقليدي، هي نقوش وتصميمات قديمة عرفها الهنود ويستخدمونها حتى في رسم الحنة وأعمل في تلك الورش في نطاق ضيق مع الراغبين من الدائرة المحيطة بي". كانت تلك هي المرة الأولى لريهام التى تعقد فيها ورشة يحضرها عدد كبير من المتدربين، مضيفة "لم أكن أتوقع حضور عدد كبير في الورشة، وإذا قررت إعادة تنظيمها مرة أخرى بعدد حتى عشر أفراد سيكون هذا المكان ملائم جدا لكن، إذا زاد العدد عن ذلك الحد لن يكون مناسبا". اعجاب الرواد ومن جانبه، أعرب أحمد مجدي من رواد كابنشي عن سعادته باليوم الذي قضاه برفقة شقيقته في الكافيه قائلا "كان أحسن يوم زورنا في كافيه وخدمة ومعاملة ممتازة والكتب حلوة أوي لدرجة أني استمتعت أنا وأختي كتير واغاني حلوة و هاديه شكرا ليكوا بجد"، فيما أثني مروان نور على الفكرة قائلا "أتمني أن الكافيه يستمر لا تيأسوا"، أما مروة عبد الله فقالت إن من في الكافيه أناس محترمين وأفكارهم جيدة وراقية، منوهة أن الاشياء الجميلة تكون متعبة في البداية. الفكرة ليست جديدة أما آية محمد فرأت أن فكرة الكافيه ليست بالجديدة وإنما هي موجودة بالفعل في مصر، قائلة "أعرف كافيه آخر يطبق نفس المبدأ، موجود في مدينة نصر منذ عدة سنوات والجو به هادئ جدا ويضم مكتبة كبيرة ومكان آخر مخصص للمذاكرة للطلاب وأسعاره متوسطة"، مختتمة قولها "لكن المكان في مجمله جيد ويستحق التشجيع".