أبدع أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدته "إلى عرفات الله يا خير زائر" تهنئة للخديوي عباس حلمي الثاني بعد عودته من أداء فريضة الحج، وهي قصيدة تأتي اعتذاراً من شوقي للخديوي الذي دعاه لأداء فريضة الحج معه ولكنه لم يذهب، وقد قبل الخديوي اعتذاره لمكانة شوقي عنده. والقصيدة غنتها كوكب الشرق أم كلثوم بألحان رياض السنباطي .. إلى عرفات الله يا خير زائر ..... عليك سلام الله في عرفاتِ و يوم تولّي وجهة البيت ناضرا ..... وسيم مجالي البشر و القسمات على كلّ أفق في الحجاز ملائكٌ ..... تزفّ تحايا الله و البركات لدى الباب جبريل الأمين براحه ..... رسائل رحمانية النفحات و في الكعبة الغرّاء ركنٌ مرحّبٌ ..... بكعبة قُصّادٍ و ركن عفاةِ و زمزم تجري بين عينيك أعينا ..... من الكوثر المعسول منفجرات لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم ..... لبيت طهور الساح و الشرفات أرى الناس أفواجا و من كلّ بقعةٍ ..... إليك انتهوا من غربة و شتات تساووا فلا الأنساب فيها تفاوتٌ ..... لديك و لا الأقدار مختلفات و يا ربّ هل تغني عن العبد حجّةٌ ..... و في العمر ما فيه من الهفوات و تشهد ما آذيتُ نفسا و لم أضر ..... و لم أبغِ في حجّي و في خطراتي و لا حملت نفسٌ هوىً لبلادها ..... كنفسي في فعلي و في نفثاتي و قدّمتُ أعذاري و ذلّي و خشيتي ..... و جئتُ بضعفي شافعا و شكاتي و أنت وليّ العفو فامحُ بناصع ..... من الصفح ما سوّدتُ من صفحاتي و من تضحك الدنيا إليه فيغترر ..... يمت كقتيل الغيد بالبسمات إذا زرتَ بعد البيت قبر محمّد ..... و قبّلتَ مثوى الأعظم العطرات و فاضت من الدمع العيونُ مهابةً ...... لأحمد بين الستر و الحجرات و أشرق نورٌ تحت كلّ ثنيّةٍ ...... و ضاع أريجٌ تحت كلّ حصاةِ فقل لرسول الله يا خير مرسلٍ ...... أبثّك ما تدري من الحسرات شعوبُك في شرق البلاد و غربها ...... كأصحاب كهفٍ في عميق سُباتِ بأيمانهم نوران ذكرٌ و سُنّةٌ ...... فما بالهم في حالك الظلمات و قل ربّ وفّق للعظائم أمتي ...... و زيّن لها الأفعال و العزماتِ