وبدون مقدمات، وكلام مزوَّق كتير لسه متعلِّمتش أرصه.. حد قال إيه بيقرا الكلام بتاعي, وهيسئلني، ويقول لي وزير التموين.. طب اشمعنى؟! . أقولك يا عم الحج.. النهاردة، ولاد الحلال، قالوا لي الحق، قال إيه؟ علشان الدكتور خالد حنفي وزير التموين هيعمل مؤتمر صحفي، وهيعرض الخطة الجديدة للوزارة . قوم إيه؟، قولت ياواد دي فرصة متتعوضش، وبالمرَّة، وإحنا في المؤتمر الصحفي، وعلى عينك يا تاجر، واللي ما يشتري يبقى يتفرج، وأحكي لكم حكاية بنت البواب، و"معالي الوزير" . حد غِتت تاني هيقول لي: ياعم مال الوزير ببنت البواب؟ ما تاكل عيش وتِتلَم شوية. أقولك يا "خال البيه" أنا، كنت ماشي لا بيا ولا عليا "وفجأة لقيت بنت باين عليها ريفية، وزي حالاتي، ومقطعة نفسها من العياط، فسألتها بتعيطي ليه؟ قالت لي عاوزة اشتري عيش. قولت لها طيب وإيه المشكلة؟.. معقولة علشان تشتري عيش تعيطي بالشكل دا؟، وعلى حد عِلمي الكلام دا اتغير من زمان، والطوابير انتهت، والمنظومة الجديدة للخبز خلت الغلابة يأكلوا عيش بكرامة مش بعِياط. ردت البنت عليا، وقالت لي مين اللي قال لك كده؟ قولت لها طبعًا معالي وزير التموين، والعيش اتوفَّر في المخابز، ومتاح للجميع، والدقيق مبقاش يتسرق، والدعم بيَصل لمستحقيه. قالت،لي" أنا بنت بواب، ومن بلد أرياف في الصعيد، ومعندناش بطاقة تموين، ولا كارت، وأبوها بقاله ثلاث شهور رايح جاي على مكتب التموين" وراحت تجيب عيش من الفرن، اللي جنبيهم صاحب الفرن قال لها هاتي الكارت، اللي مش موجود علشان هما يادوب حارسين عمارة في مدينة الشيخ زايد من كام شهر بس. طبعًا أنا عارف إنه فيه حاجة اسمها "الكارت الذهبي" وده الوزير -الله يعمر بيته- عامله مخصوص للحالات إلى زي ديه كدة، وعلشان كدة قولت أروح أجرب أشتري عيش من الفرن البلدي . وهي بنت البواب أحسن مني، ولا أنا أشبع من أبوها، فرُحت، وأنا كلي عشم، إن صاحب الفرن يشوفني كده، واحد أفندي، ولابس بنطلون وقميص وكنت لسه كاويهم على فكرة- وقولت له، والنبي يا عم عاوز عشرة أرغفة، قاللي، هات الكارت، قولت له أنا معنديش، قال خلاص العيش اللي عندي خلص، مع إن العيش موجود وشايفه، شكله يِفرِح بصراحة. وعرِفت بعد كده إن البيه صاحب الفرن، ولا حد يجرؤ يكلمه، بيبيع الرغيف دا بخمسين قرش. تظاهرت طبعًا أنى فاهم موضوع الكارت الذهبي، وإن المخبز لازم يكون فيه رصيد، رد على صاحب المخبز وقال لي: الكلام دا تروح تقوله لوزير التموين، - وعلى فكرة عنوان المخبز معايا-. دة غير "اللي" سمعته عن الناس اللي معندهاش ضمير، وسرقت بطاقات زكية، والماكينات اللي عطلانة وحتى الكروت على طول بتديك بيانات مختلفة تمامًا عن الواقع. ارجع تاني لبنت البواب "اللي" قالت لي "خلي بالك"، أبويا كان بيزرع قمح، وكنا بنخبزعيش و"بتاو" وعيش شمس، وكنا بنربي مواشي، وزي الفل. طيب يا بنت الحلال إيه اللي جاب أبوكي في البلد اللي العيش فيها بالكارت دي؟ . ردت على، والكلام على لسان بنت البواب إن "الغيط" اللي كان أبوها بيزرعه، صاحبه باعه مباني أيام الثورة، ومبقاش ليهم عيش في بلدهم، وولاد الحلال جابوا لأبوها شغلانة، حراسة لعمارة في الشيخ زايد .. معلش يا معالي الوزير ممكن معاليك تسألني سؤال "وأنا مالي ومال الغيط، وصاحبه "اللي" باعه مباني؟ "انأ " مش قصدي أعتِّلك هم البواب اللي صاحب الأرض باع أرضه" "اللي" راحت مباني. بس دا ممكن يكون له علاقة بحتة رفيعة، عن استيراد القمح "اللي" الفلاح مسكين شايف إن بلدنا مش عاوزاه يزرع قمح، ولما اللحمة بتغلي تقوم وزارة التموين -الله يعمر بيتها- مستوردة آلاف الرؤس من البقر، والجاموس والمعيز، والفراخ علشان ترخص اللحمة !. يا معالي الوزير بمناسبة الخطة الجديدة للوزارة، يا ترى يا هل ترى.. ممكن نعمل منظومة للإنتاج تخدم على منظومة الاستهلاك علشان شكلنا وإحنا بنستورد أغلب أكلنا بقى وحش أوووي؟ . وأنا عارف إن لسة عندك مشروعات كتير زى اللي أعلنت عنها، وعارف كمان إن المصريين الغلابة واخدين دكتوراه في الصبر، ولكن للصبر حدود.. وعلى فكرة، بنت البواب لسة عندها حكايات يامة، بس "أنا" قولت لها إحنا ولاد النهار ده، والوزير أكيد هيوعد، وهيوفي بوعوده. وبعدين إحنا هنروح من بعض فين؟ معالي الوزير، هي ممكن بنت البواب تروح تأخذ عيش من المخبز لغاية أبوها ميطلع الكارت؟، وعلى فكرة "رمضان" خلص ومينفعش أقولها صومي انتي واخواتك اليومين دول وولاد الغلابة لما بيجوعوا مبيعرفوش حد . و"دي حكاية بنت البواب مع وزير التموين"