قتل المنتخب البرازيلي طموح نظيره المصري في تسطير تاريخ جديد في سماء الكرة العالمية، عندما تغلب عليه بهدفين نظيفين في المباراة الودية التي استضافتها الدوحة مساء الاثنين. سجل جوناس أليفييرا هدفي السليساو في الدقيقتين 39 و59 من زمن اللقاء الذي سيذهب عائده لصالح أبناء الصومال الذين يعانون من المجاعة. ويأتي اللقاء في أولى مباريات الفراعنة في ثوب جديد بقيادة المدير الفني الأمريكي بوب برادلي. وتعد الهزيمة هي السادسة التي يتلقاها منتخب مصر على يد صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بكأس العالم بخمسة ألقاب، إذ سبق للبرازيل أن فازت على الفراعنة في خمس مناسبات سابقة مقابل تعادل وحيد. ولم يقدم بطل إفريقيا مستوى جيد خلال المباراة، إذ تراجع بشكل ملحوظ خلال الشوط الأول وإن كان الأداء قد ارتقع قليلا في ال 45 دقيقة الثانية، أما منتخب البرازيل فحقق الفوز بأقل مجهود. المحمدي في اليسار ودفع برادلي بأحمد الشناوي في حراسة المرمى وفضل الابقاء على عصام الحضري المحترف بالمريخ السوداني على مقاعد البدلاء طوال ال 90 دقيقة نظرا لأزماته الإدارية مع ناديه. وفاجأ المدير الفني الأمريكي الجميع بإشراك الشاب أحمد حجازي بجانب وائل جمعة في خط الدفاع، كما أشرك أحمد فتحي في مركز الظهير الأيمن ومحمد ناصف في اليسار. واعتمد برادلي على انطلاقات أحمد المحمدي في مركز الجناح الأيسر لأول مرة، إذ اعتاد اللاعب على شغل الجانب الأيمن سواء مع الجهاز الفني السابق أو مع ناديه سندرلاند الإنجليزي. وعادل أحمد حسن قائد المنتخب المصري رقم عميد لاعبي العالم المسجل باسم الحارس السعودي محمد الدعيع، عندما شارك في مباراته الدولية ال 178 اليوم بديلا على حساب حسني عبد ربه في الدقيقة 74. وعلى الجانب الأخر، ظهر منتخب البرازيل خاليا من النجوم في ظل اعتماد مانو مينيز المدير الفني للفريق على كوكبة من اللاعبين الشباب. وغاب عن المنتخب اللاتيني لويس فابيانو، روبينيو، نيمار دا سيلفا، رونالدينيو لأسباب فنية، فيما ابتعد ريكاردو كاكا ومارسيلو عن الفريق للإصابة. الشناوي يتوهج افتتح الفريقان المباراة دون فترة جس نبض، وفاجأ هيرنانديز الدفاع المصري بتسديدة قوية في الدقيقة الثالثة انحرفت عن المرمى. وأطلق محمود عبد الرازق "شيكابالا" تسديدة قوية بعد مرور ست دقائق من ركلة حرة مباشرة أخرجها دييجو ألفيس حارس السامبا لركنية، ما منح الثقة للمصريين. رد هالك بتصويبة أخرى جاورت القائم الأيمن بقليل بعدها بدقيقة واحدة، ثم أحكم أحمد الشناوي قبضته على تسديدة دييجو ألفيش. استحوذ السليساو على الكرة وتناقل لاعبوه الكرة في وسط الملعب فيما حاول لاعبو مصر تضييق المساحات والضغط على حاملي الكرة بقوة. وتلقى أحمد فتحي كرة وأطلق تصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت بجوار القائم بعد ثلث ساعة. وأرسل لوكاس ليفا تمريرة طولية على حدود المنطقة لهالك الذي تسلم وسط ضغط من محمد ناصف وسدد كرة علت العارضة في الدقيقة 26، وأجبر الدفاع المنظم للفراعنة المنتخب اللاتيني على اللجوء لسلاح التسديد بعيد المدى، إذ تصدى الشناوي مجددا لتسديدة فيرناندينيو من خارج المنطقة. وتلقى وائل جمعة أولى البطاقات الصفراء في اللقاء في الدقيقة 29 إثر عرقلة جوناس من الخلف. وجاءت أخطر فرص الشوط في الدقيقة 32 عندما تسلم أليكس ساندرو كرة على حدود المنطقة وراوغ جمعة ببراعة وسدد كرة اصطدمت بقدم حجازي وأبعدها الشناوي لركنية. واصل الحارس المصري تألقه وأنقذ انفرادا من أمام برونو سيزار عندما انقض على كرة ألفيش البينية التي ضرب الدفاع الأحمر داخل المنطقة. واستغل المنتخب البرازيلي الثغرات والمساحات الخالية خلف ناصف في جبهة المصريين اليسرى، ليتلقى هالك كرة بينية توغل بها داخل المنطقة وأرسلك عرضية أودعها جوناس الشباك معلنا هدف السبق لفريقه. استمرت السيطرة البرازيلية على مجريات اللعب بعد الهدف، إلى أن وصلت نسبة الاستحواذ ل 60% لرفاق ألفيش مقابل 40% لأبطال إفريقيا. تحسن مصري ومع انطلاق الشوط الثاني، أجرى برادلي تغييرين دفعة واحدة بدخول إبراهيم صلاح على حساب حسام غالي، ووليد سلمان بديلا لزيدان، ليبقى متعب وحيدا في خط الهجوم ومن خلفه اثنين. وأنقذ حجازي كرة الهدف الثاني لمنتخب البرازيل من على خط المرمى بعدما سقط الشناوي إثر مراوغة جوناس الذي تلقى تمريرة بينية سحرية من هيرنانيس وسدد تجاه الشباك. وصعّب جوناس من مهمة المصريين عندما سجل هدفا ثانيا من متابعة لكرة ارتدت من أحضان الشناوي داخل الست ياردات. انتفض الفراعنة بعد مرور ساعة، وانطلق المحمدي من الجبهة اليسرى وأطلق تسديدة في الزاوية القريبة أبعدها الحارس لركنية بصعوبة. وكاد هيرنانيس أن يضيف هدفا ثالثا من انفراد تام بالمرمى، ولكن تصويبته الأرضية جاورت القائم الأيمن. ودخل المحترف المصري الثالث دودو الجباس في الدقيقة 64 على حساب متعب الذي لم يظهر طوال فترة تواجده بالملعب. وأشرك برادلي عبد الله السعيد نجم الأهلي في مركز صانع الألعاب خلف الجباس، فيما خرج شيكابالا، كما لعب أحمد سعيد "أوكا" في موقع جمعة. تحسن أداء منتخب مصر في الشوط الثاني بعد تغييرات برادلي، وسدد الصقر كرة ارتطمت بالأرض قبل أن تصل لألفيش الذي تصدى لها بثبات. ** نشر بالتعاون مع موقع "كورابيا"