تحل اليوم الرابع عشر من سبتمبر الذكرى الخامسة والثلاثين لوفاة احد عمالقة زمن الفن الجميل صاحب الضحكة الاشهر فى تاريخ السينما المصرية الفنان الراحل حسن فايق ، حيث فارق عالمنا فى مثل هذا اليوم عن عمر ناهز 82 عاما بعد صراع مع المرض . هو فنان بسيط ذو أداء متميز، تمكن بصلعته، وضحكته الشهيرة من اقتحام قلوب المشاهدين، ونجح في ترك بصمة مميزة ومختلفة في السينما المصرية..إنه الممثل المصري حسن فايق. حسن فايق من مواليد محافظة الإسكندرية في 17 يناير عام 1898، وحصل هناك على الشهادة الابتدائية، بدأ حياته العملية مبكراً كبائع في محلات ملابس السيدات، و بدأ يعشق الفن بمداومته على مشاهدة عروض فرقة سلامة حجازي. بدأ حياته الفنية في عمر 16 عاماً، وكون مع يوسف وهبي و حسين رياض جمعية «الاتحاد» التمثيلية، وقدموا بعض المسرحيات التاريخية بعضها من تأليف حسن فايق نفسه، ثم اشترك مع عزيز عيد و نجيب الريحاني في فرقة الهواة، وعندما توقف نشاط الفرقة بعد ثلاثة أسابيع من تكوينها انضم إلى فرقة سلامة حجازي، و اشترك في مسرحية«أنيس الجليس» التي ضحك فيها ضحكته الشهيرة لأول مرة. ومن المسرح، أنطلق حسن فايق لعالم المونولوج عام 1919، وعمل كمنولوجست بالإذاعة، وعندما قامت ثورة 1919 ركز جهوده في تأليف المنولوجات و الأزجال الحماسية التي تثير حماس الجماهير و كان من المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول. الممثل الراحل عمل في معظم الفرق المسرحية الشهيرة في ذلك الوقت، من فرقة يوسف وهبي، والفرقة القومية التي كان يتولاها زكى طليمات، وانتقل بعدها لفرقة نجيب الريحانى، ومنها لفرقة إسماعيل يس، واشترك في مسرح الدولة من خلال العمل بفرقة التليفزيون. عمل حسن فايق المسرحي زاد من خبرته، وتمكنه من أدواته كممثل، ليبدأ بعدها مسيرته السينمائية في عام 1938، والتي حفر من خلالها مكانة مرموقة في ذاكرة المشاهد، إذ بلغ عدد الأفلام التي شارك فيها حوالي 412 فيلماً أشهرها «سكر هانم-لعبة الست –أمسك حرامي-شارع الحب». وبرغم من أن معظم أدواره في السينما كانت دور ثاني، أو «سنيد» للبطل، إلا أنه تمكن من أدواره البسيطة، وخفة دمه، وضحكته الشقية في خلق مساحة منفردة ذات طبيعة مختلفة على الشاشة . اعتياده الحياة الأسرية كلفه الكثير من سمعته وشهرته الفنية، فبرغم ما حققه نجم الكوميديا حسن فايق، من شهرة طاغية وأداء جذب به الكثيرين، إلا أن ذلك لم يشفع له عند النقاد والصحافة، التي هاجمته بشدة، حينما تزوج، وهو في الستين من عمره، من فتاة تصغره بثلاثين عاماً. وكانت المرة الأولى التي تتدخل فيها الصحافة في حياته الخاصة، فنجم الكوميديا كان حريصاً على أن يحوطها دوماً بالسرية والكتمان، رغم ما عُرف عنه من الالتزام الخلقي والسلوكي، حتى كانت وفاة زوجته الأولى وأم أبنائه، وإقدامه على الزواج من فتاة في الثلاثين من عمرها، قبل أن تكتمل ذكرى وفاة زوجته الأربعين، فما كان منه إلا أن يقف مدافعاً عن موقفه ولأول مرة في تاريخه الفني الحافل. الحوار كان بجريدة الجمهورية، والتي كانت في مقدمة الصحف التي هاجمته بشراسة، ودافع قائلاً أنه رجل اعتاد الحياة الأسرية، وأن شقيقته جاءت لتعيش معه بعد رحيل زوجته، وليس من المعقول أن تترك بيتها وزوجها وأسرتها للتفرغ للعناية به، خصوصاً أن أبناءه تزوجوا، وأنه وهو في مثل سنه يحتاج إلى من يرعاه ويخدمه، وهو لن يقبل أن تكون هذه الرعاية من خادم أو خادمة، لذلك تزوج مما تسبب في غضب أبنائه في البداية، لكنهم بعد ذلك تفهموا موقفه واقتنعوا لأنهم جميعاً تزوجوا ولهم حياتهم الخاصة. فايق كان محقاً تماماً في زواجه، فلم يمض على هذا الزواج سوى سنوات قليلة، حتى سقط مصاباً بالشلل النصفي وتم نقله على الفور إلى المستشفى الإيطالي في العباسية، وأجمع الأطباء أن ارتفاعاً مفاجئاً في ضغط الدم، كان سبباً في أصابته بالشلل، هنا كانت الزوجة الثانية خير معين له في مرضه، حيث أحاطته برعايتها الكاملة. حالة صاحب الضحكة الأشهر في تاريخ السينما المصرية، ازدادت سوءاً مع ازدياد آلام المرض ومع ازدياد عزلته ووحدته، فهو لم يخرج من منزله طوال سنوات عديدة، إلا مرة واحدة جاءه الحنين لمسرح الريحاني، فتحامل على نفسه وترك منزله في مصر الجديدة وذهب إلى المسرح، وجلس في شباك التذاكر يتأمل الجمهور الذين كثيراً ما شاهدوه فوق خشبة المسرح أو على شاشات السينما، وانهمرت دموعه وسرعان ما عاد إلى منزله وقد زاد اكتئابه وحزنه، وازدادت حالته الصحية ضعفاً وتم نقله إلى مستشفى هليوبوليس ولم يمكث بها سوى أيام قليلة حتى فاضت روحه في 14 من سبتمبر سنة 1980.