استنكر المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين، تقاعس المجتمع الدولى فى التعامل مع الأزمة والانتهاكات فى سوريا. واعتبر المفوض السامي، فى كلمته فى افتتاح اعمال الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة فى جنيف اليوم الاثنين، الموقف الدولى تجاه الأزمة السورية مخجلا ويدعو الى الغضب، قائلا "إنه برغم الانتهاكات الجسيمة والتى تم التحقيق فيها ومناقشتها فى سوريا، إلا أن المجتمع الدولى فشل فى التصرف". وأضاف الحسين أنه وحتى يتغير وبشكل جذرى طريقة تفكير وتصرف الفاعلين الدوليين من الدول والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، فلن يكون بالإمكان مواجهة الانتهاكات المتصاعدة تلك لحقوق الإنسان. وأشاد المفوض السامى بموقف بعض بلدان الشرق الأوسط، وذلك فيما يتعلق باستقبال اللاجئين، قائلا "إن لبنان وتركيا والأردن، وفى أوروبا ألمانيا والسويد أظهرت وجها إنسانيا فى التعامل مع قضية المهاجرين واللاجئين الذين يحتاجون إلى الحماية كما فتح الملايين من المواطنين العاديين منازلهم للاجئين وغيرهم من المهاجرين، وأظهروا كرما كبيرا قناعة منهم بأن مأساة الطفل السورى أيلان كردى، الذى غرق فى البحر يمكن أن تحدث فى أى مكان آخر". وناشد المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة صناع القرار فى إفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادى وكذلك أوروبا إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإقرار سياسات فعالة وممنهجة للهجرة، مؤكدا أن للدول الحق السيادى فى تأمين حدودها وتحديد شروط الدخول والبقاء فى أراضيها ولكن أيضا على الدول الالتزام باحترام قانون حقوق الإنسان الدولى وقانون اللاجئين والقانون الإنسانى. وحث المفوض السامى الدول الاوروبية على البناء على اقتراح المفوضية الأوروبية بإعادة توطين 120 ألفا من اللاجئين فى دول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، مشددا على أهمية أن يتم ذلك من خلال وضع بنية للهجرة تكون أكثر شمولية وفعالة وتوفر قنوات للهجرة النظامية وإعادة التوطين، باعتبار تلك التدابير هى القادرة على منع فقدان الالاف لحياتهم فى طريق الهجرة وكذلك خفض عمليات تهريب البشر والاحتجاز لاسيما للأطفال، وأيضا جميع أشكال سوء المعاملة التى يجب أن تتوقف عند الحدود وغيرها.