في قرار فاجأ الأوساط السياسية، قرر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبول استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب، وتكليف وزير البترول شريف إسماعيل بتشكيل حكومة جديدة، على أن يتم الانتهاء منها قبل مضي أسبوع. وكان الرئيس السيسي استقبل صباح أمس في مقر الرئاسة بقصر «الاتحادية»، المهندس إبراهيم محلب. ووضع محلب استقالة حكومته تحت تصرف الرئيس، وفقا لما استقر عليه الرأي في اجتماع مجلس الوزراء يوم الخميس الماضي بعد قضية الفساد المتهم فيها وزير الزراعة، ليرى الرئيس ما يراه في شأن مصير الحكومة وفقا لمقتضيات المصلحة العامة. وخلافاً للتوقعات التي كانت تتكهن بالإبقاء على محلب نظرا لقرب إجراء الانتخابات البرلمانية مع تغيير نحو 6 وزراء كان مقرراً أن يشملهم تعديل وزاري اتجهت النية إلي إجرائه قبل تفجر قضية وزير الزراعة، كان للرئيس السيسي تقدير موقف آخر. وكشفت صحيفة «الأخبار»، في عددها الصادر اليوم الأحد، عن أن قرار الرئيس بتكليف رئيس وزراء جديد، كان يستند إلي أن المصلحة الوطنية تقتضي عدم الانتظار لحين الانتهاء من انتخاب مجلس النواب الجديد، فهو يتعامل باليوم والساعة والدقيقة مع الانجازات وتقدم العمل في المشروعات، ومن ثم فلا ارتباط بين تعيين رئيس وزراء جديد وبين قرب موعد التصويت في الانتخابات الشهر المقبل، على حد قول الصحيفة. ولقاء الرئيس السيسي مع محلب لم يستغرق أكثر من 10 دقائق، وضع فيه استقالة حكومته تحت تصرف الرئيس، وقبلها الرئيس، مشيداً بجهود محلب وأعضاء الحكومة في اداء مهامهم وما حققوه خلال فترة عصيبة من تاريخ الوطن. مهمة محلب في خدمة الوطن لم تنته بتركه منصب رئيس الوزراء، والمنتظر أن يكلف بمنصب مهم لمعاونة الرئيس في متابعة المشروعات الكبرى، والمتوقع صدور قرار بذلك بعد أداء الحكومة الجديدة اليمين، وفقاً للصحيفة. وبعد لقاء السيسي بمحلب.. استدعت رئاسة الجمهورية المهندس شريف إسماعيل للقاء عاجل مع الرئيس. ولم يكن وزير البترول يعرف بسر الاستدعاء، فقد عاد مساء أمس الأول الجمعة من إسبانيا بعد زيارة بدأت يوم الاربعاء، وذهب صباح أمس لحضور 3 جمعيات عمومية متتالية لشركات القطاع العام البترولي، لكن المكالمة جاءته، فترك أول اجتماع وتوجه مباشرة إلي الرئاسة. وفي قصر الاتحادية.. التقى الرئيس السيسي صباحاً مع المهندس شريف إسماعيل وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة، على أن ينتهي من مهمته خلال أسبوع علي الأكثر. وعبر الرئيس عن ثقته في أن يتمكن المهندس إسماعيل من النهوض بالمهام الجسام الملقاة على عاتق الحكومة وسرعة انجاز المشروعات وكسب ثقة الجماهير بمتابعة مشاكلها وحلها دون معوقات أو انتظار. وقال المهندس شريف إسماعيل في تصريحات لصحيفة «الأخبار»، إنه فوجئ بتكليف الرئيس، الذي لم يعلم به إلا أثناء اللقاء. وأبدى إسماعيل شكره للرئيس على ثقته، داعيا أن يوفقه الله لأن يكون على قدر الثقة والمسئولية. قرار الرئيس باختيار المهندس شريف اسماعيل، الذي فاجأ أيضا الأوساط السياسية، كان له أسبابه عند الرئيس السيسي، على حد تعبير الصحيفة. فالرئيس كان يراقب أداء وزير البترول، ويري أنه متميز وأنه متابع جيد للملفات المسئول عنها ويبذل جهدا غير عادي، وحقق إنجازات في قطاع البترول نتيجة الاتفاقات التي تم توقيعها. ويرى الرئيس أن إسماعيل لديه المؤهلات الشخصية والخبرة للنهوض بمتطلبات المرحلة المقبلة، فضلا عن أن وجوده كوزير في الحكومة المستقيلة، يجعله على دراية بكل الملفات الحيوية، على حد وصف الصحيفة. وفور انتهاء لقاءي الرئيس مع رئيس الوزراء المستقيل ووزير البترول، توجه محلب رأسا إلي مجلس الوزراء، الذي دعا أعضاءه إلي اجتماع طارئ لتقديم استقالة الحكومة وكتابة خطاب الاستقالة، مؤكدا لهم أن كل وزير مستمر في أداء عمله، حتى أداء الحكومة الجديدة اليمين. بينما توجه المهندس شريف إسماعيل، إلي مكان تكتم الإفصاح عنه لبدء مشاوراته مع المرشحين للانضمام إلي الحكومة الجديدة.