تنسيق الجامعات.. كل ما تريد معرفته عن برنامج المعلوماتية الطبية بجامعة حلوان    «التضامن» تقر تعديل وتوفيق أوضاع 3 جمعيات في القليوبية وكفر الشيخ    النائب أحمد فرغلي يعلن رفضه لمشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد 2025/2026    وزير الإسكان: ملتزمون بتذليل العقبات أمام المطورين والمستثمرين    الوكالة الدولية للطاقة الذرية:التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل يؤخر العمل نحو حل دبلوماسي    حقيقة استبعاد محمود تريزيجيه من مباراة بالميراس البرازيلي    «الداخلية» تقرر السماح ل42 مواطنًا مصريًا بالحصول على جنسيات أجنبية    أرق الصيف.. كيف تحمي نفسك منه؟    رئيس «النواب» ينتقد تغيب وزيري المالية والتخطيط خلال مناقشة الموازنة: لا نقبل الأعذار    المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: قطع الاحتلال للاتصالات والإنترنت جريمة مدروسة ومقصودة لعزل القطاع    رئيس مجلس النواب يضع مجموعة قواعد لمناقشة مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية    ميدو: الأهلي أضاع فرصة التأهل.. وزيزو غير جاهز بدنيًا    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    محافظ سوهاج يدعو المواطنين للإبلاغ عن وقائع الغش في امتحانات الثانوية العامة بالأدلة    اليوم.. محاكمة 29 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية فى المقطم    في أول زيارة لماسبيرو.. "المسلماني" يستقبل هدى نجيب محفوظ قبل افتتاح استديو نجيب محفوظ    بعد أزمة تواجدها في العراق.. إلهام شاهين: أخيرا هنرجع مصر    قصر ثقافة أبو سمبل يشهد انطلاق برنامج "مصر جميلة" لاكتشاف ودعم الموهوبين    وزير الزراعة يفتتح ورشة العمل الأولى لتنفيذ استراتيجية إعلان كمبالا للبحث والتطوير الزراعي في أفريقيا    الصحة: إصدار 19.9 مليون قرار علاج مميكن من الهيئة العامة للتأمين الصحي خلال عام    صحة الشرقية تطلق قافلة طبية بالمجان لأهالي العزازية ضمن المبادرات الرئاسية    وزير التعليم العالى: بنك المعرفة المصري تحول إلى منصة إقليمية رائدة    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    الإعدام شنقا لجامع خردة قتل طفلة وسرق قرطها الذهبى فى العاشر من رمضان    الدخول ب 5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    السيسي لا ينسي أبناء مصر الأوفياء.. أخر مستجدات تكريم الشهداء والمصابين وأسرهم    انخفاض الطماطم.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    خلافات زوجية في الحلقة الثالثة من «فات الميعاد»    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    أسعار النفط تقفز وسط تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    موريتانيا.. مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على إيران وغزة    الاثنين 16 يونيو 2025.. البورصة المصرية تعاود الارتفاع في بداية التعاملات بعد خسائر أمس    مستشار الرئيس للصحة: مصر سوق كبيرة للاستثمار في الصحة مع وجود 110 ملايين مواطن وسياحة علاجية    ترامب يصل إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع على خلفية توترات تجارية وسياسية    استكمالا لسلسلة في الوقاية حماية.. طب قصر العيني تواصل ترسيخ ثقافة الوعي بين طلابها    حالة الطقس اليوم في الكويت    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    تضرر شبكة الكهرباء فى وسط إسرائيل بسبب الضربات الإيرانية    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    كريم رمزي يكشف تفاصيل جديدة عن توقيع عقوبة على تريزيجيه    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلى جنوب طهران    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي: استمرار الاجراءات الإصلاحية للسياسات الاقتصادية
نشر في محيط يوم 07 - 09 - 2015

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي استمرار الإجراءات الإصلاحية للسياسات الاقتصادية وما شملته من خطوات نو ترشيد الدعم وتعديلات التشريعات الضريبية لتكون أكثر عدالة وتحفيزا للاستثمار.
وطرح الرئيس السيسي في مقال كتبه لجريدة الديلي نيوز-ايجيبت في عددها الصادر اليوم بمناسبة انعقاد المؤتمر السنوي لمؤسسة اليورومني بالقاهرة تحت حول بدائل تمويل المستقبل الاقتصادى لمصر عددا من التحديات التى واجهته فى الفترة التى بدأت مع توليه رئاسة الجمهورية وكيف تم التعامل معها، كما استعرض الرئيس رؤيته لمستقبل الاقتصاد المصري ومستهدفات الحكومة وخططها لتحقيق النمو على صعيد الناتج المحلى الإجمالى و خفض عجز الموازنة و تخفيض مستويات الدين العام.
وشرح الرئيس الآثار التى ترتبت على قرارات اتخذتها الحكومة خلال الفترة الماضية مثل تعديلات ضريبة الدخل و هيكلة دعم الطاقة التى أدت إلى زيادة مخصصات الإنفاق على التعليم و الصحة فى موازنة العام المالى الجارى ، منوها إلى إنه بينما لا يزال الوقت مبكرا إلا أن المردود الأولي لسياسات الاقتصاد الحكومية واعد حيث بلغت تقديرات النمو 2ر4٪ في موازنة 2014/2015 بعد عدة سنوات من نمو سنوي يدور حول 2٪ فقط.
وقال إن الحكومة تستهدف الوصول بمعدلات الدين العام إلى مستويات بين 80 و 85 % فى العام المالى 2018 – 2019 ونسعى للوصول بالنمو الي 5٪ خلال العام المالي الحالي بفضل ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
و أوضح أن ما تخطط له الحكومة يستلزم على الأقل عملية إعادة هندسة ضخمة للنشاط الاقتصادي في مصر بالكامل . وتجري إعادة هيكلة الاقتصاد بما فيه من موارده طبيعية وبشرية غير مستغلة لفترة طويلة جدا فضلا عن تحديثه وتعديله بحيث يمكن أن يستفيد من إمكاناته بالكامل .
و أشار الرئيس السيسي إلى إمكانية الاستفادة من دروس فترة الازدهار الاقتصادي الأخيرة التي شهدتها مصر خلال منتصف العقد الاول من القرن الحالي للتأكد من أن هذه المرة سوف يستفيد كل المصريين من النمو وليس مجرد عدد قليل. لنضمن توزيع ثمار النمو بصورة عادلة وأن يتحمل الإصلاح بصورة أكبر أولئك القادرون على تحمل آثاره بينما الفئات الأكثر ضعفا تبقى محمية.
وإلى نص المقال:
في العام الماضي، قررت مصر استعادة التحكم في مصيرها، وشرعت بعزم لا يلين في عملية تجديد سياسي واجتماعي واقتصادي فكانت خطوتها الأولى استعادة الحياة السياسية في البلاد من خلال اجراء الاستفتاء على الدستور الجديد وانتخابات رئاسية حيث كان الانتهاء بنجاح من الاثنين علامتان سياسيتان هامتان لهما دور فعال في استعادة الثقة في الدولة المصرية ومؤسساتها.
والانجاز السياسي المقبل هو الانتخابات البرلمانية التي ستجري في أكتوبر ونوفمبر المقبلين خلال العام الجاري حيث أتطلع إلى المساهمات التي سيقدمها البرلمان لإعادة بناء مصر، ليس فقط فيما يتعلق بصياغة قوانين جديدة مع أهميتها في تعزيز مشترك لمسار البلاد نحو التنمية والازدهار بشكل أكبر ولكن بصفة خاصة لدوره في مراقبة أداء الحكومة و تمثيله لمصالح الشعب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، من المهم الإشارة إلى أن مصر واجهت أزمة داخلية حادة خلال فترة التحول السياسي تسببت في تكاليف اقتصادية ومالية كبيرة منها تضخم العجز في ميزانية الحكومة أكثر من 10% وتقلص احتياطيات النقد الأجنبي كما ارتفع التضخم.
وناضل العديد من الشركات للاستمرار وأضطر بعضها لإغلاق أبوابها، وتراجع كثير من المواطنين لما تحت خط الفقر وزادت أعداد العاطلين عن العمل، فهذه هي مجموعة الظروف الاقتصادية التي واجهتني كرئيس منتخب حديثا في عام 2014 .
وكان من المهم للغاية وضع الاقتصاد على المسار الصحيح وتخفيف معاناة الشعب المصري وإعطاء المصريين الأمل في المستقبل حيث كلفت الحكومة التي عينتها بعد فترة وجيزة من تولي منصب الرئيس بتجهيز خطة عمل ذات مصداقية وفعالية.
كان يجب أن تلهم الخطة الثقة في آفاق الاقتصاد من خلال معالجة الاختلالات بالتصدي لمشكلات مصر المتعلقة بالاقتصاد الكلي وضعف البنية التحتية على نطاق واسع، بما في ذلك النقص في قطاع الطاقة والنقل بجانب إرساء أساس جديد للنمو المستدام من خلال تحفيز الإنتاجية والاستثمار وخلق فرص العمل.
وعلاوة على ذلك يجب وضع الاقتصاد على الطريق الصحيح لتحقيق المطالب المشروعة للشعب المصري في حياة بها قدر أكبر من الاستقرار والأمن والكرامة، وكذلك تحقيق تحسن ملموس في نوعية ونطاق القدرة على الحصول على الخدمات التي يستحقونها.
قابلت الحكومة هذا التحدي الهائل عن طريق وضع وتنفيذ مجموعة شاملة وبعيدة المدى من السياسات والبرامج والمشاريع وتستحق قائمة الإنجازات الرئيسة خلال العام والنصف الماضي الإشارة اليها فيما يلي:
(1) تم الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديد في الوقت المحدد في فترة قياسية" سنة واحدة"، مما يدل على قدرة الحكومة على تنفيذ المشاريع الكبيرة والمعقدة كما وعدت، ولن تعزز القناة الجديدة فقط القدرة التنافسية لمصر على المدى الطويل في التجارة الدولية وتوليد إيرادات إضافية للدولة، وإنما ستكون جزء من مساعى أوسع لتطوير منطقة اقتصادية جديدة تعمل جنبا إلى جنب مع ممر القناة تشمل المجمعات الصناعية، والمناطق اللوجستية والمنتجعات السياحية وغيرها من المشاريع التي تقدم فرصا جديدة للقطاع الخاص و للباحثين عن وظيفة.
(2) لقد شيدت الحكومة طرقا جديدة في العام الماضي لتوسيع شبكة الطرق الوطنية لتسهيل النقل والتجارة الداخلية ونعمل أيضا على استصلاح مليون ونصف مليون فدان لزيادة الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي بالاضافة إلى مشاريع البنية التحتية الأخرى وإصلاحات تعالج احتياجات مصر التي لم يتم تلبيتها طويلا من إمدادات المياه والصرف الصحي والنقل والسكك الحديدية والموانئ والمستشفيات والمدارس.
(3) كما بدأنا وبقوة ضبط الأوضاع المالية العامة في السنة المالية 2014/2015 فعلى جانب الإيرادات أدخلت الحكومة تعديلات على قانون الضرائب لجعل النظام الضريبي أكثر إنصافا وأوسع تغطية، وتحسين معدلات صعودها. ويشمل هذا الإجراء الأخير توحيد الحد الأقصى للضريبة على الدخل عند مستوى 22.5٪، والذي سوف ينطبق أيضا على المناطق الاقتصادية الخاصة التي كانت تخضع سابقا إلى معدل ضريبي 10٪.
وباتخاذ هذه الخطوة تسد الحكومة ثغرة العبء الضريبي وبالتالي تحقيق العدالة في السياسة الضريبية مع زيادة فرص توليد الدخل، وبالإضافة إلى ذلك بدأت الحكومة تطبيق الضريبة العقارية التي صدرت في عام 2008 والتي لم يتم تطبيقها من قبل، كما أصدرت قانون بضريبة 10٪ على أرباح الأسهم المتداولة في البورصة.
في الوقت نفسه تم تبسيط إدارة الجمارك وتحديثها، مما أدى إلى قفزة قوية في الإيرادات الجمركية بينما تم الحد من التكاليف. وهناك قانون التعدين الجديد الذي يحل محل قانون عام 1953 والذى يفسح الطريق للاستفادة من الإمكانات غير المستغلة في قطاع التعدين وكذلك تقدم مصدرا جديدا للإيرادات .
وفيما يتعلق بالنفقات، تحركت الحكومة قدما في إصلاحات دعم الطاقة بجرأة كما بدأت إجراءات للسيطرة على فاتورة أجور القطاع العام، وإجمالا، فإن جهد ضبط أوضاع المالية العامة الأساسية في العام المالي 2014/2015 – مع استبعاد المنح من حكومات أجنبية (حيث وردت لمصر منحا كبيرة في السنة المالية 2013/14 ولكن ليس في السنة المالية 2014/15) – نجح في الحد من النفقات بنحو 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي وبكل المقاييس فإن تصحيح أوضاع المالية العامة في سنة واحدة يعد عملا استثنائيا، وخاصة بالنسبة لبلد تخرج من صعوبات كتلك التي تشهدها.
(4) تمثل خطوة خفض دعم الطاقة في يوليو 2014 (وهو التعديل الذي بلغ وحده 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي) بداية مبشرة لخطة متوسطة الأجل للتخلص من هذا الدعم تماما تقريبا، باستثناء الدعم في منتجات الوقود والكهرباء التي يستهلكها الفقراء.
وتتعدد أبعاد أهمية إصلاح منظومة الدعم حيث تحول الحوافز بعيدا عن النشاط الاقتصادي ذو الكثافة الرأسمالية نحو الأنشطة كثيفة العمالة التي تحتاجها مصر، وهو يدل أيضا على تحسن نوعي أساسي في طبيعة الإنفاق الحكومي، وترشيده من أجل خلق مجال للإنفاق على استثمار رأس المال والخدمات العامة واستهداف التحويلات النقدية.
وقد انعكس هذا التحول على مخصصات الميزانية في السنة المالية 2014/2015 في مجالات الصحة والتعليم والتي فاقت دعم الطاقة للمرة الأولى منذ سنوات عديدة. وكانت هذه السياسة اختيار جيد من الحكومة قبل الانخفاض الحاد في أسعار البترول العالمية بعد أكتوبر 2014 وهو ما ساهم في مزيد من التقليص من وزن دعم الطاقة في الموازنة.
(5) أطلقت الحكومة برامج "تكافل" و "كرامة" والتي تقوم بتوزيع أموال نقدية مباشرة إلى المستفيدين المعنيين في أفقر مناطق مصر بتغطية تصل الي 500 الف أسرة خلال العام المالي الحالي ومن المخطط لها التوسع على مدى ثلاث سنوات قادمة لتصل عدد الاسر المستفيدة الي 1.5 مليون أسرة.
(6) مكنا الإصلاح المالي من تخصيص مساحة إضافية في موازنة العام الحالي لزيادة الإنفاق الرأسمالي إلى 75 مليار جنيه، بزيادة تصل إلى 25٪ بالمقارنة بالعام المالي السابق، في حين أن المبلغ المرصود في الميزانية لا يزال أقل بكثير من احتياجات مصر. وتمضي الحكومة قدما في الجهود الرامية إلى تشجيع القطاع الخاص على القيام بدور أكبر في تقديم الخدمات وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك عن طريق الشراكة بين القطاعين العام والخاص وغيرها من الوسائل.
(7) وقد تم إصلاح نظام دعم المواد الغذائية لتحسين نوعية ونطاق اختيار السلع المقدمة للجمهور مع الحد بشكل ملحوظ من تسرب الدعم فبدلا من نظام الحصص السابق الذى يقلص السلع الغذائية الأساسية للمستفيدين الي خمسة فقط، يقدم النظام الجديد نقطة نظام تسمح للمستهلك بشراء ما يختاره من بين ما يقرب من 100 سلعة.
(8) كما تم تحرير قطاع الكهرباء لتشجيع استثمارات القطاع الخاص في كل من الطاقة التقليدية والمتجددة و مع إقرار قانون تحرير الكهرباء في يوليو 2015 سوف تنتقل الدولة إلى دور تنظيمي صارم بينما المسئولية عن توليد الطاقة وتوزيعها سيتحول إلى القطاع الخاص وبالإضافة إلى ذلك، شهد عام 2014 وضع الإطار القانوني لتعريفات تغذية الطاقة لتعزيز تنمية مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
(9) ويجري مواجهة عجز الكهرباء بإضافة قدرات جديدة لتوليد الكهرباء يتم ربطها على الشبكة القومية هذا العام، وسيضمن توفير طاقة كافية لتلبية الطلب على الوحدات السكنية والصناعية على حد سواء حيث نتوقع أن تستمر تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة استباقية خلال السنوات المقبلة، بدعم من عزمنا على الوفاء بالالتزام بالقضاء على معظم الدعم على فاتورة الكهرباء والوقود كما ذكرناها سابقا.
(10) تم تعديل عدد من القوانين أو أدخلت تعديلات على أخرى لتعزيز بيئة الأعمال المحلية وتعزيز سيادة القانون، وتشمل أبرز الإصلاحات التشريعية والتعديلات التي أدخلت على قانون الاستثمار تعزيز الاستقلال وسياسة الشباك الواحد وبالتالي تبسيط العمليات المختلفة للمستثمرين. ويتضمن قانون الاستثمار الجديد أيضا آلية تسوية المنازعات استنادا إلى أفضل الممارسات الدولية. ومن بين التشريعات المهمة الأخرى التي تم مؤخرا إقرارها لتحسين الظروف لممارسة الأعمال في مصر هي قانون التمويل متناهى الصغر والتعديلات التي أدخلت على قانون المنافسة.
(11) تم تسوية قرابة 300 من المنازعات القانونية مع المستثمرين الأجانب ويجري العمل على القضايا المتبقية حاليا.
ويعتبر الهدف الرئيس لجميع السياسات والبرامج والمشاريع ذو شقين: ضمان الاستدامة على المدى الطويل عن طريق تصحيح اختلالات التمويل متناهى الصغر في البلاد وخلق منصة حيوية وتنافسية جديدة يقودها القطاع الخاص لتحقيق النمو.
ويستلزم ما تخطط الحكومة له على الأقل عملية إعادة هندسة ضخمة للجهاز الاقتصادي في مصر بالكامل ، وتجري إعادة هيكلة الاقتصاد بما فيه من موارده طبيعية وبشرية غير مستغلة لفترة طويلة جدا فضلا عن تحديثه وتعديله بحيث يمكن أن يستفيد من إمكاناته بالكامل. في نفس الوقت، يمكن الاستفادة من دروس فترة الازدهار الاقتصادي الأخيرة التي شهدتها مصر خلال منتصف العقد الأول من القرن الحالي للتأكد من أن هذه المرة سوف يستفيد كل المصريين من النمو وليس مجرد عدد قليل، وهذا يعني أننا سوف نضمن توزيع ثمار النمو بصورة عادلة وأن عبء الإصلاح يقع أكثر على أولئك الذين لديهم القدرة على تحمل لآثاره في حين أن الفئات الأكثر ضعفا تبقى محمية.
وبينما لا يزال الوقت مبكرا إلا أن المردود الأولي لسياسات الاقتصاد الحكومية واعد حيث بلغت تقديرات النمو 2ر4٪ في موازنة 2014/2015 بعد عدة سنوات من نمو سنوي يدور حول 2٪ فقط.
ونسعى للوصول بالنمو الي 5٪ خلال العام المالي الحالي بفضل ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، واستمرار انتعاش السياحة، وتنفيذ مشروعات متنوعة في مجالات الطاقة الجديدة والبنية التحتية والاستصلاح الزراعي بجانب البدء في المرحلة الثانية من مشروع تطوير قناة السويس.
ويهدف سرد إنجازات العام الماضي وعدة أشهر الي التأكيد على أننا قمنا بتنفيذ كثير مما نحن ملتزمون به رغم كافة الصعوبات في وقت تعرضت فيه الحكومة لضغط كبير لاعتماد نهج يحقق لها الشعبية بجانب العديد من المخاوف من أن ضبط أوضاع المالية العامة سيؤدي لوأد الانتعاش الاقتصادي في مهده قبل أن يحصل على فرصة ليزدهر.
وعلى الرغم من هذه الضغوط كنا على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة والمضي قدما في إصلاحات متأخرة طويلا ومثيرة للجدل كانت الحكومات السابقة تعرف أنها ضرورية ولكنها لم تنفذها.
في نفس الوقت لا أقلل من التحديات السياسية والهيكلية التي كنا نصارعها وكذلك التي ما زالت تنتظرنا فعملية التحول ليست سهلة أبدا، وخلق نموذج جديد للنمو الاقتصادي حتما يولد مقاومة من بعض الجماعات. لقد واجهنا التأخير في تنفيذ بعض الإجراءات الجديدة، بينما في حالات محددة تم وضع إصلاحات أخرى على قائمة الانتظار مؤقتا.
ومع ذلك، فإن هذه التحولات لن تثنينا عن عزمنا على مواصلة الإصلاحات، لقد كنا طموحين في تحديد مرحلة أولية من الانتعاش الاقتصادي، وهو ما تحقق بقوة دفع جيدة حتى الآن، ولكننا نعلم أن من الضروري تعميق جهود الإصلاح فإذا لم نفعل ذلك، فنحن نخاطر بفقدان المصداقية والثقة التي حصلنا عليها حتى الآن – ولن نغش المصريين حول المستقبل الأكثر إشراقا الذي يستحقونه.
وسيستمر جوهر جهود الإصلاح لدينا ليظل ضبط أوضاع المالية العامة تدريجيا من أجل استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي والضغط باتجاه قطاع خاص أقوي وأكبر.
ويعد الهدف الرئيس هو النزول بالدين المحلي لدينا لنحو 80-85٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول السنة المالية 2018/2019، كما أعلنت الحكومة في وقت سابق. وفي الوقت نفسه، سوف نستمر في تحقيق التوازن بين هدف ضبط أوضاع المالية العامة مقابل التزامنا الثابت بتعزيز العدالة الاجتماعية، مع جزء من المدخرات المتوفرة من مختلف تدابير التقشف و توجيهها لتمويل برامج التنمية، فضلا عن الخدمات للفقراء.
فعلى سبيل المثال، يتم توجيه 50٪ من حصيلة الضريبة العقارية لتحسين الأوضاع في الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية والريفية وهذا التوازن يعني أن ضبط أوضاع المالية العامة سيكون أقل عدوانية بكثير من تحقيقه بطريقة آخرى، ولكن وتيرة الانجاز ستكون مناسبة في ضوء الأولوية في مصر لبناء مجتمع أكثر عدلا وهو هدف نبيل في حد ذاته كما انه يصون استدامة السياسية الإصلاحات.
وتتصدر التعديلات المقترحة على الضريبة العامة على المبيعات ونحن ننظر إلى الأفق القريب جدول الأعمال الإصلاحات الرئيسة حيث كانت تهدف لتصبح أهم عامل في جهد زيادة إيرادات العام المالي الماضي، ولكن تم تأخيرها للسنة المالية الحالية.
وسيسهم الإصلاح المخطط له في نقل مصر نحو تطبيق ضريبة القيمة المضافة (VAT) هو النظام الذي لن يقتصر فائدته فقط على زيادة الإيرادات للمساهمة في ضبط أوضاع المالية العامة على المدى المتوسط ولكن أيضا تعزيز حوافز الاستثمار. ومن خلال إخضاع الخدمات التي لا يتم دفع ضرائب عليها وتوحيد نسبة الضرائب على السلع والخدمات، فإن النظام الجديد سيؤدي الي توسيع القاعدة الضريبية وتعزيز العدالة الضريبية. وستساعد آلية الاسترداد السريع وهي جزءا لا يتجزأ من تصميم القانون الجديد أيضا على تحسين التدفق النقدي للشركات.
وتتوقع الحكومة أن هذه المزايا الضريبية ستشجع العاملين بالاقتصاد غير الرسمي على الانضمام إلى القطاع الرسمي كما انها ستساعد المشاريع الصغيرة لتصبح أكبر حجما وأكثر قدرة على المنافسة ضمن جهود تعزيز النمو وخلق المزيد من فرص العمل. وتعد الحكومة أيضا نظام ضريبي مبسط للشركات الصغيرة والمتوسطة يجمع بين المبيعات وضرائب الدخل، للحد من متاعب البيروقراطية بالنسبة لهم.
وتمثل التقلبات التي شهدناها مؤخرا في الأسواق العالمية كذلك مبررا للأساس المنطقي لاستكمال أجندة الإصلاح في مصر، ففي حين أنه تم هيكلة إطار سياستنا الاقتصادية بالفعل لإدارة التحديات الداخلية فإنه يجب أن نستمر في بناء مصدات أقوى ضد المخاطر الخارجية المحتملة. في نفس الوقت، بينما قد يترتب على الوضع العالمي حاليا بعض الآثار غير المباشرة السلبية على مصر، فإن انخفاض أسعار السلع الأساسية يمكن أيضا أن يخلق فرصا جديدة المستثمرين أصحاب المبادرة.
ولتعزيز المرونة الاقتصادية في مصر على المدى الطويل، نحن بحاجة أيضا إلى التركيز على تعزيز وتعميق التصنيع لدينا وقاعدة الانتاج، وزيادة القيمة المحلية المضافة، وتحسين كفاءة القوى العاملة المصرية.
و في التحليل النهاية ، ستظل الأسس الاقتصادية الجيدة والبيئة المواتية للقطاع الخاص والاستثمار الأجنبي وتطوير نموذج نمو يعتمد على السوق المحلية الكبيرة في مصر أفضل وصفة لسياسة الحفاظ على النمو وحماية الرفاهية الاجتماعية للشعب المصرى .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.