مع ارتفاع درجات الحرارة والموجة الشديدة التي تشهدها المنطقة العربية، يقل نشاط الإنسان ويشعر بالكسل والخمول، لاسيما مع قلة النوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. فهل ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على نفسية البشر، وهل توجد علاقة بين المزاج والحالة النفسية والتغييرات الجوية، وهل هناك دراسات تثبت ذلك..؟ تجيب على هذه الأسئلة وغيرها من النصائح والإرشادات التي يجب إتباعها لتفادي درجة الحرارة العالية الدكتورة إيمان السيد عبد الحميد، معالج نفسي واستشاري أسري وباحث في العلوم النفسية والسلوكية، في حديث مع شبكة الإعلام العربية "محيط". تقول إيمان، إن العلاقة بين المزاج والحالة النفسية والتغييرات الجوية علاقة محيرة للكثيرين وارتبط ذلك في الشعر والفن بكثرة من حالات وفصول السنة بالربيع ونسماته وقدرته على بث العواطف والمشاعر وحرارة الصيف وبرد الشتاء وارتباطهم بالانفعالات النفسية. النفسية والصيف وتابعت، في الصيف تظهر الحالات الإنفعالية الحادة لدى الكثير بشكل أكبر وليس فقط التأثير على الحالة المزاجية للأفراد، بل أيضًا في حرارة الصيف تتأثر العمليات العقلية والسلوكية لدى العديد من الأشخاص. وأضافت، يسهل حدوث التوتر خلال فترة الصيف على الرغم أنها فترة إجازة للكثيرين؛ إلا أن الضغوط والمشكلات تزيد لدى البعض. وأرجعت ذلك إلى حالة الفوضى والتغيير وعدم وجود نظام في حياة الأفراد سواء النوم وضبط وقت الفراغ وإكمال الأعمال في حرارة الصيف والجو المرهق. ونصحت بضرورة محاولة التكيف مع جميع الفصول ومع الجو السائد حاليا والغير معتاد من حرارة الصيف. ارتباط الجريمة بدرجة الحرارة وأوضحت الباحثة في العلوم النفسية والسلوكية، أن هناك الكثير من الدراسات التي تثبت ارتباط الجريمة والعنف بارتفاع درجات الحرارة، لافته إلى تزايد نسبة الجرائم، وحالات العنف بين الأشخاص في التجماعات مع ارتفاع درجات الحرارة. واستشهدت "السيد" ببعض الدراسات قائلة: "من خلال بعض الدراسات وجد أن المساجين تزيد بينهم حاله العنف وكذلك بين الطلاب الذين يدرسون في صفوف حارة تجد نسبة الشجار بينهم أعلى، لكن نعلم أيضًا أن السلوك العنيف لا يتوقف على ذلك فقط بل يتوقف على العديد من العوامل، لكن ارتباط ارتفاع درجات الحرارة بالمزاج والسلوك وخاصة في حالة الجو الحالي، نجد أن نسبة الغصب والعنف والتوتر تسود بشكل أكبر". نصائح لمواجهة الموجة الحارة وعن نصيحتها لمواجهة الموجة الحارة، تدعو إيمان السيد، إلى محاولة التكيف معها من أجل ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي من خلال، التجنب للتعرض لحرارة الشمس لفترات طويلة بشكل مباشر، وتناول الفواكه والسوائل الطبيعية بكثرة، والبعد عن أماكن التجمعات والزحام ، والتركيز على الأطعمة المليئه بالبوتاسيم والماغنسيوم والكالسيوم والبعد عن الأطعمة الدسمة، واستغلال فرص الأجازة لتغيير الحالة المزاجية، والمواظبة على ذكر الله والصلاة في أوقاتها. وقالت إن المحافظة على الصلاة في موعدها لها دور في تفريغ العديد من الشحنات السلبية بداية من الوضوء حتى قضاء الصلاة وما بعدها ، وهي عامل مساعد للحفاظ على الهدوء والتقليل من التوتر وضبط الحالة النفسية والمزاجية.