أكدت الدكتورة فاطمة الشناوي خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية والعلاج النفسي بجامعة لندن: إن زيادة درجة الحرارة تؤثر بشكل قاطع على المزاج الشخصي وتزيد من فورة الانفعالات العصبية ما ينعكس بشكل أكيد على الاستقرار الأسري والعلاقات الزوجية، مؤكدة أن ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة تؤدى إلى تصاعد المشكلات الزوجية، ويتحول فصل الصيف إلى فصل المعارك الزوجية. وقالت: إن العديد من الدراسات والأبحاث أثبتت أن تأثير العوامل البيئية والمناخية على صحة الإنسان النفسية والبدنية، وأن الارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد في درجة حرارة الجو يؤدي إلى خلل في الوظائف الفسيولوجية التي تدعم عمل الأجهزة ومن ضمن هذه الأجهزة المخ. وأضافت: "أفضل درجة حرارة للإنسان هي من 22 إلى 24، وعند ارتفاع درجة الحرارة عن المعدل الطبيعي ترسل الإشارات العصبية رسائل إلى المخ تعكس حالة التوتر والخلل الناتج عن تغير المناخ، وعند استمرار هذه الحالة يبدأ الشخص بالشعور بالضيق والعصبية ويكون عرضة للاستفزاز من أبسط الأشياء، خاصة إذا اقترن ارتفاع درجة الحرارة بارتفاع نسبة الرطوبة، ففي هذه الحالة يظل الشخص في حالة ضيق مستمر وغضب داخلي لا يزول إلا بزوال المؤثر، ويكون تحت تأثير هذا الشعور عرضة للانفعالات الشديدة غير المحسوبة والتي تؤدي إلى دخوله في مشاحنات دائمة لأسباب أغلبها سطحية، لذلك فإن ارتفاع درجة الحرارة في المناخ الجاف أفضل من المناخ الرطب. وأشارت إلى أن الأبراج العالية والبناء بالأسمنت والخرسانة يمتص حرارة الجو مما يزيد من معدل درجات الحرارة داخل البيوت، كما أن عوادم السيارات والحرارة المنبعثة من أجهزة التكييف، بالإضافة إلى أضرارها الملوثة للبيئة ترفع أيضا درجة الحرارة، ويبقى الحل الأمثل هو اللجوء للشواطئ.