"السيرة الهلالية: دراسة للراوي والرواية" كتاب جديد للدكتور خالد أبو الليل صادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، يؤكد من خلاله أن السيرة الهلالية ليست مجرد حكايات غنائية لمجموعة من الشعراء، بل هي تاريخ لكن ليس حرفيا، تم نقله شفاهية يجمع الماضي بسلبياته وإيجابياته وما يرغب فيه الوجدان العربي، حيث تحلل الإنسان العربي في انتماءاته. يقول المؤلف عن كتابه ل"محيط" أنه يدرس مجتمع قنا وعلاقته بالسيرة الهلالية، ويخصص فصلاً عن السيرة الهلالية بين النصوص القديمة المدونة وبين النصوص الشفهية التي جمعها الباحث، ويتساءل هل التغيرات الاجتماعية انعكست على تلك النصوص الشفهية أم ظل النص ثابتاً، ليجيب أن التغيرات انعكست بالفعل على النصوص خاصة ما يتعلق بوضع المرأة، التي كانت تحتل في النصوص القديمة وضعاً متدنياً ومتراجعاً، وكانت صورة المرأة أقل ظهوراً، وفي العصر الحديث التطور لحق بالمرأة وانعكس على صورتها في السيرة الهلالية.
فصل آخر يقارن بين الراوي المحترف الذي يتغنى بالسيرة الهلالية على الربابة، والراوي الهاوي الذي يغنيها لنفسه وأولاده، ويجيب الكتاب في فصل كامل كيف أن الشاعر يحفظ مليون بيت ويرويه من الذاكرة، معتمداً على نظرية التأليف والارتجال لمدة تتراوح بين 7 و8 ساعات متصلة.
الكتاب قدّم له الروائي الراحل خيري شلبي قبل وفاته، لتصبح تلك المقدمة هي آخر ما كتب الراحل.