أجمع اقتصاديون وخبراء في الاقتصاد الإسرائيلي، أن تل أبيب بدأت في الشهرين الماضي والجاري، تكثيف تحركاتها الإقليمية والدولية لتسريع تسويق الغاز المُكتشف قبالة سواحلها، بهدف تعويض التراجع في الصادرات من جهة، وتحفيز الاقتصاد المحلي من جهة أخرى. وقالت صحبفة "إسرائيل اليوم"، العبرية، الثلاثاء، إن زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المقررة اليوم الى قبرص تهدف إلى دفع تصدير مخزون الغاز المتواجد في البحر المتوسط، من خلال تحويله الى طاقة كهربائية وايصالها الى اوروبا عبر قبرص واليونان. بينما كتبت صحيفة "كلكست" الاقتصادية الإسرائيلية، أمس الاثنين، أن وفداً إسرائيلياً مستعد للذهاب إلى القاهرة خلال وقت لاحق من الأسبوع الجاري، للترويج لتصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر. ويقول الخبير في الاقتصاد الإسرائيلي عاص أطرش، إن الاقتصاد الإسرائيلي يحتاج إلى مزيد من التحفيز في الوقت الحالي، والذي لن يتم إلا بتنشيط الصادرات الإسرائيلية من الغاز. وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول:" لقد تسبب التراجع في الصادرات الإسرائيلية من السلع والخدمات خلال النصف الأول من العام الجاري، إلى تراجع في أرقام النمو الاقتصادي، وإسرائيل بدأت تريد حل هذه المعضلة بشكل مبكر". وكانت السلطة الفلسطينية قد وقّعت مطلع العام الماضي، اتفاقية مع الجانب الإسرائيلي، تقضي بتزويد الفلسطينيين للغاز الطبيعي لأغراض توليد الطاقة، قبل أن يتم إلغاء الاتفاقية قبل نحو ثلاثة شهور، بينما تعاني مباحثات إسرائيلية أردنية لتصدير الغاز إلى عمان، حالة من الجمود. ووقّعت الأردن وشركة بريتيش غاز البريطانية، اتفاقية لاستيراد الغاز الفلسطيني من حقل "غزة مارين" المكتشف قبالة سواحل غزة، إلى الأردن، خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي بدأت أعماله في الثلث الأخير من شهر مايو أيار الماضي. واعتبر الباحث الاقتصادي أحمد قباجة، أن تعثّر صفقات تصدير الغاز الإسرائيلي الأردن وفلسطين، دفع تل أبيب إلى البحث عن أسواق جديدة، في ظل عدم إمكانية التصدير لدول الجوار في الوقت الحالي باستثناء مصر. وتابع: "القرب الجغرافي بين إسرائيل وقبرص قد يفضي إلى اتفاق قريب، تزامناً مع حاجة دول الاتحاد الأوروبي إلى الغاز الطبيعي". ويبلغ عدد حقول الغاز الإسرائيلية ثمانية حقول، وهي حقل تمار 1 وتمار 2 غرب حيفا، وحقل لفياثيان 1 و لقياثيان 2 غرب يافا، وحقل سارة وميرا غرب نتانيا، وحقل ماري قرب غزة، وحقل شمن قرب أسدود، وحقل كاريش غرب حيفا. من جهته، اعتبر الباحث في الاقتصاد الإسرائيلي انطوان شلحت، أن إسرائيل قد تنجح في تسويق الغاز إلى قبرص والدول المجاورة مثل اليونان، لكنها لن تكون قادرة على تلبية احتياجات دول الاتحاد الأوروبي لأسباب مرتبطة باتفاقيات موقعة بين دول الاتحاد مع روسيا لتوفير احتياجاتهم من الغاز. وأضاف لمراسل الأناضول:" الأهم من ذلك أن إسرائيل لن تنجح في تسوق الغاز الطبيعي لديها دوليا، طالما أنها فشلت "حتى الآن في تسويقه إقليمياً". واعتبر أن تصدير الغاز يعد واحداً من أهم تجارتين تسعى إسرائيل للحفاظ عليهما خلال الفترة المقبلة، إلى جانب صناعة الهايتك (التكنولوجيا فائقة التطور)، "لأن نتنياهو أعلن أن تطوير أمن إسرائيل يحتاج إلى اقتصاد متين قوامه الغاز والهايتك"، وفق شلحت.