اسلام أباد: افادت مصادر اخبارية بتشريد أكثر من 200 ألف شخص في باكستان خلال 24 ساعة مع الاعلان عن توقعات بتعرض البلاد لموجة جديدة من الفيضانات ، فيما لقي 20 شخصا مصرعهم واصيب نحو 30 اخرين صباح الاثنين في حادث انقلاب حافلة كانوا على متنها نتيجة للفيضانات القوية. وقال مدير هيئة التعامل مع الكوارث بإقليم السند صالح فاروقي "التوقع بتعرض المزيد من المناطق للسيول أجبر نحو مائتي ألف شخص إلى اللجوء لمناطق أعلى في اقليم السند جنوب البلاد في ال24 ساعة الماضية". وقال مراسل قناة "الجزيرة" ان الفيضانات دمرت اربعة قري بالكامل ، فيما بات سدين على الأقل على نهر إندوس مهددين ، مما أجبر 150 ألف شخص على النزوح ، كما حاول السكان مواجهة الموجة الجديدة من الفيضانات بوضع أكياس من الرمل لمنع تدفق المياه، بينما عزلت السيول عدة قرى ودمرت العديد من محطات الكهرباء. وكان أربعة ملايين شخص قد تركوا منازلهم في إقليم السند وحده بينما يواصل عشرات الآلاف الفرار من مناطقهم هربا من مياه الفيضانات. في ذات الوقت تحاول منظمات الاغاثة التعامل مع تفشي الامراض المتزيد الذي تسببه مياه الفيضانات خاصة في شمال باكستان وتفيد تقارير أن السلطات الباكستانية أجلت يومي السبت والاحد اكثر من مئة الف شخص في مدينة شهدادكوت الواقعة في اقليم السند الجنوبي والقرى المحيطة بها وسط استمرار المضاعفات الاجتماعية والسياسية والانسانية الناتجة عن الفيضانات التي ادت حتى الآن الى مقتل ما يزيد عن 1600 شخص. ولقي 20 شخصا مصرعهم واصيب نحو 30 اخرين صباح الاثنين في حادث انقلاب حافلة كانوا على متنها نتيجة للفيضانات القوية في باكستان. وقال مسؤول في الشرطة الباكستانية افتيخار علي "الحافلة كانت تنقل الركاب من مدينة كراتشي الى عاصمة اقليم خيبر باختونخاوا بيشوارا عندما وقع الحادث بالقرب من محافظة ديرا غازي خان". واكد انه على الرغم من "تحذير السلطات الباكستانية للافراد بعدم القيادة او السفر بالطريق تجنبا لاخطار الفيضانات المحتملة في المناطق القريبة من السهول الا ان سائق الحافلة تجاهل تلك التحذيرات". الى ذلك ، وجه مسؤول في الأممالمتحدة انتقادات شديدة للمجتمع الدولي بسبب رد فعله على الفيضانات المستمرة في باكستان. وقال جورج أرسينولت رئيس عمليات الطوارئ لصندوق الأممالمتحدة للطفولة والأمومة "اليونيسيف": " ضعف استجابة المجتمع الدولي لنداءات الإغاثة يعتبر أمرا خارقا للعادة بالنظر إلى ان الازمة الانسانية تعتبر الأكبر في العقود الأخيرة". وعلى الرغم من التراجع التدريجي للمياه في المناطق المنكوبة بسبب تباعد فترات هطول الامطار، يزداد غضب السكان في الوقت الذي بدأ فيه يتضح حجم الدمار الذي خلفته الكارثة التي وصفها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بال"تسونامي بالعرض البطيء". وتجدر الاشارة الى ان الامطار الموسمية التي ادت الى الفيضانات الحقت اضررا بخمس الاراضي الباكستانية وبعشرين مليون شخصا بدرجات متفاوتة. ودعا رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني المسؤولين فى مجال الصحة والقادة المحليين ووكالات الإغاثة لاجتماع عاجل من أجل تنسيق الجهود لمكافحة التهديدات والمخاوف المتزايدة من انتشار الأمراض فى المناطق المنكوبة بالفيضانات. وتاتي هذه الخطوة بعد انتقادات شعبية شديدة للحكومة بشان طريقة استجابتها للأزمة حتى الآن.