قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل اليوم الاثنين إنها منفتحة على مزيد من المفاوضات مع اليونان حيث تسعى القوة السياسية الأوروبية الأكبر إلى منع تصاعد أزمة الديون اليونانية بما قد يؤدي إلى خروج أثينا من منطقة اليورو والتي ستكون خطوة لا سابق لها منذ إقامة منطقة العملة الأوروبية الموحدة عام .1999 وقالت ميركل أمام مؤتمر لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تقوده في برلين "إذا فقدت القدرة على إيجاد حل وسط، فإن أوروبا تضيع.. إذا فشل اليورو فإن أوروبا تفشل" وهو تكرار لموقفها منذ تفجر أزمة ديون القارة الأوروبية قبل 5 سنوات. وقالت ميركل اليوم الاثنين إنه في حال طلبت الحكومة اليونانية العودة إلى هذه المفاوضات بعد الاستفتاء الذي تعتزم اليونان إجراءه يوم الأحد المقبل "فإننا بطبيعة الحال لن نغلق الباب في وجه مثل هذه المفاوضات". وأضافت ميركل أن الاستفتاء حق مشروع لليونانيين مؤكدة اعتزامها القبول بنتيجته، قائلة إنه لا أحد من خارج اليونان سيحاول التأثير على نتيجة الاستفتاء. جاءت تصريحات ميركل في الوقت الذي يتسابق فيه قادة أوروبا لتوجيه النصائح للشعب اليوناني بشأن التصويت في الاستفتاء. وينظر إلى الاستفتاء الشعبي في اليونان المقرر يوم 5 يوليو الماضي باعتباره اختيار بين بقاء اليونان القريبة من الإفلاس في منطقة اليورو أو الخروج منها. وقال جان كلود يونيكر رئيس المفوضية الأوروبية في بروكسل إنه إذا صوت اليونانيون ب "نعم" فإن الرسالة التي ستتلقاها الدول الأعضاء في منطقة اليورو وفي الاتحاد الأوروبي وفي العالم هي أن اليونان تريد البقاء مع الدول الأخرى الأعضاء في منطقة اليورو في الاتحاد الأوروبي". وأضاف يونيكر أنه شعر "بالخيانة" عندما انهارت المفاوضات بين اليونان والدائنين الدوليين مطلع الأسبوع الحالي، قائلا عن قادة اليونان إن "الأنانية وأحيانا الاعتبارات التكتيكية وحتى الشعبوية والمقامرات كان لها اليد العليا". من ناحيته قال رئيس وزراء إيطاليا عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن الاستفتاء سيكون على "اليورو مقابل الدرخمة" وليس بين المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء اليوناني تسيبراس. كانت شهور من المفاوضات بين اليونان والدائنين الدوليين قد فشلت في التوصل إلى اتفاق يتيح صرف الدفعة الأخيرة من قروض الإنقاذ الدولية لليونان وقيمتها 2ر7 مليار يورو (1ر8 مليار دولار). وقد أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عقب اجتماع طارئ للحكومة بشأن أزمة اليونان، أن بلاده "مستعدة للعمل" من أجل بقاء اليونان في منطقة اليورو. وقال إن "فرنسا تؤيد بقاء اليونان في منطقة اليورو، كما أنها مستعدة للعمل (من أجل ذلك)"، طالما أن هناك رغبة من جانب اليونانيين للبقاء داخل الكتلة الاوروبية ذات العملة الموحدة. وقال أولاند عن انهيار محادثات خطة الإنقاذ إن "اليونان قررت وقف المفاوضات. يؤسفني ذلك لاننا كنا بصدد التوصل إلى اتفاق". أما يروين ديسيلبلويم رئيس مجموعة اليورو فأعرب عن اعتقاده بأنه لا يزال من الممكن الحيلولة دون خروج اليونان من مجموعة اليورو. وقال وزير المالية الهولندي لإذاعة بلاده اليوم الاثنين :"نعم لا يزال ذلك ممكنا". وأضاف ديسيلبلويم: "أكرر أن الباب بالنسبة لنا لا يزال مفتوحا حتى وإن أصبح الوقت والفرص محدودين للغاية". وأعرب ديسلبلويم مجددا عن خيبة أمله حيال قرار الحكومة اليونانية بوقف مفاوضاتها مع المانحين الدوليين أمس الأول السبت. من ناحيته دعا وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله الحكومة اليونانية لسرعة التوصل لطريق يضمن مستقبل آمن ومنظم لأثينا. وفي الوقت ذاته أكد شويبله في خطاب أرسله إلى نواب البرلمان الألماني (بوندستاج) وتم نشره اليوم الاثنين أن ألمانيا مرتبطة باليونان بشكل كبير وسوف تظل كذلك. وكتب شويبله في خطابه: "تظل اليونان والشعب اليوناني جزءا مهما على أي حال من الأسرة الأوروبية". ووجه شويبله انتقادا حادا للحكومة اليونانية اليسارية تحت قيادة ألكسيس تسيبراس واتهمها بالقيام بمناورات تكتيكية، وكتب في خطابه: "إنها لم تعترف بالمساعدات الكبيرة التي قدمها المجتمع الدولي والأوروبي". وأضاف أنها غيرت موقفها بصورة متكررة ولم تلتزم بوعودها، وأوضح: "وصفت الحكومة اليونانية الإجراءات التي اقترحتها بنفسها في وقت سابق بأنها غير مقبولة".