السبب وراء تلك الجريمة هو العناد وإصرار الرجال على إثبات حزمهم في إدارة شئون بيوتهم حتى لو كان على حساب العدالة والمنطق واحترام شريك العمر. ومن جانب آخر نذكر إصرار بعض الزوجات على تنفيذ مطالبهن حتى لو كانت على حساب البيت واستقراره، مع أن طاعة الزوج واجبة ما لم تتعارض مع الشرع، حيث نسيت الزوجة ونسى معها الزوج أن البيت كقاطرة يجرها شريكان هما الزوج والزوجة ولا يجب على أحدهما أن يتعدى على سعادة الآخر، طالما كان الأمر بعيدا عن النواهي الشرعية وسلطات الرجل الواجبة والشرعية في بيته بمن فيه.
ورغم أن العيد فرحة وتسامح وتراحم وتفاهم أيضا إلا أن الزوج "أحمد. ف 46 عاما" الذي يعمل بائعا متجولا ويقيم في منطقة الشيخة شفا ببندر الفيوم كان في حالة نفسية سيئة؛ بسبب عدم زيارة زوجته "سعاد 25 سنة" له في محبسه إثر قضية إيصال أمانة رفعها ضده أحد الزبائن، وقضى فيها قرابة الشهرين في سجن دمو العمومي، ثم خرج منذ نحو يومين، الأمر الذي فسره له الشيطان بأنها لا ترغب في الاستمرار معه، ونبش الشيطان في ذهنه بوساوس كثيرة قد تكون معظمها لا أساس لها من الصحة.
أراد "أحمد" أن يكون حازما ويمارس سلطاته الزوجية عليها لاختبار مدى طاعتها له، وكان عيد الأضحى المبارك وهنا طلب منها البقاء معه؛ لأنه في حاجة لوجودها بجانبه، إلا أن الزوجة لم تفهم ما يجول بذهن الزوج ولم تستطع أن تقرأ وساوسه فراحت تصر على الذهاب إلى بيت أبيها في أول أيام العيد، فأصر الزوج أن تبقى معه على أن تذهب في يوم آخر إلى أهلها.
راح "أحمد" يجهر بشكواه ضدها، وعاتبها بشدة على عدم زيارتها له في أثناء محبسه، وأنه يخشى أن تكون الشياطين قد لعبت برأسها في أثناء تلك الفترة، وأنه يخشى من أن تكون ترغب في أن يطلقها؛ بسبب فارق السن بينهما أو أن يكون في قلبها شخص آخر.
اعتبرت "سعاد" اتهامات زوجها لها تقريحا في شرفها، واحترامها لمنزل الزوجية، وراحت تصر على أن تذهب إلى أهلها؛ بدلا من أن تخزي الشيطان وتهدئ من مخاوفه.
أصرت سعاد على زيارة والدتها دون رغبة الزوج الذي جن جنونه معتبرا أنها لا تقيم لكلامه وزنا ولا تحترمه مما أكد له شكوكه، فراح يفقد وعيه، حيث أحضر سكيناً من المطبخ وقام بذبحها، بعد أن طعنها عدة طعنات قاتلة في الرقبة والصدر أمام المارة في الشارع؛ فسقطت غارقة في دمائها بعد أن فارقت الحياة.
ألقي القبض علي الزوج القاتل وضبط السكين المستخدم في الحادث وبالعرض علي النيابة أمرت بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق، وأمرت نيابة بندر الفيوم بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة الزوجة القتيلة، وصرحت بالدفن عقب التشريح.
إنها نهاية محتومة لشك بدأ يتسرب في البيت، ربما يكون قد وصل إلى ذروته في أول أيام عيد الأضحى، حيث نخر السوس البيت فوقع على ساكنيه.