تعهد إسلام علوش المتحدث باسم تنظيم "جيش الإسلام" في سورية بأن يقوم مسلحو التنظيم بإخضاع سلاحهم لأي سلطة جديدة تتولى مقاليد الأمور عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد "شريطة أن تساوي بين جميع السوريين دون تمييز". وأكد علوش أن التنظيم علاقته جيدة مع "جميع الأطراف الدولية" وليس ذراعا لأي دولة. وأوضح علوش في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ": "إذا سقط الأسد، سواء تحقق ذلك عبر الحل العسكري أو عبر المفاوضات السياسية، سيكون سلاحنا خاضعا وبدون أي تحفظ للسلطة الجديدة التي يشترط بها أن تحقق العدل وتنصف المظلومين وأن تحفظ أملاك وأرواح جميع المدنيين". و"جيش الإسلام" الذي يترأسه زهران علوش أحد أكبر فصائل المعارضة المسلحة في سورية ، ويتركز وجوده في منطقة الغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق ومنطقة القلمون في ريف العاصمة ، وإدلب "في الشمال"، وبدأ تحت اسم "لواء الإسلام" ثم تحول إلى "جيش الإسلام" نهاية عام 2013 بعد اندماج نحو خمسين لواء وفصيل معارض مسلح تحت رايته. و"جيش الإسلام" أحد التنظيمات المشاركة في تحالف "الجبهة الإسلامية" الذي تشكل بهدف تنسيق الجهود بين عدد من الجماعات المقاتلة في سورية. ورفض علوش بشدة توقعات البعض بأن تتحول سورية في حال سقوط الأسد ونظامه إلى ساحة أكثر اشتعالا بين المجموعات المسلحة المتصارعة، وقال: "المكون الرئيسي في الثورة هو مكون معتدل ليس لديه مشاريع خاصة ومشروعه الأوحد إسقاط النظام". وأكد علوش إمكانية قبول وتأييد جيش الإسلام لحل سياسي ينهي الصراع بسورية في إطار محاولات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا شريطة تحقيق مطلب "رحيل نظام الأسد ومحاكمة مجرمي الحرب". إلا أنه عاد وألمح لعدم تفاؤله كثيرا لما يمكن أن تسفر عنه المفاوضات السياسية ، وقال: "للأسف هناك فشل في بنية الخطة الأولية التي يقترحها دي مستورا ، فهو لم يعتمد التمثيل المتوازن للمكونات الحقيقية للمنتفضين والثوار على الأرض .. وكذلك سعيه لإنقاذ النظام ولو جزئيا من خلال تشتيت صفوف الثوار بإضافة مكونات تتبع للنظام في صفوف الثورة .. فضلا عن طرحه لحلول سياسية رفضها النظام من البداية". وأقر بحدوث نزاعات بين الفصائل المسلحة لأسباب تجارية بحتة كالسيطرة على مواقع تزويد القرى والمدن والمناطق بالمواد الغذائية ، وقال :"لا أنكر حصول بعض المشادات أو المناكفات بين بعض الفصائل حول تلك الأمور .. ولكن هذا لا يحدث بين الفصائل المنضبطة التي تقوم على احترام القانون والالتزام الأخلاقي والديني وتحمل الهم الثوري". وأشار إلى أن "القيادة العامة لجيش الإسلام في الغوطة تسعى لتحسين الأوضاع الاقتصادية والتجارية والطبية للمدنيين ، وتسهم في إيجاد فرص عمل لهم ومحاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي بالتعاون مع المؤسسات المدنية المختلفة". ورفض الاتهامات الموجهة لنظام القضاء الشرعي الذي يطبقه جيش الإسلام بالغوطة خاصة ما يتعلق بتوظيفه للتخلص من المعارضين ، وقال :"النظام القضائي في الغوطة نظام مستقل لا يتبع لأي فصيل كما أن المنتسبين له والقائمين عليه مشهود لهم بالصدق والنزاهة". وفي رده على تساؤل حول ما يتردد عن تلقي زعيم "جيش الإسلام" زهران علوش أموالا طائلة من السعودية وهو ما قد يجعله راعيا لمصالح المملكة وأهدافها في سورية ما بعد الأسد ، أجاب :"جيش الإسلام علاقته جيدة مع جميع الأطراف الدولية التي تدعم السوريين وحقوقهم ، لكن الإعلام والقوى المناوئة تصور الأمر بشكل مبتسر على أن جيش الإسلام ذراع لهذه الدولة أو تلك ، نحن ذراع للمظلومين والمضطهدين". واختتم علوش حديثه بالتأكيد على استحالة نجاح مشروع تقسيم سورية ، وأكد: "النظام لديه اليقين الكامل بعدم قدرته على استرجاع المساحات التي خرجت من تحت سلطته .. لذلك يقوم كل فترة بإعادة هيكلة خطوط دفاعه بما يتناسب مع خساراته الجديدة وبما يوائم شكل المنطقة المتبقية تحت يده .. والأسد وإيران يتوهمان بأن الحل ربما يكون في التقسيم ، لكن هذا الأمر غير قابل للتطبيق فالسوريون لن يقبلوا بدولة مقسمة على أسس طائفية أو عرقية".