كتب التراث لا يمكن الاستغناء عنها الخطاب الديني أصبح "فزّاعه" بعض الجماعات الإرهابية تعمل تحت رعاية منظمات حقوق الإنسان المخابرات الأجنبية تستقطب الجماعات المتشددة لتفكيك الأمة الإسلامية لا بد من متخصصين لتدريس مادة الدين وإضافتها للمجموع النهائي أطالب بتحسين دخل الإمام حتى يتفرغ للدعوة قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن جميع مجالات الدولة في الوقت الحالي تحتاج إلى تجديد ديني سواءً في الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي أو التعليمي. وطالب المفتي الأسبق خلال حوار خاص أجرته معه "شبكة الإعلام العربية" محيط" بعودة مادة الدين وإضافتها إلى المجموع النهائي وتدريسها للطلاب على يد أساتذة متخصصين، لديهم علم ودارية بأصول الدين. وتحدث عن أسباب ظهور الجماعات الإرهابية، وكيف استغلهم أعداء الإسلام، ورأيه في الحرب ضدها.. والعديد من القضايا ذات الشأن الإسلامي، نكشفها في سياق هذا الحوار.. ما آلية تجديد الخطاب الديني من وجهة نظركم؟ الخطاب الديني سواء من الأزهر أو الأوقاف هو "جزء من كل"، ولابد من تضافر الجهود سواء كانت سياسية أو إجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية من أجل مجابهة هذا الفكر الخارج على الدين والدولة في نفس الوقت. ولن يتم ذلك إلا من خلال إصلاح الجانب الاقتصادي والتعليم المدني والعام والتربوي وغيرها، فنبدأ من المدرسة والطالب منذ صغره وأن يكون مهيأ لقبول هذا الخطاب. ويجب أن يتعلمها الطفل من مادة الدين والأخلاق وهذه هي الأساس، فعندما يتعلم خلال هذه المرحلة يكون مستوعبًا للخطاب الديني بما يشمل الفكر العام. ولابد أن يكون هناك تدريب وتأسيس من البداية، وعندما يتم تفعيل الخطاب الديني في شتي مجالات الحياة فسوف يتم القضاء على الرشوة والخوف والترويع الذي يعيش به المجتمع ويتحسن كل شئ بالدولة. محرر محيط مع الشيخ نصر فريد واصل هل الخطاب الديني أصبح فزاعة تقلق المؤسسات الدينية في الوقت الحالي؟ للأسف أصبح كذلك.. لو افترضنا أن الخطاب الديني كان به نوعا من التقصير لفترة من الزمن وهذا كان سياسة الدولة لأنها لم تعطيه الفرصة ولم تمكنه، وقد جعلت من الخطاب الآخر الحرية الكاملة أو من ليس لهم خطاب ديني يخرجوا على الفضائيات ويتحدثون بمنتهى والحرية في الدين حتى يصل للإلحاد، ويقول أنا حر في عقيدتي ويناهضوا الفكر الصحيح، ويدركون جيدا أن دين الدولة الرسمي الإسلام وهو أساس العلم الذي يقوم عليه النفس ثم يخرج من يهدم هذا العلم. لماذا تسكت الدولة عن ذلك برأيك؟ لأنها تعتبر ذلك حرية شخصية، تخشى من الخارج حسب حقوق الإنسان هذا خطأ كبير، فعندما يتكلم في خطاب صحيح خاص ويقول هذا خطأ أو صحيح أو ضد أمن الدولة فلا يسمع لأحد لأن هناك خطاب أخر موجه لشريحة الشباب بطريقة معينة فبالتالي يؤدي إلى القول الصحيح، والخطاب الصحيح قد يجد الكثير يعرض عنه لأنه يجد أن الدولة لا تهتم بتشجيع هذا الأمر. برأيك ما أهم المجالات التي تحتاج إلى تجديد الخطاب الديني؟ جميع مجالات الدولة في الوقت الحالي تحتاج إلى تجديد سواء في الجانب السياسي والإجتماعي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي أو التعليمي وهو الأساس. كيف يتم تجديدها؟ لابد من إرجاع مادة الدين وإضافتها للمجموع، ويجب أن تدرس من خلال أساتذة على علم ودارية بأصول الدين متخصصين، ولابد من إصلاح حال المعلمين بما يكفيهم من ضروريات الحياة حتى لا يتركوا المدرسة ويعطون الدروس بالخارج مما يجعل الأسرة تكد وتكافح حتى توفر لأولادهم ثمن الدروس الخصوصية. ولابد من إعادة إصلاح منظومة التعليم وتحقيق العدالة الاجتماعية بطريقة شرعية فهي أولى موضوعات تجديد الخطاب،وأيضا تحقيق العدالة في الجانب السياسي. هل يعتبر الاستبداد السياسي سبب في التطرف الفكري؟ بلا شك، لأن الجماعات الإرهابية منشأها ليس من الدين بل هي ثغرة فقط استغلتها الدول الأجنبية "أعداء الدول العربية والإسلامية" وبدأت تحارب الإسلام من داخلهم من خلال هؤلاء الجماعات التي أجتذبتهم، وبدأت والمخابرات الأجنبية تغوص حولهم ثم بدأت تمكنهم من أن يصلوا إلى أغراضهم بأهداف مادية تحت زعم لبس شعار الإسلام، والإسلام منها براء. وهؤلاء أغلبهم "جهال ومنافقين"، ويظهرون الإسلام شكلا بطريقة مخابرتية ولكنهم يكنون بداخلهم الكفر والنفاق، وللأسف ينخدع الشباب في تلك الفرق والجماعات المتشددة. كيف يتم القضاء على ذلك؟ محاربة تلك الجماعات والقضاء عليها والتصدي لفكرها مهمة عتيقة على الدولة بجميع مؤسساتها، فلابد من التكاتف والتعاون لإستئصال جذورها التي زرعها الغرب وهذا يحتاج مجهود كبير. لماذا لم نجد خطوات جدية مثلًا بعقد العديد من المؤتمرات لتفعيل الخطاب الديني؟ لأنه مجرد كلام.. وفي نفس الوقت لم تجد خطوات جادة من قبل المؤسسات الدينية بالعالم ولا تجد أيضا تشجيع من الدولة لتنفيذ تلك الخطوات نحو تجديد الخطاب الديني من أجل القضاء على ما نراه الآن من فن هابط وظهور جماعات طفت علي السطح بأسماء مختلفة تحت هدف واحد وهو القضاء علي الدين،ولن يتغير ذلك إلا بالعمل الجاد. هل ترى أن للسياسيين دورًا في تجديد الديني؟ بلا شك، عليهم دور في مخاطبة الناس بطريقة بعيدة عن العنف والتخصص، وعدم محاولة الوصول إلى الحكم بطريقة إقصاء الآخرين ويترك للشعب الاختيار بطريقة سلسة، فعند الانتخابات البرلمانية لابد أن يكون الخطاب معتدل ولا يكون غرضه تشوية سمعة الآخرين من أجل الوصول إلى المنصب . برأيك.. كيف يتم تحسين أداء «الأئمة والوعاظ»؟ تخريج الدعاة الآن على مسؤلية الكليات الشرعية فعليهم أن تمدهم بكل الكتب التي ترد على ما يحدث وتحدث المناهج وتدريب عملي على الخطابة من على المنابر. أما الأئمة والوعاظ الذين لم يلحقوا هذه التطورات فعلي وزارة الأوقاف والدولة هذه المهمة من تحسين دخل الأئمة بما يكفي من متطلبات الحياة حتى يتفرغ للدعوة بالإضافة إلى دورات تدريبية للتعرف على فن الخطابة والتأثير في المصلي ومعرفة توصيل الخطبة إليه، فالإقناع ليس سهلا، وتوفير كافة الكتب التي يحتاج إليها الإمام بحيث توفر لكل داعية مكتبة، وهذا يندرج تحت مبدأ العدالة الإجتماعية. هل تتوقع عودة الفتوى إلى جهاتها المختصة أم أنها ستبقى في الفضائيات؟ عندما كنت مفتيا طالبت إحدى الدول بترخيص الفتوى عبر الرسائل الخاصة على الهاتف فرفضت ذلك، ولكن الآن أصبحت الفتوى على الانترنت والتلفاز والرسائل الخاصة مما شتت الناس. وهي تعتبر سبب في تطرف كثير من الناس وزعزعة للأمن وأحدثت فتنة، ولكن الآن بعد هذا القرار "تجديد الخطاب الديني" سوف يقنن من انتشارها، ولا يتكلم بها إلا من هو أهل التخصص والعالم بها وبالتدريج ووضع القوانين التي تجرم فتاوى بغير المتخصصين سوف تقتصر على المؤسسات الدينية. طالبت بعض فئات الفضائيات بحرق كتب التراث بدعوى أنها أصبحت لا تواكب العصر ولا قيمة لها ..ما تعليقك؟ التراث به أساسيات لا يمكن التخلي عنها، وهناك فروع فقهية متجددة على حسب الزمان والمكان مثل الفتوى تتغير على حسب الزمان والمكان، وليس هناك تعارض بين الحديث وبين القديم، فالقديم نأخذ منه ما يتواكب مع العصر فهناك أصول تستمد من التراث، وإذا كان القديم يصلح لنا فلا مانع من الأخذ منه، وإذا كان جديد وتغيرت نبحث ونرى الدليل ينطبق على أي الأمور وننتقي ما يصلح لنا. وخير مثال القوانين أغلبها موروث فنحن نعدل في بعض التشريعات التي تجد ولا نلغي المادة بالكامل، كتب التراث لا يمكن الاستغناء عنها. إذا أنت ترفض ذلك؟ نعم.. ومن يدعو إلى ذلك فهو مأجور يريد محو الهوية الإسلامية ومحو تراث الأمة . كل يوم يخرج علينا علي الفضائيات من يعلن إلحاده ومن يشكك في الدين وفروض الإسلام .. ما الحل؟ لابد من قوانين تجرم ما يحدث على الفضائيات، وما يخرج عن الإسلام و المسيحية يزعزع أمن الدولة، وهي مسؤلية الدولة وذلك وراءه مخابرات أجنبية وأغلبهم مغرر به والبعض الأخر يعمل تحت منظمات حقوق الإنسان وللأسف الإعلام يعطيهم المساحة. لابد من وضع قوانين للإعلام ولهؤلاء تجرم ما يقوموا به ومن عدم ظهورهم على الفضائيات وهذا خطر على الدولة وأمنها، وأعتبر ذلك مثل الجاسوس، والملحد ضد أمن الدولة حتى نحافظ على الجيل الحالي والقادم.