قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أن هزيمة الإرهاب تحتاج إلى نهج شمولي يبدأ بمعالجة الظروف التي تستغلها الجماعات الإرهابية لتحقيق مآربها. وجاء ذلك في خطاب ألقاه العاهل الاردني، اليوم الخميس، في الجلسة الرئيسية للمؤتمر الخامس لقادة الأديان العالمية والتقليدية المنعقد في العاصمة الكازاخستانية، ونشره الديوان الملكي في بيان تلقت الأناضول نسخة منه. وجاء في كلمته "نحن المسلمين نتعرض اليوم لهجوم وحشي من الخوارج، الذين يشوهون ديننا لتبرير جرائمهم الفظيعة. ولا يؤذي ديننا، أو مشاعر المسلمين شيء أكثر مما تؤذيهم أفعال هذه العصابات المجرمة التي تؤجج الطائفية وتشعل الفتنة في الأمة، وتضلل الشباب وتغريهم بالتخلي عن مستقبلهم. وهي تنشر العنف في جميع أنحاء العالم". ومضى العاهل الأردني قائلاً: "أود لفت نظر العالم لضرورة الحوار بين الأديان، الذي نحن في أمس الحاجة إليه في جهودنا المشتركة للتصدي لمن يشكلون الخطر الأكبر على ديننا وعالمنا، وأقصد الخوارج الذين خرجوا عن قواعد شرعنا وديننا الحنيف ". وأشار الملك الأردني "إلى إن الغالبية العظمى من الناس في عالمنا اليوم ينتمون لمجتمعات دينية، حيث يشكل المسلمون والمسيحيون وحدهم أكثر من نصف سكان العالم، ونعيش جنبا إلى جنب كمواطنين. لكن مجتمعنا العالمي اليوم مهدد من قبل قوى عدوانية تستغل الاختلافات الدينية ". وأوضح الملك عبد الله الثاني "نحن المسلمين نتعرض اليوم لهجوم وحشي من الخوارج الذين يشوهون ديننا لتبرير جرائمهم الفظيعة. ولا يؤذي ديننا، أو مشاعر المسلمين شيء أكثر مما تؤذيهم أفعال هذه العصابات المجرمة التي تؤجج الطائفية وتشعل الفتنة في الأمة، وتضلل الشباب وتغريهم بالتخلي عن مستقبلهم. وهي تنشر العنف في جميع أنحاء العالم ". وأكد الملك الأردني أنه " ومن المهم أن يفهم الجميع أن هذه العصابات لا تشكل سوى نسبة ضئيلة من بين 1.5 مليار من الرجال والنساء المسلمين الصالحين في العالم، ومع ذلك فإن قطرة من السم يمكن أن تسمم بئرا بأكمله. وهذه العصابات تمنح نفسها مطلق الحرية لتحريف كلام الله واستغلاله لتحقيق مآربها المنحرفة" . وتطرق العاهل الأردني إلى رسالة عمان ( بيان أصدره العاهل الأردني عام 2004 دعا فيه إلى التسامح والوحدة في العالم الإسلامي ) حيث قال : " قبل عشر سنوات، ارتأى الأردنيون ضرورة مخاطبة العالم، فجاءت رسالة عمان لتبرز قيم الإسلام الحنيف ودعوته القائمة على احترام الآخرين، والتعاطف، والعدالة الاجتماعية، والرحمة، والتسامح، والإجماع. هذا هو نهج الإسلام. وهذا هو نهج الأردن " . وخصص المؤتمر الخامس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، العام الحالي، لحوار الزعماء الدينيين والسياسيين من أجل السلام والتنمية، ويشارك فيه ممثلو أتباع الديانات، والمنظمات الدولية الكبرى. وقد عقد المؤتمر الأول في أستانا في أيلول/سبتمبر 2003، وشارك فيه العديد من الزعماء الدينيين وكبار الشخصيات من 13 دولة في أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، ويعقد المؤتمر مرة واحدة كل ثلاث سنوات.