المسعفون: لا تأهيل والسيارات متهالكة.. والمسئولون: 80 ألف بلاغ كاذب يوميا بمجرد دخولك مرفق إسعاف القاهرة، تواجهك سيارات مصفوفة معرضة للسرقة، وأخرى متهالكة، وكأنك تقف في مقبرة للسيارات، القمامة تحيط بها من كل الجوانب، وفي المكان «عشة» مهجورة، من المفترض أنها ورشة لتصليح السيارات، ولكن الواقع يكشف عن أنها أصبحت مرتعًا للحيوانات والزواحف. أما عن مبيت المسعفين، فحدث ولا حرج، فهو عبارة عن أكواخ شبيهة ب «خيم» البدو في الصحراء، وتنتشر في المكان إطارات السيارات المتهالكة، والتي يصعب حصرها وعدها، وتتكدس القمامة بشكل يوحي أن المكان لإهلاك البشر وليس إنقاذهم. حالة من التذمر تسود المسعفين داخل مرافق الأسعاف، تعددت الأسباب، والنتيجة انعكاس ذلك على الأداء المقدم للمواطن. محيط استطلع آراء ووجهات نظر عدد من المسعفين، قبل أن يحملها إلى المسئولين للتعليق والرد عليها. ظروف العمل صعبة المسعف (محمد.ع) اشتكى من تدني المرتبات والخدمات 24 ساعة يوميا، مشيرا إلى أن العمل 3 أيام أسبوعيا متواصلة في الشارع بدون طعام أو شراب أمر شاق للغاية، موضحًا أن الأكل أو الشرب أو النوم في السيارة من الممنوعات. ونوه إلى أن أكثر المشاكل تكون مع المتصلين وطول الانتظار وطلب تسلم الحالة بعد عشرة دقائق من استلامها، لافتا إلى أن ذلك شبه مستحيل. المسعف (علي. م) قال إنهم يتحملون أخطاء أصحاب المؤهلات العليا اللذين تم تعينهم تحت مسمى مساعد أخصائي بدون أي ذنب منهم. (محمد. ز) عضو نقابة العاملين في الهيئة، قال إن هيئة الإسعاف المصرية بنيت لتكمل العمل في مرفق الإسعاف لحل مشكلة البطالة، وعين مساعدي أخصائيين، أغلبهم مؤهلات عليا في تخصصات مختلفة عن طريق برنامج تحويل، بإشراف جامعة بريطانية لمدة 45 يوم تخصص فيه نقل كامل للمصاب بوضع آمن. وأوضح عضو نقابة العاملين بالهيئة أن هناك صراعا بين الهيئة ومرفق إسعاف القاهرة، وأنه من المفترض أن يكون هناك 3 آلاف سيارة على مستوى الجمهورية على أرض الواقع. وأضاف أن سيارات الإسعاف تُعطل عملها في المستشفيات بحجة عدم وجود طبيب مختص للحالة، مشيراً إلى أن هناك سيارات تقف في الشوارع بدون وجود مكان مخصص لها. وأشار إلى أنه لا يوجد تصريح لوقوف سيارة الإسعاف والمفترض أن يكون لها "مظلة" أسوة بسيارات الشرطة، مشيرا إلى أن روتين التعامل مع المستشفيات التي لا تخضع لوزارة الصحة يُهلك الحالات نتيجة اختلاف التعليمات من مستشفى لأخرى في استقبال الحالات. وطالب بأن يكون تعامل المستشفيات مع سيارة الإسعاف كوسيلة للنقل فقط، موضحاً أن طريقة عملها بمجرد دخولها المستشفى بمنطق "احجز واقفل على السيارة"، إما لعدم وجود موظف مختص أو لعدم وجود معاون خدمات ويتحمل عمله المسعف. مسعفون غير مؤهلين عادل سرور عضو نقابة العاملين بمرفق إسعاف القاهرة، قال إن الكثير من حملة البكالوريوسات، والشهادات العليا من العاملين في الإسعاف تم تعيينهم برتبة «أخصائي» في هيئة الإسعاف بعد اجتيازهم دورة لمدة 21 يوما، وبعدها يتم ترقيتهم إلى مساعد أخصائي بدرجة أعلى من المسعفين خريجي معاهد التمريض، وهو ما يؤدي لوفاة الكثير من الحالات بسبب انعدام الخبرة، حسب رأيه. وأضاف في تصريحات لشبكة الإعلام العربية «محيط» أن هناك ما لا يقل عن 20 سيارة معطلة في المرفق غير معروف مصيرها حتى الآن، موضحاً أنه كان يخدم منطقة القاهرة 280 سيارة إسعاف، يوجد منهم الآن 147 سيارة فقط، والباقي غير معلوم مصيره. آلية تلقي البلاغات طويلة ولفت "سرور" إلى أن آلية عمل الإسعاف تبدأ بمكالمة لهيئة الإسعاف ويبدأ الرد برسالة مسجلة، ثم يرد مستقبل البلاغ وبعدها يتم تحويل المتصل للمسئول عن المنطقة المتواجد فيها صاحب البلاغ، وبعدها اتصال بالمُبلغ ثم التحويل إلى الغرفة ثم إلى الجهاز، ثم التأكد من صحة البلاغ إلى أن تخرج السيارة لمكان البلاغ !. وأضاف أن القائمين على خدمة الإسعاف غير مؤهلين لدرجة أن هناك حالات كثيرة لم يصلها الإسعاف نهائياً وضحايا بسبب التقصير في خدمة الإسعاف من شخص غير مؤهل. ونوه إلى أن المركزية في عمل الإسعاف لا تنفع مطلقاً، ولابد من مدير مسئول عن خدمات كل مرفق بسياراته، موضحاً أن نقطة تجمع الإسعاف في الإدارة المركزية بشارع البحر الأعظم والتي منها توزع وتتمركز فيها كل النقاط تأتي بالسلب على الإسعاف وتُتعب العاملين، مشيراً إلى أن المتابعة عن بعد أمر صعب. 80 ألف بلاغ كاذب يومياً الدكتور أسامة حسين رئيس غرفة الطوارئ في هيئة الإسعاف، أكد أنه يتم التعامل مع الحوادث والمظاهرات والمناسبات حسب أهمية الحدث في أسرع وقت، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 80 ألف بلاغ كاذب يومياً. وأضاف أن حالات نقل المريض من الأهالي إلى المستشفى تؤثر سلباً على المريض، لافتا إلى أن هناك وضع معين وطريقة تعامل معينة لنقل المريض أو المصاب. ونوه إلى أن المسعف معرض للضرب من الأهالي نتيجة الضغط عليه، موضحاً أن أي سيارة تخرج يدون رقمها والمسعفين وأسمائهم وأماكن تواجدها معروفة سلفاً، مشيراً إلى أن هناك تدريب للمسعفين على فترات سنوياً. قانون يجرم المعاكسة الدكتور مصطفى غنيمة، نائب رئيس هيئة الإسعاف طالب بقانون يجرم المعاكسات والبلاغات الكاذبة وذلك للمساهمة في عدم تعطيل الخدمة وسرعة إسعاف المريض أو المصاب. ونفى "غنيمة" أن يكون هناك تعطيل لسيارات الإسعاف في المستشفيات، مؤكداً أنهم منظومة واحدة، وأن المسعفين يتحملون العمل الإضافي من أجل حماية المريض، لافتا إلى أن المشكلة تتمثل في عدم وجود عمال خدمات معاونة، والمسئول عن الحالة المسعف حتى تسليمها للطبيب المختص. وأوضح أن أغلب الأماكن تخصص بعض مراكز الشباب أو الأماكن العامة بتنسيق مع المسئولين لإيقاف سيارات الإسعاف، ووارد أن يقف في أي مكان في الشارع. الإسعاف الطائر موجود وعن تفعيل خدمة الإسعاف الطائر، قال "غنيمة" إن الإسعاف الطائر موجود لكنه مكلف مادياً، ومن يستطيع تحمل نفقاته يطلب الإسعاف الطائر. من جانبه، قال الدكتور عبدالحليم محمود رئيس غرفة العمليات وتلقى البلاغات، إنه يتلقى البلاغات على مدار الساعة، ولكل قطاع غرفة تتابع المكالمات، وبعض البلاغات تصل للنجدة ومنها تحول للإسعاف وبعدها يتم التعامل مع البلاغ.