أجمع عدد من قيادات الأحزاب المصرية اليوم على ضرورة الإسراع في اتمام الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق بإجراء الانتخابات البرلمانية، مع ضرورة أن يخرج القانون الخاص بها من رحم اللجنة المكلفة بتعديله بدون عوار دستوري جديد، قد يهدد ببطلان الانتخابات ومجلس الشعب القادم. الرئيس عبد الفتاح السيسي بدوره التقي اليوم، الأربعاء، بمجموعة من رؤساء الأحزاب السياسية، ليؤكد على أهمية التكاتف الوطني في المرحلة المقبلة، وذلك لانتخاب مجلس نواب قادر على الاضطلاع بمهمتي الرقابة والتشريع على الوجه الأكمل، أخذاً في الاعتبار أن دقة المرحلة الراهنة تستلزم أن تُنحي الأحزاب السياسية خلافاتها جانباً وأن تعلي المصلحة الوطنية. السيسي شدد على أن الرئاسة تقف على مسافات متساوية من جميع القوى السياسية دون انحياز، مُبدياً استعداده التام لمساندة ودعم قائمة موحدة لكافة الأحزاب والقوى السياسية التي ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة، منوهاً إلى اعتزام الدولة إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري. المهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، نقل عن الرئيس السيسي خلال لقائه بالأحزاب قوله، إنه يقف مع الجميع دون تمييز، مع وعد رئاسي بإتمام الإنتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري. عمر أكد في بيان له أن السيسي ملتزم بالدستور والقانون هو منهجه الأساسي، وأن المبادرة التى تقدمت بها الأحزاب السياسية تم دفعها إلى مجلس الوزراء لدراستها، موضحا أن الرئيس دعا جميع القوى السياسية للتوحد بشكل إستثنائي في هذه المرحلة وهو يعلم أن الأحزاب تقوم على التنافسية، وأنه لا يتدخل فى أحكام القضاء ويرفض أي تلميحات بشأن ذلك. ووافقه في الرأي، حسام الخولي، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، الذي أشاد باجتماع الرئيس مع رؤساء الأحزاب، ورأى أن هذه الخطة تعتبر بداية ملء الفراغ السياسي الذي كان موجودا. الخولي أوضح في حواره ببرنامج "الساعة السابعة"، المذاع عبر فضائية "سي بي سي إكسترا"، أن الأحزاب تريد معرفة الوضع السياسي وما حدث من مواجهات مع الارهاب، وأيضا الوضع الاقتصادي، منوها إلى أن الأحزاب سيصيبها الخلل لو لم تعلم الجديد، لأنها لا تعلم ما يواجهه صاحب القرار، وهو ما سيحدث فجوة بالمجتمع. واستكمل :"الرئيس السيسي قال إنه يتمنى الاجتماع مع رؤساء الأحزاب مرة كل شهر، وهذا جيد للغاية، وأنا أعتقد أن الرئيس يريد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية في أقرب فرصة، لأن وجود برلمان في الوقت القريب ضرورة حتمية، والرئيس يعلم هذا، لأن القصة ترتبط بالاقتصاد، لأنه لا يوجد شركات عالمية كبيرة تدخل دولة بلا مجلس نواب، وبالتالي هناك شركات كبرى متوقفة عن الدخول إلى مصر لحين وجود مجلس شعب". من جانبه، صرح المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، بأن الرئيس السيسي أشاد خلال لقائه مع رؤساء الأحزاب وممثلي القوى السياسية بمبادرة "المشروع الموحد" لقوانين الانتخابات التي أطلقها حزب المحافظين وتوافق عليها 40 حزبا سياسيا. وقال قرطام فى بيان رسمي له أن رئيس الجمهورية أكد خلال لقائه برؤساء الأحزاب السياسية اليوم الأربعاء على أنه أرسل "المشروع الموحد" إلى مجلس الوزراء لدراسته ومن ثم إرساله إلى مجلس الدولة. وأشار رئيس حزب المحافظين إلى أنه اقترح على الرئيس السيسي خلال اللقاء اليوم ضرورة إصدار ميثاق للجمهورية الثالثة باعتباره انتخب من قبل أغلبية المصريين لتأسيس جمهورية ثالثة جديدة لها استراتجيات وفلسفة واضحة على المستوى الاقتصادى والاجتماعي والثقافي. أما محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، فكشف عن قول الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه سيلتقي برؤساء الأحزاب شهريا، وأن المقترح الموحد الخاص بالأحزاب واجراء الانتخابات البرلمانية ستتم دراسته. وأكد السادات في مداخلة هاتفية ببرنامج "غرفة الأخبار"، الذي يقدمه الإعلامي محمد سعيد محفوظ، عبر فضائية "سي بي سي إكسترا"، أن القانون سيتم تحويله للجهات المعنية لأخذه في الاعتبار، وأنه يتوقع صدوره قبل شهر رمضان المبارك، أي في خلال 20 يوم بحد أقصى، مشيرا إلى أنه سيتم الأخذ بكل من القانونين طالما لم يتعارض هذا مع الدستور. وأضاف أن هناك حالة فراغ سياسي سببت انشقاقات في الأحزاب، ويجب أن يستعد المرشحون عبر إطلاق "نوبة صحيان"، حتى يشعر الناس أن الانتخابات قادمة، ولنثبت للعالم أن مصر قادرة على إجراء انتخابات برلمانية، خاصة أن هناك تحديات إقليمية وداخلية كثيرة. وفي السياق ذاته، قال محمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، إن الرئيس بدأ حديثه بحرص الرئاسة على إجراء الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت ممكن قبل نهاية العام وفقا للقانون والدستور تجنبا لوجود استثناءات يطعن عليها دستوريا. وأضاف خلال حواره للحياة اليوم، مع الإعلامية لبنى عسل أن الرئيس السيسي خلال لقائه بنا اليوم أكد احترامه للدستور والقضاء وأنه ثابت لبناء مصر الجديدة ولا نية لإعفاءات عن قيادات الإخوان في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه علق على مقترح الأحزاب حول قانون الانتخابات بأنه يحترم جميع مقترحات الأحزاب. أما المستشار يحيى قدري، النائب الأول لرئيس حزب الحركة الوطنية، فأكد أن اللقاء مع السيسي اتسم بالشفافية سواء من ناحية الرئيس أو رؤساء الأحزاب الذين حضروا اللقاء. وأضاف خلال حواره للحياة اليوم، مع الإعلامية لبنى عسل أن الرئيس استمع للأحزاب جيدا ولمطالبهم التي عرضوها عليه ومقترحاتهم الخاصة بالمشهد السياسي، مؤكدا أن "الرئيس ترك الحرية لكل شخص لعرض موقفه ورأيه حول قانون الانتخابات الموحد". ولفت نائب رئيس حزب الحركة الوطنية إلى أن كل ما نأخذه على الحكومة، سواء فيما يتعلق بالتشريعات أو اختيار مسؤولين، يقوم الرئيس السيسي بمراقبتها وحده فقط بسبب غياب مجلس النواب، مشيرا إلى اهتمام الرئيس بإتمام الانتخابات البرلمانية في أقرب وقت وأنه ليس من مصلحة أحد التأخر في الانتخابات. وأضاف أن الرئيس وعد اعتبارا من الأسبوع القادم بلقاء بين الأحزاب لإيجاد آلية للتوحد الانتخابي بما فيها حزب النور، لكن لدينا مشكلة أن هناك بعض الأحزاب لديها توجهات شخصية.