قصر البارون امبان في مصر الجديدة، هو أحد عجائب العمارة الحديثة في العالم ومحط أنظار الباحثين عن الابتكار والإبداع، ووجهة الكثيرين من السياح الذين يزورون مصر، ويقع في شارع صلاح سالم بمصر الجديدة. بناه المليونير البلجيكي ادوارد امبان الذي زار مصر، وشعر بسحر الشرق وأحب أهل البلد بشدة فقرر العيش معهم، في منطقة مصر الجديدة وكانت في ذلك الوقت صحراء جرداء، تحولت بعد ذلك إلى منطقة راقية خاصة بصفوة المجتمع. في عام 1905 زار البارون امبان معرضا للتصميم المعماري في فرنسا وقابل المعماري الكسندر مرسيل وشاهد تصميم لقصر بلجيكي وأعجبه التصميم بشدة، واتفق امبان مع الكسندر على بناء ذلك القصر في مصر، وصُمم القصر من طابقين و7حجرات وزين بزخارف شرقية وهندية وأوروبية. كان من الصعب في ذلك الوقت الجمع بين كل هذه الزخارف في أن واحد، ولذلك اعتبر القصر تحفة فنية وظل الوحيد على مستوى العالم الذي لا تغيب عنه الشمس، فقاعدة القصر مصنوعة على "الرولمان بلي"، ولذلك فقبة القصر تدور لفة كاملة مع أشعة الشمس منذ الصباح وحتى المساء. وعاش امبان مع زوجته البارونة وابنتيه، وقيل أن زوجته حُشرت في المصعد الذي ينقل الطعام وقيل أنها سقطت من أعلى البرج وماتت، وقيل إن الجريمة حدثت بفعل فاعل، وكانت ابنته الصغرى "آن" عمرها ثمانية أعوام آنذاك، وقد شاهدت هذه الحادثة البشعة فأثرت عليها كثيرا. اهتم البارون امبان بتعمير ضاحية مصر الجديدة، وكان يساعده في هذا الدوق "ماريبى" الرجل الفرنسي الثرى، ونشأت صداقة بين "آن" التي بلغت السابعة عشر من عمرها وبين "سيلفيا" ابنة الدوق ماريبى. وكانت "سيلفيا" لها علاقات شيطانية واستطاعت أن تسيطر على "آن"، وقد أهدتها ورقة مفضضة رسم عليها الصليب المقلوب، فقامت أن بتثبيتها على جدران حجرتها الوردية الجميلة التي تقع غرب القصر. ولم تكن تعلم "آن" أن صديقتها سيلفيا تقودها إلى عبادة الشيطان دون أن تدري، فتغير حالها كثيرا، وقد تعالت ضحكاتها ليلا مع صديقتها سليفيا، وانطلقت رائحة البخور من غرفتها، ودخلت مع سيلفيا وأصدقائها في احد السراديب وكانوا ينشدون الترانيم الحزينة، وفي هذا الوقت كانت تسترجع موت أمها، فتصاب بهياج بينما يقوم الأصدقاء باستدعاء الشيطان، بقصد العبادة له بحسب ما قيل. ساءت حالة آن ولاحظ أبيها وخادمات القصر ما يحدث، وأشار طبيب القصر إلى ضرورة تغيير حجرتها حتى تشعر بالهدوء والاسترخاء ولكن دون جدوى. وما زاد الأمور سوءا مصرع 6 خادمات الواحدة تلو الأخرى، ومنهم مدام "دى مورييه" رئيسة خدم القصر، والعجيب أنه عقب كل حادثة كانت "آن" تحاول الانتحار مما كان يشير بوجود صلة بينها وبين هذه الحوادث البشعة. وأيضا لقى شقيق البارون امبان مصرعه داخل السرداب، ولم تدم هذه الأحداث طويلا فبعد سنتين من التعرف على سيلفيا الشريرة لقيت "آن" مصرعها وهى في التاسعة عشر من عمرها. ومات امبان في عام 1930 وكانت وصيته دفنه بكنيسة الكربة الموجودة بميدان الكربة الموجودة بجوار القصر. و بعد وفاة البير أصبح القصر مهجورا منذ عام 1930، ولم يهتم به احد حتى جاء المهندس إبراهيم سليمان واستطاع أن يبرم اتفاقا مع ورثة امبان، وأصبح تابعا للمجلس الأعلى للآثار. والى الآن لا يوجد أي فائدة تعود من القصر فهو مهجور تماماً وشركة الصوت والضوء أضافت بعض الأضواء إلى القصر، ومن الممكن تحويل القصر إلى فندق أو متحف، أو كمركز للثقافة المصرية.