كابول: كشف قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال ديفيد بتريوس الخميس انه أعد مشروع خطة لبدء خفض قوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" في بعض مناطق أفغانستان العام المقبل ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عملية الانتقال قد تسير ببطء. ونقلت صحيفة "ذي تايمز أوف لندن" البريطانية الخميس عن بتريوس قوله إنه أطلع الحلفاء على ما وصفه بتحليل مؤقت تجريبي للغاية قبل اتخاذ القرار لبدء عملية انتقال المسؤولية الأمنية إلى الأفغان. واضاف "كل ما تم عمله حتى الآن هو تحليل اولي لنقطة ما في عام 2011 لتحديد المناطق المرشحة لبدء عملية الانتقال" ، لكنه لم يحدد المناطق المعنية في أفغانستان . وتابع "الخطة المقترحة ترصد الاحتمالات خلال مرحلة ما من المستقبل مدتها ستة أشهر ثم ستة إلى 12 شهرا ثم 12 إلى 18 شهرا وهكذا". وشدد على تمسكه بحقه في تحديد الجدول الزمني للانسحاب المرتقب انطلاقا من الأمر الواقع في أفغانستان بعد يوليو/تموز عام 2011 وهو الموعد الذي حدده أوباما لبدء انسحاب القوات الأمريكية من هذه البلاد. واكد ديفيد بتريوس أن الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانسحاب القوات الاجنبية من أفغانستان لن يكون الا "بداية للعملية". واعتبر بتريوس ان الوضع في أفغانستان يجب أن يعالج على الصعيدين العسكري والمدني، مشيرا الى ان تكوين سلطة مركزية تعتمد على شرطة وجيش قويين يعتبر السبيل الوحيد لحل مشاكل هذه البلاد. وقال "اذا لم نتمكن من انشاء دولة قادرة على الدفاع عن النفس وإدارة شؤونها، فستسارع عناصر طالبان وجماعات ارهابية اخرى للعودة الى أفغانستان بعد مغادرة القوات الأجنبية". وكرر بتريوس تصريحات وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ومسؤولين آخرين من أن القوات الأمريكية لن تنسحب بأعداد كبيرة في تموز القادم وإن كان لم يتحدد بعد حجم ونطاق الانسحاب الأمريكي. وركز بترايوس على أن الانتقال في أفغانستان سيكون تدريجيا وفضل وصفه بالعملية لا بالحدث وقال إن الهدف منه هو تقليص لا تسليم المسؤولية الأمنية للأفغان. وأشار بتريوس الى أن تنظيم القاعدة مازال يحاول إيجاد له ملاذ في باكستان، مؤكدا أن سبب هذه المساعي يرجع الى الضغوط التي يواجهها التنظيم في باكستان من قبل الجيش الباكستاني وقوات التحالف الدولي. الى ذلك ، اثار مقتطفات من كتاب باسم "حروب أوباما" يتحدث عن صراع مرير بين مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما الذين أسهموا في وضع استراتيجية الحرب في أفغانستان مع تشكيك بعضهم في نجاحها ضجة كبيرة في واشنطن وبين دوائر المدونين وقد تثير الشكوك بين المشرعين الذين يسيطرون على الانفاق العسكري. ويرسم كتاب "حروب أوباما" لبوب وودورد الصحفي البارز في جريدة واشنطن بوست صورة لفريق الامن القومي الامريكي كفريق منقسم بشدة بشأن السياسة الخاصة بأفغانستان خلال معظم فترات الاشهر العشرين الماضية حتى مع تراجع التأييد الشعبي الامريكي للحرب. ويظهر أوباما في مقتطفات من الكتاب على خلاف مع كبار القادة العسكريين خاصة الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة والجنرال ديفيد بتريوس قائد قوات الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي في افغانستان خلال مراجعة السياسة في عام 2009 عندما أرادا زيادة عدد القوات في افغانستان عما كان الرئيس مستعدا لارساله. وقرر أوباما الذي تردد انه ضغط على مستشاريه العسكريين لوضع خطة للخروج لكنهم لم يقدموها له ارسال قوات اضافية قوامها 30 ألف جندي لكنه أرفق ذلك بتعهد بالبدء في سحب القوات في يوليو تموز 2011.