تجددت الاشتباكات بشكل عنيف، صباح اليوم الاثنين، في سرت، وسط ليبيا، بين عناصر متشددة تنسب نفسها لتنظيم "داعش" والكتيبة "166" المكلفة بتأمين المدينة من قبل المؤتمر الوطني العام المنعقد بطرابلس. وقال محمد زادمة، رئيس غرفة عمليات سرت التابعة لرئاسة أركان المؤتمر الوطني العام، لوكالة الأناضول إن "قوات الكتيبة 166 تستهدف منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم، المجموعات المتشددة المتمركزة في مجمع واغادوغو ومقار أخرى قريبة منه، وسط المدينة". وأضاف أن "أسلحة ثقيلة إضافة إلى الطيران، اُستخدمت في استهداف تلك المجموعات"، مشيراً إلى سقوط عدد (لم يحدده) من القتلى في صفوف المتشددين. وكانت الكتيبة 166، أعلنت، نهاية أبريل/نيسان الماضي، عن بدء عملية عسكرية واسعة في سرت لتحريرها من مجموعات متشددة تنسب نفسها لتنظيم "داعش" منذ إعلان سيطرتها في يناير/كانون ثان الماضي على مقار حكومية ومبانٍ عامة بالمدينة. وأوضح المسؤول العسكري أن استهداف تلك المجموعات اليوم، جاء بعد "التأكد من خلو الأحياء القريبة من تلك المقار الحكومية التي يسيطر عليها "داعش" من السكان". ورجّح زادمة أن العملية العسكرية الحالية ربما "ستكون الأخيرة والحاسمة لتأمين مدينة سرت وتطهيرها من المتشددين بعد أن ضيقت كتيبة 166 الخناق عليهم". من جهته، أفاد أحد سكان سرت أن الاشتباكات بين الطرفين ما زالت مستمرة حتى الساعة 09.15 ت.غ، وأن الأحياء القريبة من تمركزات مسلحي "داعش" باتت خالية من سكانها. وذكر أن مسلحي "داعش" يستخدمون مدافع الهاون في قصف تمركزات قوات المؤتمر، لافتاً إلى أن القصف ألحق أضراراً مادية في عدد من منازل المواطنين، دون أن يبلغ عن وقوع خسائر بشرية. والخميس الماضي، اندلعت اشتباكات بين الطرفين، بعد هجوم شنته المجموعات المتشددة على وحدات تابعة للكتيبة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في منطقة الظهير غربي سرت. وتتمركز الكتيبة 166 عند معظم أجزاء المدينة ومنافذها الرئيسية إضافة لكامل الطريق الساحلي الرابط بين المدينة والهلال النفطي شرقيها.