سراييفو: فتحت مراكز الاقتراع ابوابها صباح الأحد أمام الناخبين في انتخابات عامة تحدد مستقبل البلاد التي لا تزال منقسمة بشدة بين صرب ومسلمين وكروات ، وما اذا كانت تقترب من الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي خلال السنوات الاربع المقبلة ام ستغرق بشكل اكبر في الركود. ويشارك في هذه الانتخابات التي تنظم 20 متسابقا لعضوية مجلس الرئاسة، و8370 مرشحا لعضوية ثلاثة برلمانات في البلاد، وقد دعي للمشاركة فيها 1.3 مليون ناخب. ويفترض أن يتم انتخاب أعضاء الرئاسة الثلاثية مسلم وكرواتي وصربي، ونواب البرلمان المركزي وبرلماني كياني البوسنة، وهما جمهورية الصرب والاتحاد الكرواتي المسلم. وكان رئيس الوزراء ميلوراد دوديك رجل الكيان الصربي القوي لوح مرات عدة في الأشهر الأخيرة بتهديد الانفصال إذا تعرض الاستقلال الذي تتمتع به جمهورية صرب البوسنة في البوسنة والهرسك للتشكيك. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن دوديك قوله "الأفضل للبوسنة أن ننفصل وديا". ويفترض أن ينتخب دوديك من دون صعوبة رئيسا للجمهورية الصربية. وفي الجانب المسلم يبدو السباق أكثر احتداما، خاصة مع التباين في وجهات نظر الرئيس الحالي للرئاسة الجماعية للبوسنة حارس سيلاجيتش ومنافسه باكر عزت بيجوفيتش. وكان سيلاجيتش قد أدلى بانتقادات شديدة لصرب البوسنة واتهمهم ب"منع تحقيق تقدم" في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كما أدان إمكانية انفصال الجمهورية الصربية. ويطالب سيلاجيتش بتغييرات هيكلية تجعل من البوسنة دولة طبيعية مثل بقية جيرانها ، معربا عن اعتقاده بأن توحيد البوسنة إداريا أمر ممكن، وبالتالي يجب النضال من أجله. ومن جانبه فان بيجوفيتش، نجل الزعيم الراحل علي عزت بيجوفيتش فيرى أن "التغيير يجب أن يكون عبر مراحل، لأن الدفع به مرة واحدة، يجعل الأطراف المقابلة ترفضه جملة وتفصيلا". وكانت استطلاعات للرأي قد أظهرت تقدم بيجوفيتش على جميع المرشحين في سباق الرئاسة في البوسنة. كذلك ينافس الأكاديمي جمال الدين لاتيتيش، على عضوية مجلس الرئاسة عن المسلمين، لكن من دون لوحات وملصقات دعائية لافتقاده التمويل اللازم لذلك، مشيرا الى التصويت على أساس طائفي يعمق تقسيم البوسنة". وتابع: "البوشناق أغلبية بنسبة 53 في المائة لا يتمتعون بحقوق الأغلبية، أما ضمانات المصالح الإثنية فيمكن النص عليها في الدستور". ويأمل الناخبون أن تحسن نتائج هذه الانتخابات أوضاعهم المعيشية، فهناك أكثر من نصف مليون عاطل عن العمل في البوسنة، و170 ألف طفل، وفق "اليونيسيف"، يعيشون تحت خط الفقر، بينما تزيد البطالة على 35%. ومنذ الانتخابات العامة السابقة التي جرت في 2006 لم تحقق البوسنة تقدما في الإصلاحات ، حيث كانت قد تمكنت سابقا وتحت ضغط الأسرة الدولية من توحيد قواتها العسكرية ومصالح الجمارك ونظامها الضريبي.