الأهلى بدون فرصة 75%!

يجب ألا يتكلم فى كرة القدم أبدا من يتصور أن الإستحواذ وامتلاك الكرة يكفى لتحقيق الفوز.. لا كرويف ولا جوارديولا، ولا ديل بوسكى يعتبر مجرد امتلاك الكرة انتصارا.. فعندما نتحدث عن أهمية استحواذ الأهلى للكرة قبل لقاء الفريق المغربى، يكون من البديهى اكتمال هذا الاستحواذ بجمل وفرص، فلماذا يجب أن نتحدث دائما فى بديهيات ونزيد ونشرح ونعيد فيها؟ ثم هناك فارق بين الامتلاك للدفاع وبين الامتلاك للانقضاض؟
لماذا لم يصنع الأهلى فرصا حقيقية من انفرادات؟ هل شرح لنا أحد سبب عدم الانفراد.. إن كان أحد قد فعل فله منى اعتذار ولكنى لا أعتقد أن أحدا فعل؟
عند تقييم مباراة ينظر الجميع لفريق واحد، فهو الذى قصر، وهو الذى أخطأ، وهو الذى خسر.. لماذا لا تنظرون أبدا للفريق المنافس وكيف لعب؟ لقد دافع المغرب التطوانى بتنظيم. والجيد أنه دافع بتنظيم دفاعى متأخر داخل الصندوق وخارجه مباشرة فيما مارس خط وسطه قليلا من الضغط لاسيما فى الشوط الأول فظهر امتلاك الأهلى للكرة، وتبادلها وتمريرها فى مساحات خالية لم يهتم بها مدرب التطوانى.. وهذا لا يعنى أن الأهلى لم يقترب من مرمى الفريق الضيف، نعم اقترب لكنه لم يصنع انفرادات أو فرصا كاملة، أو حتى فرصة تعلو فيها نسبة التهديف إلى مستوى 75%..
جرى لاعبو الأهلى كثيرا، وتحركوا كثيرا، واستنفدوا طاقاتهم فى الشوط الأول، وأنهكهم دفاع المغرب التطوانى حين بدأ يضغط متقدما فى الشوط الثانى.. وقد يكون الفريق المغربى أقل تاريخيا من الأهلى لكنه لعب فى القاهرة مباراة جيدة، أفضل مما لعب على أرضه، كما لعب الأهلى فى المغرب أفضل مما لعب على أرضه.. وهنا علينا أن نفهم معنى الأفضل، وهو تحقيق الهدف بأحسن شكل أداء منطقى.
أرجو مراجعة المباراتين. وأرجو من حضراتكم وضع جملة «تحقيق الهدف بأحسن شكل منطقى» أمامكم وانتم تشاهدون المباراتين.
ارتباك جاريدو كان مستمرا، فهو مرتبك فى التشكيل وفى التغيير وفى توقيت التغيير.. بدأ بعبدالظاهر وهو أصلا مختفٍ منذ فترة. دفع بمتعب فى وقت لا يفيد. ركن تريزيجيه ولم يبدأ به.. ثم طلبه ولم يفعل به شيئا.. ونظرا لظروف الإصابات لاسيما حسين السيد عندما راجعت تشكيل الأهلى وجدت أنه يحتاج 12 لاعبا وليس 11.. لتغطية الجبهة اليسرى دفاعيا وهجوميا، وتعزيز الوسط، واللعب برأس حربة ايضا..؟
لقد تطورت كرة القدم.. فلم يعد مطلوبا من الظهير القيام بدور الجناح طول الوقت، فيقطع مسافة 70 مترا ذهابا وعودة، وإنما هما جناحا وسط وظهيران.. والأربعة يتحركون بديناميكية، ويكمل الظهيران المساندة الهجومية فى مثل تلك المباريات التى يكون فيها خيار الهجوم هو الاختيار الوحيد.. ولم يعد هناك ما يسمى بلاعب ارتكاز مدافع فقط فى مباريات هجومية، فلاعب الوسط أو لاعبو الوسط عليهم واجبات هجومية ودفاعية.. وإلا فنحن أمام فريق ناقص العدد.
هنا يكون على المدرب أن يسأل نفسه هل يلعب برأسى حربة أم برأس حربة واحد؟ وهل يمتلك فريقه القدرة على اللعب بطريقة 4/3/3..؟ وهل من المقبول أن يلعب فريق مصرى بدون رأس حربة؟
لا أظن أن جاريدو سأل نفسه تلك الأسئلة.. كيف وهو يصرخ طوال الوقت مطالبا الحكم باحتساب كورنر، لأنه يظن أن الكورنر بربع؟!
نقلا عن " الشروق" المصرية