قال الكاتب الصحفي جهاد الخازن إن الولاياتالمتحدة تحاول أن تصلح ما خربت سياستها في اليمن، مشيرا إلى أنها ستفشل مرة أخرى، وتزيد من صعوبة الوصول إلى حل في جنوب غرب جزيرة العرب. وأضاف في مقاله المنشور اليوم على الموقع الالكتروني لجريدة "الحياة" اللندنية التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن، أن الولاياتالمتحدة اليوم تخشى زيادة قوة تنظيم «القاعدة» في شبه جزيرة العرب، لافتا إلى أن الخلاف السياسي والعسكري بين نظام علي عبدالله صالح والجماعات المطالبة بتغيير سياسي، ترك «القاعدة» حرة للتمدد خارج مدينة أبين جنوب اليمن. وأضاف أن الغارات الأميركية بلا طيار لم تعطل العمليات الإرهابية من «القاعدة». وأوضح أن الأسوأ من ذلك أن قوات العمليات الخاصة اليمنية التي دربتها قوات أميركية لمواجهة «القاعدة» انحازت إلى علي عبدالله صالح بعد سقوطه وهو تحالف مع الحوثيين وأصبحت القوات الخاصة تقاتل الحكومة الشرعية التي رأسها عبدربه منصور هادي. وأشار إلى أن استقالة علي عبدالله صالح في 2012 كان يمكن أن تسير بالبلاد إلى تغيير سلمي يفيد جميع أطراف النزاع السياسي، إلا أن إيران وجدت في الأخطاء المتراكمة فرصة سانحة لتوسيع حلقة نفوذها فساندت الحوثيين بالسلاح والمال حتى ثاروا وحاولوا انتزاع الحكم. ولفت إلى أنه بعد مسلسل الأخطاء الأميركية اضطرت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها العرب إلى التدخل عسكرياً تمهيداً لحل سياسي عن طريق المفاوضات، والغارات نجحت في كبح غرور الحوثيين، ووقف انتشارهم العسكري. وعندما توقفت الغارات بعد شهر لم يوقف الحوثيون عدوانهم، فاستؤنفت الغارات. ونوه إلى أن الولاياتالمتحدة رحبت بوقف الغارات وكذلك إيران وعلي عبدالله صالح ودول أوروبا، وأعلنت الولاياتالمتحدة أن المطلوب هو عودة سريعة غير مشروطة إلى التفاوض للوصول إلى عملية تغيير سياسي لا تستثني أحداً، إلا أن الحوثيين قالوا لا تفاوض قبل وقف الغارات ورفع الحصار واشترطوا تفاوضاً برعاية الأممالمتحدة، والتحالف العربي يريد الانتقال إلى مفاوضات سياسية، ولكن بعد تراجع الحوثيين إلى مناطقهم، وعودة الحكومة الشرعية إلى الحكم. وتابع، الإصرار السعودي على مواجهة في اليمن يعكس استقلالاً محموداً عن السياسة الأميركية، ولا بد أن يكون هناك حل في النهاية، غير أن الشيء الأكيد الوحيد اليوم هو أن اليمن تواجه أزمة إنسانية خطرة، فقد قتِل حوالي ألف يمني، وفرّ كثيرون إلى الخارج، وشرِّد 150 ألفاً داخل بلادهم، والشعب على حافة المجاعة، موجها نصيحة للمفاوضين العرب بألا يثقوا في السياسة الأميركية.