دعت حكومة الإنقاذ الوطني الليبية، التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها، الاتحاد الأوروبي وخاصة إيطاليا إلى التنسيق ودعم جهود ليبيا في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. جاء ذلك في تصريحات لرئيس حكومة الإنقاذ الوطني، خليفة الغويل الأربعاء، على هامش تفقده لمركز إيواء "القويعة" للهجرة الغير شرعية، في طرابلس. وقال الغويل إن حكومته تعمل على بذل كل الجهود لسد الطرق التي يعبر منها المهاجرون الوافدون (بطرق غير شرعية) من عدد من الدول الأفريقية، مشيرا أن الأجهزة الأمنية المختصة ملتزمة بواجباتها تجاه هذه الظاهرة. وأكد الغويل على ضرورة المحافظة على سلامة المهاجرين، داعيا في الوقت نفسه الدول الأوروبية وخاصة الحكومة الإيطالية (أقرب الدول الأوربية لليبيا من جهة البحر المتوسط) للمشاركة والتعاون مع حكومته في معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. من جانبه، قال وزير الداخلية في حكومة الإنقاذ الوطني، محمد شعيتر، الذي رافق الغويل في زيارته لمركز "القويعة"، إن الوزارة تحاول بكل إمكانيتها البسيطة مكافحة الهجرة غير الشرعية، ولكن تدفق المهاجرين زاد بشكل كبير حال دون وجود حل شامل ونهائي لهذه المشكلة. وأوضح شعيتر أن "هناك عمليات ضبط موثقة بالتسجيل المصور لمراكب الموت التي يستخدمها تجار البشر وهي في طريقها إلى أوروبا وتم إرجاعها إلى ليبيا." وأشار إلى أن هناك ما يقارب عشرين مركز إيواء في ليبيا لاستيعاب المهاجرين الذين يبلغ عددهم حوالي 10 آلاف شخص من مختلف الجنسيات. وشهد البحر المتوسط، فجر الأحد الماضي، واحدة من أكبر الكوارث البحرية حيث أكد مسؤولون دوليون وإيطاليون، غرق نحو 900 مهاجر غير شرعي بعد انقلاب قارب صيد كان ينقلهم قبالة سواحل ليبيا التي تعد مقصد الكثير من المهاجرين الأفارقة الراغبين في التوجه إلى إيطاليا، وهو الأمر الذي تزايد في السنوات الثلاث الأخيرة عقب دخول ليبيا في حالة من الفوضى الأمنية. وقال خفر السواحل الإيطالي إن "28 شخصاً فقط تم انقاذهم من القارب، الذي غرق على بعد حوالي 100 كيلومتر من الساحل الليبي، جنوبي جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم انتشال 24 جثة".