شيخ الأزهر أبدى عدم رضاه عمن يتكلمون في الدين بغير علم الإذاعة المصرية أحسن مكان تسمع فيه اللغة العربية والقرآن الكريم كتب الأزهر أخرجت الشعراوي ومحمد الغزالي وشلتوت المصرية اختارت لنفسها الرجوع لأصالتها بارتداء الحجاب وصف الدكتور حسن الشافعي، رئيس مجمع اللغة العربية وعضو هيئة كبار العلماء دعوات البعض لتنظيم تظاهرات لخلع الحجاب بأنها "زوبعة في فنجان"، مؤكدا أن قرار المرأة بارتداء الحجاب أمر خاص بها، وأن من ينتقدون كتب التراث تناسوا أن هناك حركة كبيرة تمت في القرون الأولى من الهجرة لتنقية الأحاديث. وأوضح أن هيئة كبار العلماء، ممثلة في رئيسها شيخ الأزهر، أبدت قلقها وعدم رضاها من بعض البرامج التي يمكن أن تؤثر على الشباب الذين يتكلمون عن الثقافة الإسلامية، مشيرا إلى أن علم الحديث لا ساحل له، ويشمل علم الرجال وعلم نقد المتون وعلم نقد الأسانيد، مستنكرا وجود برامج تستضيف الملحدين وشخصيات مثل زعيم التكتل الشيعي في مصر. وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن مقررات التعليم في كل أرجاء الدنيا لا يمكن أن تكون سليمة مائة بالمائة، لافتا إلى أن هناك مبدأ تربويا يقضي بمراجعة البرامج والمناهج كل خمس سنوات لاختلاف البيئة الثقافية وتكوين الأولاد واللغة المتداولة. وإلى تفاصيل الحوار.. لماذا أحجمتم عن الإعلام منذ فترة؟ لم أحجم أبدًا، وقبل شهر تحدثت وأبديت رأيي في صحيفة قومية عن بعض الأمور، فوظيفتي الأساسية معلم في كلية دار العلوم، وبجانب هذا فأنا رئيس مجمع اللغة العربية، وهذه مؤسسة تسمى مجمع الخالدين، ولا يسعني أن أمتنع عن الإعلام أو أحتجب عنه، وإنما أسأل الإعلاميين: إذا سمعوا مني فهل ينقلون هذا إلى الجمهور؟. ما تعليقك على البرامج التلفزيونية التي تتناول الشأن الإسلامي بأسلوب نقدي؟ البرامج أنواع.. فيها الجيد وغير الجيد.. وأنا عضو هيئة كبار العلماء، فهي ممثلة في رئيسها شيخ الأزهر أبدت قلقها وعدم رضاها من بعض البرامج التي يمكن أن تؤثر على الشباب الذين يتكلمون عن الثقافة الإسلامية، فهناك من يتكلم عن الحديث الشريف ويأتي بأحد كتب الحديث ويقرأ ما على غلافه بأنه "جمعه" فلان، فيقول هو أن "جمعة" هو مؤلف الكتاب، فهل يعقل هذا؟!. يجب أن ندرك أن علم الحديث لا ساحل له، وهو يشمل علم الرجال وعلم نقد المتون وعلم نقد الأسانيد، ومن ثم فهو علم جليل له خبراؤه في الأزهر وغيره من بلدان العالم الإسلامي كله. وماذا عن تلك البرامج؟ هناك برامج يوجد منها الجيد.. فعلي سبيل المثال، أنا مقتنع أن الإذاعة المصرية أحسن مكان نسمع منه اللغة العربية في العالم العربي، وأحسن مكان يلتزم باللغة الفصحى، لا نريد الفصحى التاريخية لكن اللغة الفصيحة السليمة التي يستعملها المثقفون المعاصرون ويفهمها كل فرد. هناك برامج جيدة جدًا ومستوى لغوي جيد، وهناك برامج للأسف لا أدري لحساب من تأتي بالملحدين أو بزعيم التكتل الشيعي في مصر مثلا، فهل هناك تكتل شيعي في مصر أو زعامات من هذا النوع؟ وهل من مصلحة الشباب المصري أن يتكلم عن الملحدين أو نأتي بالملحد ين وأن نرد عليهم. وما ردك على من يهاجمون التراث؟ هو ليس هجومًا.. بل كلام غير المختص أو غير العالمين به، فالنقد مطلوب، ولكن لابد أن يكون به نوع من التعاطف مع الموضوع، بمعنى نحن ننتقد الشيء ليكون في أحسن صورة، والذين ينقدون التراث ويتكلمون عن تنقية الأحاديث ينسون أن هناك حركة كبيرة تمت في القرن الثاني والثالث والرابع الهجري لنقد الأحاديث، وهناك كتب تضم الصحيح وتتضمن الضعيف، وبالتالي فيجب أن يتكلم عن التراث من له علم به، ويقول ما يشاء.. إنما المشكلة أن يتكلم الجاهل عن التراث، وهذا لا ينبغي. هل هناك بعض الكتب في الأزهر تحتاج إلى تنقيح؟ هذا يسأل فيه شيخ الأزهر والأزهريون المسئولون، لكن باعتباري عضوًا في هيئة كبار العلماء فكل مقررات الدنيا لا يمكن أن تكون سليمة مائة بالمائة، فهناك مبدأ تربوي يقضي بأن البرامج والمناهج تراجع كل خمس سنوات لاختلاف البيئة الثقافية وتكوين الأولاد واللغة المتداولة. بيد أن هناك من يمسك كتب الفقه الإسلامي ويريد السخرية فيحصل منها عما يتعلق بنواقض الوضوء ويتكلم في هذه الأشياء، ونسي هؤلاء أن الفقه الإسلامي يتكلم عن علاقات الحرب والسلام والقانون الجنائي وبه مؤلفات كبرى، فلماذا يذهب فقط إلى نواقض الوضوء. هل تتقبلون النقد في ذلك؟ النقد إذا كان موضوعيًا ومبنيًا على علم فأهلا وسهلا به، وبالنسبة للكتب الأزهرية فأنا أسهمت في تنقيح بعض الكتب ليس لتغيير الحقائق العلمية وإنما لكي تناسب لغة الكتاب مستوى الطالب والمعلم أيضا، وهذه هي المأساة فلا يوجد الآن الأستاذ القدير الذي يشرح لغة التراث الإسلامي العميقة والدقيقة والمكثفة ولذلك نلجأ إلى تبسيط الأمور، ونرجو أن تكون هذه المحاولة مؤقتة لكي نعود مرة أخرى للكتب التي أخرجت الشيخ الشعراوي والشيخ محمد الغزالي والشيخ شلتوت وغيرهم. وما ردك على فتاوى الاستباحة التي تصدر يوميًا بحق أفراد الجيش والشرطة والمدنيين؟ استباحة دم حيوان بسيط غير جائزة شرعًا، فهناك امرأة دخلت النار في هرة حبستها فلا هي تركتها تأكل ولا هي أطعمتها، فإذا كان دم الهرة مسئولية فكيف بدم الإنسان، فقطرة دمه كبيرة ولا ينبغي أن تراق على يد أي كائن من كان؛ إلا بالقوانين الشرعية والمعلنة.. ومن ثم فالاستباحة لا تحتاج فتوى. الإشكال في الإعلام هو اختيار من يسأل، فينبغي أن يستفتى الفقهاء في الدين، لأن الناس بين عامة قال لهم الله "فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، وعلماء وهؤلاء هم من يتبنون الإفتاء، لكن بعض وسائل الإعلام تأتي بمن هب ودب وشيوخ غير مقبولة من المجتمع المصري، ومع ذلك يستفتون في أمر الدين، وتلك هي المشكلة. ما تعليقك على المطالبة بتنظيم تظاهرات لخلع الحجاب؟ الحجاب كان قرارا حرًا من المرأة المصرية، فلا فضل لجمعية ولا حزب ولا عالم أو غيره في ارتداء المرأة للحجاب، إنما كان قرارها في الثمانينيات والتسعينيات، ولذلك أعتقد أن أي كلام آخر لا قيمة له، وهو زوبعة في فنجان، وستبقى المصرية على ما اختارت لنفسها، وهو الرجوع لأصالتها وتميزها عن المرأة الأوروبية. ما هي آخر مؤلفاتكم؟ "قول في التجديد" كتاب سيصدر قريبا خلال شهر، ولي كتاب ظريف اسمه "حياتي في حكاياتي"، وهو سيرة ذاتية في صورة قصص وحكايات، وقد صدر فعلا منذ أيام.