قال "روب واينرايت" مدير وكالة "اليوروبول" وهى وكالة "تطبيق القانون الأوروبي لضمان حفظ أمن أوروبا" تعليقا على كارثة اللجوء التى حدثت من يومين بغرق عبارة مهاجرين مئات المهاجرين أن تلك الحادثة الأليمة التي شهدها العالم هي نتاج لمشكلة اعتيد رؤيتها عبر الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي مؤكدا أن وكالة "اليوروبول" قد اشتركت خلال الأشهر الماضية في القبض على ما يزيد عن مائة شخص من مسهلي عمليات تسلل المهاجرين ودخولهم إلى أوروبا عبر حدودها الشرقية من خلال الحدود التركية أو اليونانية بالإضافة إلى امتداد تلك المشكلة لتشمل الدول الأوروبية المطلة على البحر المتوسط إلا أن المسئولين في "اليوروبول" يبذلون قصاري جهدهم من أجل مكافحة تلك المشكلة. وأضاف "واينرايت" الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج "Global" على قناة "BBC" البريطانية في حلقة الأمس أن الظروف الراهنة تحتم على الجميع أن يعملوا معاً من أجل الحد من عملية تهريب المهاجرين الأفارقة بشكل غير شرعي عبر ليبيا وتركيا إلى الدول الأوروبية سواء من الجهة الشرقية أو من البحر المتوسط مؤكدا أنه هنالك خطوات معينة يتم السير عليها من أجل مواجهة تلك الظاهرة حيث ينبغي أن تكون الاستجابة الأولى من أجل إنقاذ حياة هؤلاء الأشخاص من الغرق في البحر المتوسط ثم تأتي الأولوية الثانية في الإجراءات التي ستحدث معهم عقب وصولهم إلى لامبيدوزا في ايطاليا أو إلى الدول التي يستهدفون الوصول إليها في أوروبا. وأوضح مدير وكالة "اليوروبول" أن دور الدوكالة يتمثل في التعرف على القائمين على عمليات تهريب هؤلاء الأشخاص إلى أوروبا والسعي ورائهم والقبض عليهم ومحاكمتهم حيث أن الوكالة لديها خبرة تمد لعشرات السنوات في مواجهة عمليات تهريب البشر والاتجار بهم حيث تم تشكيل قوات أوروبية جديدة خصيصاً لمواجهة تلك المشكلات الخاصة بالمهاجرين عبر البحر المتوسط تلك القوات التي تعمل حالياً في 13 دولة أوروبية للتعرف على الأشخاص المشتركين في عملية تهريب المهاجرين بشكل غير شرعي إلى أوروبا والقبض عليهم. وأشار "واينرايت" إلى أنه من الممكن أن يتم تبادل المعلومات الاستخباراتية ما بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أجل معرفة من هم الأشخاص القائمين على تلك العمليات غير المشروعة وأين المكان الذي يتواجد به للتأثير على النفوذ الذي تتمتع به بعض تلك الدول الأوروبية في أجزاء في شمال أفريقيا وغيرها من المناطق. من جانبه قال "جولوالي باسارلي" طالب في جامعة مانشستر البريطانية ومهاجر قديم من أفغانستان إلى بريطانيا أن الأزمة الحالية التي تواجه المهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا تشبه كثيراً المعاناة التي واجهها حينما كان مهاجراً من أفغانستان إلى بريطانيا ليس هو فقط بل آلاف الأشخاص الذين هاجروا من قريته هرباً من الحروب التي كانت قائمة في أفغانستان محاولين الهجرة إلى أوروبا بحثاً عن مستقبل أفضل لهم كما أضاف بأن رحلته أثناء هجرته من أفغانستان إلى أوروبا كانت صعبة وخطرة للغاية حيث أن الكثيرين ممن كانوا معه من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى أوروبا قد غرقوا في البحر المتوسط ليس ذلك فقط بل خلال عمليات محاولة عبور الحدود إلى أوروبا بشكل غير شرعي والتي على رأسها تركيا وإيران من أجل المرور إلى أوروبا واصفا هذه الرحلة بلعبة خطرة تضع الشخص ما بين الحياة أو الموت. وفي ذات السياق قال "هنري ماويكا" مهاجر من زيمبابوي إلى بريطانيا أن هناك العديد من العوامل هي التي أدت إلى وقوع أزمة المهاجرين هذه خاصة في ظل نشوب الكثير من الصراعات خلال السنوات الماضية في العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا في سوريا وغزة والعراق وجنوب السودان تلك الدول التي يواجه الكثير من الأشخاص بها الفقر والصراعات وعدم الاستقرار مؤكدا إنه على الرغم من جهود منظمات الإغاثة مثل الصليب الأحمر الدولي للتعامل مع أزمات الشرق الأوسط إلا أن تلك الجهود ليست كافية فقد أصبحت تلك القضايا ملحة بشكل كبير وتحتاج إلى المعالجة والحل العاجل من قبل المجتمع الدولي.