لا يوجد أدني شك علي الإطلاق في صدق وعظم مشاعر الحب والتقدير والامتنان، التي يكنها الشعب المصري بكل أطيافه، لأبنائه وإخوته الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة، تجاه الدور الوطني العظيم الذي يقومون به، في التصدي لقوي الإرهاب والتطرف وجماعات البغي والضلال، دفاعا عن الوطن واستقراره وأمن ومستقبل أبنائه. وعلي قدر رحابة واتساع مساحة التقدير والحب هذه، في نفوس وقلوب وعقول المصريين تجاه ابنائهم وإخوتهم الأبطال، يكون عمق الألم والأسي تجاه ما ينال هؤلاء الأبطال وما يصيبهم من قدر محكوم بإرادة المولي عز وجل، وهم يقومون بواجبهم ويؤدون رسالتهم ويضحون بأنفسهم ويقدمون أرواحهم فداء لوطنهم وشعبهم ويتصدون لجرائم الإرهاب. وفي كل مصاب وأمام كل شهيد من هؤلاء الأبطال، خلال تصديهم لقوي الشر والظلام والإفك والضلال، ينتاب المصريين جميعا حزن عميق وألم عاصف يحفر للأسي مكانا غائراً في أعماق النفس وجرحا داميا في سويداء القلب، ويشعل في ذات الوقت موجة عاتية من الغضب تجاه جماعة الإفك والإرهاب وعصابات القتل والدمار. كل هذا متوقع ومتسق مع طبيعة الشعب المصري، ورد فعله التلقائي تجاه أبنائه وفلذات أكباده، الذين يدافعون عنه ضد أعداء الحياة الكارهين للشعب والوطن، والساعين لهدم الدولة وخرابها. ولكني رغم هذا التوقع وذلك الاتساق أراه من وجهة نظري أمرا غير كاف وفعلا منقوصا، يجب أن يتحول إلي فعل ايجابي، ويصبح مشاركة شعبية فاعلة ومؤثرة في مواجهة جرائم الإرهاب وجماعات الإثم والقتل والتخريب. وهذه المشاركة الشعبية الشاملة والواجبة أصبحت ضرورة حتمية، لمواجهة تلك الحرب الفاصلة التي تخوضها مصر الآن، والتي تتطلب تكاتف كل فئات الشعب ووقوفهم صفاً واحداً صلباً وقوياً مع قواتنا المسلحة ورجال الشرطة البواسل، دفاعا عن أمن وأمان واستقرار الوطن وتماسك الدولة وقوتها، ضد من يحاولون هدمها وخرابها. وفي هذا، علينا أن نودع إلي غير رجعة حالة الغفلة والاسترخاء العامة التي نحن فيها، ونستبدلها بحالة الانتباه والاستنفار التام واليقظة الكاملة لرصد ومقاومة وإحباط التحركات والأنشطة الإجرامية والتخريبية، وسد جميع الثغرات التي تمكنهم من ممارسة نشاطهم الهدام وارتكاب جرائمهم الإرهابية. «ولذلك تفصيل لابد منه » نقلا عن " الاخبار" المصرية