قال د.أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي، أن الوجه الآخر لصلاح الدين الذي لا يعرفه أحد أنه أوّل من وحّد الجبهة الإسلامية، وخاض المعارك ببسالة لذلك فالهجوم عليه غير موضوعي كما يؤكد فكيف بغير المتخصصين أن ينتقدوا صلاح الدين، لدينا مصادر تاريخية موثقة نستقي منها معلوماتنا، لذلك لا يصح أن تجئ الأحكام بصورة مطلقة دون الرجوع للمصادر التاريخية. وعلّق رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية على التقرير الذي نشر مؤخراً بإحدى الصحف تحت عنوان "الوجه الآخر لصلاح الدين الأيوبى" وحمل انتقادات له أبرزها أن صلاح الدين الأيوبى استولى على أموال الأزهر، ورفض تحرير فلسطين، وأحرق مكتبات الفاطميين، علّق قائلاً أنه أمر غير صحيح بالمرة. ورد فؤاد في حديثه ل"محيط" على كل نقطة قائلاً: أنه عطّل خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، وألغى صلاة الجمعة هناك لأنه كان ضد الدعوة الشيعية التي تبث من الأزهر، وجعل صلاة الجمعة في مسجد واحد فقط هو مسجد "الحاكم" الذي لم يكن به مجالس للدعوة الشيعية كما كان الأزهر. ويتابع قائلاُ: أن صلاح الدين لم يستولى على أموال الأزهر، لم يكن للأزهر أموال حينها، لذلك لم يحدث هذا، مؤكداً أنها معلومات مغلوطة. أما فيما يتعلق بحرق مكتبات الفاطميين، نفى د.أيمن هذا جملة وتفصيلاً؛ قائلاُ أنه لم يحرق مكتبات الفاطميين بل عرضها للبيع، لأن مستشاريه أكدوا له أن المكتبات بها كتب إسماعيلية وشيعية، ولأنه حاكم سني آثر بيع هذه المكتبات، واستغرق بيعها 10 سنوات كاملة!. وبتهكم واضح على الاتهامات الموجهة لصلاح الدين، قال فؤاد كيف يمكن اتهامه أنه رفض تحرير فلسطين، قائلاً: ماذا فعل في موقعة حطين إذاً الذي استعاد بها بيت المقدس، رافضاً محاولات تشويه صلاح الدين خاصة وأنها برأيه لا تستند على مصادر تاريخية يعتد بها. يذكر أن صلاح الدين الأيوبي قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة. اشتهر صلاح الدين بتسامحه ومعاملته الإنسانية لأعدائه، لذا فهو من أكثر الأشخاص تقديرًا واحترامًا في العالمين الشرقي الإسلامي والأوروبي المسيحي، حيث كتب المؤرخون الصليبيون عن بسالته في عدد من المواقف، أبرزها عند حصاره لقلعة الكرك في مؤاب، وكنتيجة لهذا حظي صلاح الدين باحترام خصومه لا سيما ملك إنجلترا ريتشارد الأول "قلب الأسد"، وبدلاً من أن يتحول لشخص مكروه في أوروبا الغربية، استحال رمزًا من رموز الفروسية والشجاعة، وورد ذكره في عدد من القصص والأشعار الإنجليزية والفرنسية العائدة لتلك الحقبة.