تزايدت في الآونة الأخيرة الدعوات والحملات الطلابية في جنوب أفريقيا، لإزالة العديد من تماثيل ورموز الحقبة الاستعمارية، وعهد الفصل العنصري، المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، رغم كون هؤلاء الطلاب لم يشهدوا هذا العهد الذي انتهى منذ أكثر من 20 عاما أي ما يفوق أعمار هؤلاء الطلاب. "تلك التماثيل هي تذكير أبدي بتاريخنا المؤلم والمظلم من التعرض للاضطهاد".. هكذا استهل حديثه لوكالة "الأناضول"، أياندا كوتا، الناشط في "حركة العاطلين عن العمل"، وهي حركة اجتماعية تناضل من أجل حقوق الفقراء، والعاطلين عن العمل في البلاد. وقال غاضبا: "في الوقت الراهن ما زلنا معدمين بسبب إرث الاستعمار والفصل العنصري". واعتبر "كوتا" أنه ينبغي على السلطات إزالة كل رموز الحقبة الاستعمارية في جميع أنحاء البلاد، لأنها تذكر المواطنين بالمعاناة التي تحملها ذوو البشرة السمراء، سواء في جنوب أفريقيا وفي أفريقيا بشكل عام. وبدأ الجدل الدائر حول تلك التماثيل لأول مرة منذ أسبوعين في جامعة كيب تاون، عندما قامت مجموعة من الطلاب بسكب دلو من الفضلات البشرية على تمثال سيسيل جون رودس. وكان "رودس"، الذي توفي عام 1902، وهو قطب من أقطاب صناعة التعدين، وسياسي جنوب أفريقي من بين المناصرين المتحمسين للاستعمار البريطاني، وتبرع الأرض التي بنيت عليها جامعة "كيب تاون رودس". وقالت مجموعة الطلاب -التي تنظم حملة لإزالة التمثال تحت شعار "يو سي تي رودس يجب إسقاطه" في بيان في بيان لها "نحن جمعية مستقلة من الطلاب والعمال والموظفين، الذين تضافروا لإنهاء العنصرية المؤسسية والنظام الأبوي في جامعة كيب تاون". وأضاف أن تمثال "رودس" يمجد "قاتل جماعي"، أشارت تقارير إلى أنه استغل العمال ذوي البشرة السمراء، ونهب الأرض من السكان الأصليين. واعتبرت الجماعة أن "وجوده "تمثال رودس" يمحو تاريخ ذوي البشرة السمراء، ويعتبر عملا من أعمال العنف ضد الطلاب والعمال والموظفين ذوي البشرة السمراء". وتعرف المجموعة، ذوي البشرة السمراء بأنهم "كل الملونين" في جنوب أفريقيا، وتؤكد على أن إزالة تمثال "رودس"، لن يمثل نهاية لكن بالأحرى البداية لعملية "طال انتظارها" ل"تصفية استعمار" الجامعة.