الطلاب: ماكينات معطلة وأعمال بلطجة داخل المدارس الفنية الخبراء: التعليم الفني مفرخة للإجرام وإدارة عقيمة مطالب بعمل شراكة مع المصانع وشركات القطاع الخاص ينقسم التعليم في مصر لمراحل كثيرة بداية من الأساسي، إلى الإعدادي، والثانوي العام والثانوي الفني، والجامعي، وفوق المتوسط. وانصب اهتمام الحكومات المصرية علي مدار الفترات السابقة على التعليم الثانوي العام فقط، فيما تجاهلت الحكومات المتعاقبة التعليم الفني الذي يعد بمثابة العصا السحرية في الدول المتقدمة لما له من دور كبير في التحولات الاقتصادية. في البداية يقول إبراهيم جلال، طالب بالثانوي الصناعي قسم خراطة، إن الماكينات التي نقوم بالتدريب عليها معطلة، ويمتنع المدرسين من تشغيلها لأنها "عهدة" عليهم، مضيفا أن طالب الدبلوم ليس له هدف في الحياة سوي أن يحصل علي الدبلوم وبعدها يسافر إلي الخارج. أما محمد علي طالب بقسم الزخرفة، فيري أن التعليم الفني مضيعة للوقت موضحا أن الطلاب لا يتعلمون شيئا سوي أن يعرفوا القراءة، والكتابة فقط. وأضاف علي أن هناك إهمال من جانب المدرسين الذين يتركون الطلاب ليتشاجروا مع بعضهم فضلا عن حوادث كثيرة من جانب بلطجية في المدارس الفنية. وتساءل طه سيد طالب دبلوم الزراعة إذا كان خريجي المؤهلات العليا لا يستطيعون الحصول علي فرصة عمل فهل يمكن للحاصلين علي الدبلومات العمل في مثل هذه الظروف؟ . وتابع سيد إن المدارس الفنية لا تعلم شيئا علي الإطلاق، ناصحا أي طالب يرغب أن يتعلم "صنعة" فليذهب إلي ورشة صناعية ليتعلم أفضل من المدارس الفنية. ويقول علي محمود حاصل على بكالوريوس التعليم الصناعي: حصلت على دبلوم الثانوية المعمارية بمجموع تخطي ال80%، وتقدمت بأوراقي إلي كلية التعليم الصناعي، وقبلت وبعدها حصلت علي البكالوريوس الذي رفضت كلية الهندسة الاعتراف به، بعدما حلمت بان أتخرج، وأعمل في مجال الهندسة المعمارية والإنشائية. وتابع محمود بعدما فشلت في الحصول علي فرصة اعمل الآن سائق "توك توك". التعليم الفني سيء الدكتور حسني السيد أستاذ المناهج والتدريس قال، إن التعليم الفني في مصر يعتبر كارثة بمفردة لأنة يفرز شباب غير متعلم، كما ينبغي، فضلا عن أن هناك بعض الطلبة يسلكون سلوكا سيئا له اثر كبير في ارتفاع معدلات الجريمة في مصر. وأضاف السيد، أن المدرس ليس مؤهلا للمستويات العليا المتقدمة في التخصص، وليس لديه إمكانات الحصول، والتدريب حتى على الآلات المتقدمة المفيدة للطالب في حياته العملية. ولفت إلي أنه لذلك نجد الطالب يتخرج في مستوى لا يصلح للعمل في السوق بعد سنين ضائعة من عمره، فالتعليم الفني يضخ سنويا بالشارع آلاف من العاطلين الذين يصبحون عالة علي أهاليهم، وعلي الدولة التي عجزت عن أن تقدم لهم شيئا. دعم المدارس الصناعية . ومن جانبه قال الدكتور محمد دياب أستاذ الاقتصاد، أن التعليم الفني في مصر إذا استمر يدار بتلك الطريقة العقيمة التي عفي عنها الزمان فانه سوف ينحدر أكثر، مطالبا الدولة بدعم المدارس الصناعية وتوفير العدد والآلات، والماكينات التي يتم التدريب عليها. وأضاف دياب أن الطلبة معزولين عن الواقع العملي، في الوقت الذي تأمل فيه الدولة أن تجعلهم قوة ضاربة لتنمية الاقتصاد، يصبحون عبئا ثقيلا عليه وعلى الدولة، بعد أن أهملنا تلك المدارس فأصبحت متخصصة في تخريج العاطلين، بسبب عشوائية القرار، وغياب الرؤية، وحدوث فجوة بين النظرية والتطبيق ،ونتيجة سوء الإدارة وضيق الأفق المهني لبعض المسئولين تجاه المستجدات. وطالب أستاذ الاقتصاد بإجراء شراكة بين المصانع والمدارس بالوزارة ، والإدارة المركزية التي تتجاهل رأى ودور المديرين بالميدان العملي، وغياب الوعي بتحركات السوق والتخصصات المطلوبة له، ويضاف إلى ذلك عدم حماس المعلمين بالتعليم الفني، حتى أصبح تعليما نظريا باهتا بلا هدف. ويذكران التعديل الوزاري الأخير قد استحدث وزارة جديدة للتعليم الفني في مصر في الوقت الذي نحتاج فيه إلي كل يد تدير عجلة الإنتاج المتوقفة منذ سنوات. ولابد أن تكون هذه الأيدي مدرية ومؤهلة للحاق بسوق العمل والقضاء تدريجيا علي البطالة التي تخطت حاجز إل 14%.