قدمت الروائية اللبنانية بسمة الخطيب نبذة عن بدايتها الروائية، خلال ندوة "تجارب وشهادات فى السرد العربى"، التي استضافها بيت السناري مساء أمس الثلاثاء، وأشارت إلى تأثرها بوالدها منذ الطفولة، فهو شاعر واستاذ أدب عربي. ولفتت إلى كتبت الشعر في سنوات المراهقة، ودفعت به لوالدها حتى يقرأه، فنصحها قائلاً: يلزمك الكثير من المطالعة، وحينها أحضر لها مجموعة من الكتب التي تساعد في تحسين الأسلوب وتنمية المفردات اللغوية، قائلة أنه أثناء الحرب ببيروت ورغم قسوة هذه الأيام، إلا أن والدي كان يجمعنا على ضوء الشموع ويقدم لنا فوازير شعرية أفادتني، منها مثلاً: حيوان أليف/ طبعه ليس بأهوج/ اسقه نقطة ماء/ وضع على ظهره هودج. وأوضحت الخطيب أنها عملت بالصحافة، والتدريس للأطفال وكتبت قصصاً لهم، ونشرت في مجلة "العربي الصغير"، ثم نشرت في مجلة "الآداب"، ثم عملت في الإذاعة، وأصدرت مجموعتها الأولى "دانتيل"، ثم "شرفة بعيدة تنتظر"، مؤكدة أن الرواية كانت تراودها، لكنها لم تكن تعرف كيف تصل لحبكة مميزة، قائلة: أحب السينما وودت كتابة رواية يشعر القارئ أنه يراها، حتى جاءت روايتي "البرتقال المر" وبها روائح كثيرة لان بطلتها طباخة ماهرة، تحكي عن المجتمع الجنوبي ذو الطابع الشيعي، وودت أن أحكي واقعهم وواقع نساء هذا المجتمع،قائلة: اكبر مساحات السيدات هي المطبخ، فالمراة التي تطبخ تحاول البوح بمشاعرها وأفكارها، هي تروي الحكايات خلال إعدادها وليمة لشخص تحبه، تبوح بمشاعرها المكبوتة من خلال الطعام. وكشفت كيف أثرت ظروفها الأسرية - فهي أم لثلاثة أطفال - على كتابتها للرواية التي استغرقت ست سنوات، حتى أنها اضطرت للاستقالة من العمل لتكتبها، قائلة: الحذف له دور في روايتي، فقبل الدهاب إلى المطبعة حذفت الكثير. وتتابع: شعرت أني خلقت لأكتب واحكي، فوالد جدتي كان حكواتي الضيعة، لذلك كنت أحكي لنفسي كل ليلة قبل أن انجب، وتؤكد: الكتابة لم تشفني ولم تجعلني أكثر سعادة، حققت إنجازا في مشواري لكني اطمح للمزيد.