قرر الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، تعليق خطواتهم التصعيدية التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء، وذلك بعد التوصل لاتفاق مبدئي مع مصلحة السجون، بحسب ما أعلن عنه نادي الأسير الفلسطيني. وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، قالت في وقت سابق، إن "الأسرى في مختلف السجون الإسرائيلية سيبدأون بخطوات احتجاجية وعمليات عصيان وتمرد على قوانين إدارة مصلحة السجون، ابتداء من اليوم الثلاثاء". وفي هذا الصدد، قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) في بيان، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن "الأسرى أرجأوا خطواتهم التصعيدية التي كان من المقرر البدء بها اليوم، وذلك بعد اتفاق أولي بين قيادة الأسرى ومصلحة سجون الاحتلال". وشمل الاتفاق-بحسب البيان- عدة بنود بينها، زيادة مبلغ "الكانتينه" (مبالغ مالية تُرسل للأسرى من ذويهم، لشراء احتياجاتهم من داخل السجن)، والسماح للأسرى بشراء بعض المستلزمات الحياتية الأخرى، كالمواد التموينية، والملابس، التي يُمنع بيعها في "الكانتينه"، أو يُسمح بها بكميات محدودة جداً. وكانت إدارة السجون، قلصت منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، هذه المبالغ، وذلك ضمن سلسلة عقوبات فُرضت على الأسرى حينها، حيث كانت تسمح بإدخال 400 شيقل إسرائيلي (100 دولار أمريكي) من قبل السلطة الفلسطينية، ومبلغ آخر من الأهالي يصل إلى 1200 شيقل (300 دولار). ولم يذكر البيان، مقدار هذه الزيادة التي وافقت عليها مصلحة السجون. كذلك شمل الاتفاق على أن تكون زيارة ذوي الأسرى لأبنائهم مرة كل شهر لمدة ساعة بدلاً من مرة كل شهرين لمدة نصف ساعة، بالإضافة إلى إعادة الأسرى المنقولين إلى قسم (4) في سجن "نفحة" (جنوبي إسرائيل) لقسم (5) في سجن "ريمون" (جنوب). وكانت مصلحة السجون، نقلت بداية الشهر الجاري، أسرى من سجن ريمون، ضمن إجراءات عقابية، ووضعتهم في قسم يفتقر لمقومات العيش الآدمي في سجن نفحة، بحسب نادي الأسير. ولم يبين النادي ما إذا سيتم إعادة هؤلاء الأسرى اليوم أو في وقت لاحق. وتقول هيئة شؤون الأسرى، إن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تنتهج إجراءات قمعية، وتصعيداً خطيراً بحق الأسرى في السنوات الأخيرة، كالإهمال الطبي، والعزل الانفرادي، والتنقلات التعسفية، وحرمان الأسرى من زيارات الأهل والمحامين، والحرمان من التعليم، فضلاً عن الاقتحامات اليومية لغرف الأسرى بالكلاب البوليسية ووحدات القمع. و"العزل الإنفرادي" عبارة عن زنازين صغيرة في أقسام خاصة معزولة عن التواصل مع الأسرى الآخرين، ويبلغ مساحة الواحدة منها 2 × 2، ويمنع فيها استخدام الأدوات الكهربائية، وتقيد حركة الأسير المعزول داخل ساحات السجن، حيث يسمح له بالخروج لمدة ساعتين فقط مقيد اليدين والقدمين، كما يمنع عليه شراء حاجياته من "الكانتينه"، في الأشهر الستة الأولى من عملية العزل، بحسب ما ذكره أسير خاض العزل، لوكالة الأناضول، في وقت سابق، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه. وتعتقل إسرائيل نحو 7 آلاف أسير فلسطيني في سجونها، وفق إحصائيات رسمية فلسطينية.